يمنى عياد: كيف خسرت مصر أول مشاركة نسائية تاريخية في الملاكمة بالأولمبياد؟

لكن طبيا، هذا وارد ويمكن “زيادة وزن الفتاة خلال ساعات قليلة”، خاصة قبل أيام من نزول الدورة الشهرية، بحسب تأكيد الدكتورة سدرة الشيخ، استشاري أمراض النساء والتوليد بالمركز الطبي العالمي، في تصريح لبي بي سي.

وحققت يمنى عياد، 19 عاما، إنجازا تاريخيا وكانت أول لاعبة ملاكمة تصعد إلى الأولمبياد في تاريخ مصر، ويجري إعدادها منذ ثلاثة سنوات لهذا الحدث، وحققت نتائج بارزة للملاكمة النسائية في مصر، وحصلت على أول ميدالية لمصر في ألعاب البحر الأبيض، وحصدت ميدالية أفريقية في اللعبة.

وكانت القرعة قد أوقعت يمنى في مواجهة أمام بطلة أوزبكستان في وزن 54 كيلوغرام في دور الـ 32، لكنها لم تشارك في المباراة وتم استبعادها قبل المنافسات لأنها بهذا سيكون وزنها أكبر من وزن منافستها وهو ما ينافي قوانين لعبة الملاكمة والتي تصنف اللاعبين بحسب أوزانهم.

وعن ما حدث في غرفة اللاعبة وهل تم التحقق من الميزان أم تم الاكتفاء فقط بالصورة التي أرسلتها اللاعبة، قال غنيم في بيان وتصريحات صحفية، إنه لا يعرف ماذا فعلت اللاعبة في غرفتها، وماذا أكلت أو شربت حتى تزيد في الوزن خلال ساعات الليل، مشيرا إلى إجراء تحقيق معها.

رغم تصريحات رئيس اتحاد الملاكمة ونائب رئيس البعثة، إلا أن شريف العريان، أمين عام اللجنة الأولمبية المصرية، فجر مفاجأة من العيار الثقيل واعترف بأن يمنى كانت تعاني من زيادة في الوزن قبل يومين من المنافسات، والبعثة كانت تعلم هذا، ووصف ما حدث بأنه “غلطة فادحة”، يتحمل مسؤوليته الجميع.

وأضاف العريان في تصريحات تليفزيونية “وزنها كان زائدا كيلو ونصف قبل المنافسات بـ 48 ساعة، ولكن عادت للوزن المناسب ليلة المباراة”.

وعن سبب الزيادة مرة أخرى، رد أمين عام اللجنة الأولمبية المصرية أنه، “لا يوجد سبب للزيادة إلا الأكل والشرب”، وأرجع هذا الأمر إلى صغر سن اللاعبة وقلة خبرتها الرياضية وأنها أول مرة تشارك في الأولمبياد.

لكن الدكتورة سدرة الشيخ، تشير إلى أن الأمر لا يحتاج إلى تناول أي شيء، وقد يزداد وزن الفتاة من “700 غرام إلى 2 كيلوغرام” في الأيام الثلاثة التي تسبق موعد الدورة الشهرية.

وتضيف لبي بي سي: “حتى لو أرادت تأخير الدورة يجب على الفريق الطبي المرافق لها الانتباه إلى هذا الأمر وتقليل الوزن تحسبا لأي زيادة مفاجئة”.

وهو ما أكده غنيم نائب رئيس البعثة أيضا، وقال إنه التقى باللاعبة وتحدث معها وسألها عن ما فعلته في الليل، وأخبرته أنها شعرت ببعض “التغيرات الفسيولوجية” عندما استيقظت صباحا، وشدد على أنهم سيحاولون “احتواءها” لصغر سنها، دون مزيد من التوضيح.

عن معنى التغيرات الفسيولوجية، أوضحت الدكتورة سدرة، أن هذه التغيرات الفسيولوجية ربما تكون نزول الدورة الشهرية، والتي يتسبب عنها أيضا زيادة في الوزن.

وقالت إن التغيرات الفسيولوجية ربما تكون أيضا “مقدمات وأعراض الدورة الشهرية” وتظهر قبل موعدها بعدة أيام، وتستمر الأعراض حتى لو تناولت اللاعبة أدوية هرمونية لتأخير نزولها، ومن هذه الأعراض، احتباس السوائل في الجسم، وهذا يؤدي قطعا إلى زيادة الوزن، نتيجة تغيرات هرمونية تؤدي إلى عدم خروج السوائل.

هناك من انتقد أسلوب رئيس اتحاد الملاكمة في التعامل مع الموقف، وإلقاء المسؤولية على اللاعبة فقط دون الحديث عن تقصير من الجهاز الإداري او الطبي، فضلا عن تصريحه بأن يمنى لم تكن مرشحة “للفوز بميدالية” من الأساس.

وغردت سيدة على موقع إكس: “هو فى حد بيتحاسب او بيتعاقب.. هناك تسيب والدليل تعامل رئيس اتحاد الملاكمه ب مع الجمهور والاعلام”.

ومن المعروف أن هناك برنامجا غذائيا دقيقا وصارما لكل الرياضيين أثناء التجهيز للبطولات، وفي الأولمبياد يكون هناك خبير تغذية وطبيب يتابع الرياضيين باستمرار ويشرف على نوعية الطعام وتوقيت تناوله.

ويؤكد أحمد زهران، خبير تغذية الرياضيين بأحد المؤسسات الرياضية المصرية لبي بي سي، أن الطعام يحسب بالغرام وعدد السعرات الحرارية، وتكون حياة اللاعب بالكامل تحت إشراف طبي وتدريبي خاصة قبل البطولات الكبيرة، ولا يمكن السماح للاعبين بتناول أي طعام أو تناول شيء دون علم المدربين.

وعن احتمالية إخفاء يمنى الطعام أو تناول شيء في غرفتها بعد الميزان، استبعد العريان حدوث هذا وأكد على أن كل شيء يخضع لإشراف المدربين، وأكد أنه متواجد في باريس وسيطلع على التحقيقات وتقارير المسؤولين للوقوف على حقيقة ما حدث.

وأضاف زهران، أن اللاعبين لا يتناولون أي شيء قبل الميزان ويكون هناك صيام يوم أو يومين، ويتم التجهيز “للتخلص من المياه” في الجسم وأي “فضلات في الأمعاء” لتقليل الوزن.

وأوضح أنه بعد الميزان الرسمي يتناول اللاعب كل ما يريد، وخاصة أطعمة الطاقة الغنية بالسعرات الحرارية لاستعادة النشاط قبل خوض المنافسات.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بتعليقات على أنباء استبعاد لاعبة الملاكمة يمنى عياد، وجاءت التعليقات كالعادة ما بين السخرية وطرزح تساؤلات تحتاج إلى إجابة، وأيضا اتهامات بالتقصير والفشل لمسؤولي البعثة.

وقال أحد المستخدمين إن “تفاصيل بسيطة” حرمت مصر من أول مشاركة للسيدات في منافسات الملاكمة الأولمبية، وأن التوتر ربما تسبب في “حبس المياه” في جسم يمنى وزاد وزنها.

لكن هذه التفاصيل تبقى أيضا مسؤولية المدربين والجهاز الطبي والمُعد البدني المشرف على اللاعبة، الذي لم يجهزها بشكل جيد ويساعدها للتخلص من المياه الزائدة.

وأضاف المستخدم في تغريدة على منصة إكس، “يجب تجهيز الرياضي قبل المباراة بحوالي أربع ساعات على الأقل، بدخول التواليت لإخراج المهضوم والمخزن في القولون وكذلك كيس البول ووجود مسهلات لهذا”.

وحذر من أن مجرد تناول 300 غرام من لحوم وخبز وخضروات بالإضافة إلى 500 مليلتر سوائل، سيترسب في الجسم 800-900 غرام زيادة”.

ودافع مستخدمون عن اللاعبة وأنها حققت إنجازات تاريخية رغم صغر سنها منها فضية أفريقيا، وأنها أول فتاة تصعد إلى الأولمبياد في تاريخ مصر في لعبة الملاكمة، رغم أنها ليست من القاهرة وتأتي من محافظة دمياط، شمال شرق دلتا مصر، لتتدرب وتمارس الرياضة التي تحبها.

واعتبر أحد المستخدمين ما حدث إهمال وإهدار للمال العام وإنفاقه في غير موضعه، وغرد على موقع إكس، “ملايين تصرف على بعض الألعاب بدون فائدة في بلد خصخت مستشفيات الغلابة”.

و سخر مما فعلته اللاعبة المصرية وأنها أكلت محشي ليلة المباراة، وأضاف ” فيه محشي كرومب وكوسة في فندق الإقامة والبنت ضعفت قدام المحشي بقالها شهور بتاكل بالجرام لحمة وفراخ وسمك وقالت لنفسها هي جت على كم صابع محشي”.