آخر خبر

“عروس النيل” بين المصادر التاريخية المصرية وخيال السينما


صدر الصورة، elcinema.com

التعليق على الصورة، فيلم “عروس النيل” إنتاج عام 1963

  • Author, وائل جمال
  • Role, بي بي سي نيوز عربي

عندما ذكر المؤرخ العربي ابن عبد الحكم في كتابه “فتوح مصر والمغرب” في القرن التاسع الميلادي، في معرض حديثه عن “النيل”، أن لدى المصريين عادة إلقاء فتاة جميلة في مياهه لاسترضاء النهر كي يفيض ويعم عليهم بالخير في شتى مناحي الحياة اليومية، لم يتصور أنه بعد نحو ما يزيد على ألف عام من تاريخ كتابته لهذه القصة أنها ستكون مصدر إلهام لإنتاج فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم “عروس النيل”، وأنها ستُطبع في أذهان كثيرين دون بحث أو تدقيق.

تدور أحداث الفيلم، الذي أنتج في عام 1963 وأخرجه فطين عبد الوهاب، في قالب رومانسي كوميدي، إذ يذهب مهندس جيولوجي إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر للتنقيب عن البترول، وتواجهه صعوبات نظرا لأن المنطقة كان المصريون القدماء يستخدمونها مقبرة لـ “عرائس النيل”، ويرى المهندس فتاة جميلة في زي عروس النيل تدعى “هاميس” تطلب منه وقف عمليات التنقيب، وتخبره بأنها ابنه الإله آتون، وأنها آخر “عروس للنيل”، وقد أرسلها والدها إله الشمس إلى الأرض مرة أخرى لتمنع انتهاك حرمات مقابر عرائس النيل.

أصبحت تلك الأسطورة، لاسيما بعد تقديمها على شاشة السينما، من أبرز الأساطير التي روّجت عن علاقة المصريين القدماء بنهر النيل، والتي تقول إنهم كانوا يلقون بعروس جميلة عذراء، ترتدي أفخر الثياب والحلي، ويزفونها إلى نهر النيل، بعد أن يلقونها حية لتبتلعها المياه، وأن هذا التقليد أصبح متواترا للوفاء بفضل النيل على أرض مصر. فما هي قصة الأسطورة والرد عليها من وجهة نظر علماء دراسات تاريخ مصر القديم.

القصة كما رواها بن عبد الحكم

تفاصيل لمجموعة من الفتيات مقبرة راموس

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، تفاصيل جدارية لمجموعة من الفتيات من مقبرة راموس، الأسرة الـ 18

ذكر هذه الأسطورة المؤرخ العربي أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الحكم المتوفى في عام 871 ميلاديا، أي بعد دخول العرب مصر بنحو 200 عام، وذكرها في كتابه الشهير “فتوح مصر والمغرب” وخلاصة ما يقوله بن عبد الحكم إن “عمرو بن العاص لما فتح مصر، أتى أهلها إلى عمرو حين دخل شهر بؤونة (القبطي) فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا سُنّة لا يجري إلا بها. فقال لهم: وما ذاك؟ … قالوا: أنه كلما جاءت الليلة الثانية عشرة من هذا الشهر، عمدنا إلى جارية بِكر من أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى