أخبار العالم

ترويج للمثلية وإهانة “يسوع” بالأولمبياد .. مشاهد تقسم آراء المسيحيين بالمغرب



انقسمت آراء المسيحيين المغاربة تجاه مظاهر المثلية التي رافقت محاكاة “العشاء الأخير” في افتتاح أولمبياد باريس 2024، يوم أمس الجمعة؛ فقد خلقت هذه المظاهر غضبا واسعا في صفوف أتباع “يسوع” بالعالم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين دعمها آخرون متمنين وجودها في مونديال 2030 بالمغرب.

وفي وقت دعم فيه اتحاد المسيحيين المغاربة بـ”قوة” ظهور متحولين جنسيين وهم يجسدون شخصية “المسيح”، تحفّظت تنسيقية المسيحيين المغاربة من هذا الأمر، وسط رفض قاطع على المستوى الشخصي.

وعاش تطبيق “إكس”، يوم أمس الجمعة، على وقع جدل كبير بعد ظهور متحولين جنسيين في حفل افتتاح أولمبياد باريس، وهم يحاكون “العشاء الأخير”، وسط إيماءات جنسية، قال نشطاء أصحاب هذا المعتقد إنها “إهانة واضحة”.

ووفق المصادر عينها، فإن الانتقادات لم تقتصر على العشاء الأخير؛ بل طالت تجسيد أحد المتحولين باللون الأزرق للأسطورة اليونانية “الإله ديونيسوس/ إله الخمر”، وهو ما أغضب روادا من اليونان.

وعلى إثر ذلك، أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة لـ”مقاطعة متابعة أولمبياد باريس 2024”.

ودعم اتحاد المسيحيين المغاربة، على لسان رئيسه، أدم الرباطي، هذه المظاهر التي رافقت افتتاح أولمبياد باريس، قائلا: “نحن نقف مع الحريات الفردية، وحرية المعتقد، وندعم تعبير المتحولين الجنسيين عن آرائهم في حفل افتتاح أولمبياد باريس يوم أمس”.

وأضاف الرباطي لهسبريس أن “الغضب الحاصل يهمّ بعض المسيحيين المتشددين الذين يرفضون مظاهر الانفتاح وتقبل الحريات الفردية”، موضحا أن مسيحيي المغرب “غالبيتهم حداثيون، ويدعمون الحريات الفردية، وفي تنسيقية نرحب بهذه الفئات، ونتحاور معها”.

وتابع: “نحن نرى من خلال الافتتاح وبالأحرى نتمنى أن نرى مثل هذه المشاهد في المغرب، وفي حفل افتتاح مونديال 2030″، لافتا إلى أن “احتضان هذه التظاهرات يجعلنا نأمل في حرية الفرد”، وفق تعبيره.

واستطرد رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة بأن “متابعة حفل افتتاح أولمبياد باريس، والأدوار التي قدمها المتحولون الجنسيون، تدفعنا إلى تمني التوفيق لهم، وأيضا رؤيتهم مثل هذه المشاهد في التظاهرات التي سيحتضنها المغرب”.

وأغضب حفل الافتتاح شخصيات سياسية ورياضية وفنية مسيحية عبر العالم. وفي هذا الصدد، غرّدت ماريون ماريشال، العضو بالبرلمان الأوروبي، قائلة: “إلى المسيحيين الذين يشعرون بالإهانة، اعلموا أن صاحب هذه المحاكاة ليس فرنسا بل أقلية يسارية”.

وتحفّظ مصطفى السوسي، الكاتب العام لتنسيقية المسيحيين المغاربة، من هذه المظاهر قائلا: “التنسيقية لا تتدخل في الحريات الفردية، وموقفها هو ترك هؤلاء الأشخاص يعبرون كما يريدون”.

وأضاف السوسي أن “أعضاء التنسيقية، على مستوى آرائهم الشخصية، يرفضون هذه المظاهر التي تجسّد المسيح من خلال المتحولين الجنسيين”، مؤكدا أن “التنسيقية موقفها الواضح كتمثيل هو أنها ليست أو ضد مظاهر المثلية هذه”.

وتفاعلا مع دعوات اتحاد المسيحيين المغاربة لتنزيل هذه المظاهر المثيرة للجدل في مونديال 2030، لفت المتحدث عينه إلى أن “التنسيقية ليس لها مشكل في ذلك؛ لكن على مستوى أفراد وآرائهم الشخصية هم رافضون، وفي الوقت نفسه لا يطمحون إلى إبراز موقفهم بما يضيّق على حرية هذه الفئة”، وفق تعبيره.

وتابع الكاتب العام لتنسيقية المسيحيين المغاربة: “التنسيقية والاتحاد لهما مواقف موحدة فيما يخص القضايا المبدئية التي تهم الممارسة الدينية، والركائز الإيمانية للمسيحيين بالمغرب. أما المثلية، فالتنسيقية ليست مع أو ضد”.

وعاد السوسي للتأكيد على موقفه الشخصي الرافض لـ “مظاهر المثلية التي تجسّد العشاء الأخير، خاصة أن دينه لم يشر بشكل أو بآخر إلى وجود المثلية في العشاء الأخير”، مؤكدا أن “التنسيقية لا تتدخل في الحريات الفردية، رغم مواقف أعضائها الشخصية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى