هل يحقق نتنياهو أهدافه من زيارة واشنطن؟
ينهي رئيس الوزراء الاسرائيلي الجمعة زيارة إلى واشنطن بدأها بخطاب تاريخي أمام مؤيديه من المشرعين الأمريكيين في الكونغرس، تلاه لقاء حاسم مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تناول احتمالات التوصل الى اتفاق لوقف الحرب في غزة ولقاء ثان ليلة الخميس مع كامالا هاريس المرشحة المفترضة للديمقراطيين في انتخابات نوفمبر المقبل وآخر ثالث مع الرئيس السابق، مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب يوم الجمعة في ولاية فلوريدا.
ويأمل نتنياهو في أن تكون هذه الزيارة بداية توطئة لعلاقات جديدة متميزة مع من سيخلف بايدن في البيت الأبيض. علاقات يريدها أن تظل قائمة على دعم أمريكي مالي واقتصادي وعسكري مفتوح غير مقيد بعيدا عن التوتر الذي اعترى العلاقة مع جو بايدن بعد شهور على اندلاع الحرب في غزة.
استقبال حافل وتأييد مطلق
حظي رئيس الوزراء نتنياهو، يوم الأربعاء، باستقبال صاخب من المشرعين الأمريكيين، ومعظمهم من الجمهوريين، ووقفوا تصفيقا لكلماته أكثر من 90 مرة في خطاب “تاريخي” ينم عن التأييد المطلق الذي وجده نتنياهو في انتظاره في واشنطن.
في الكلمة المطولة التي ألقاها مساء الأربعاء في المشرعين الأمريكيين دفع نتنياهو بخطاب شدد فيه على وحدة المصير بين إسرائيل وأمريكا. وقال: “نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم… أعداؤنا هم أعداؤكم… معركتنا هي معركتكم، ونصرنا هو انتصاركم”.
إسرائيل وأمريكا في خندق واحد
وسعيا منه إلى حشد الدعم الأمريكي لإسرائيل هاجم نتنياهو ايران قائلا: “عندما نقاتل إيران، فإننا نقاتل العدو الأكثر تطرفا وفتكا بالولايات المتحدة الأمريكية… إن محور الإرهاب يهددكم ويهددنا ويهدد العالم العربي.. إن القوات التابعة لإيران هاجمت أهدافا أمريكية، وإيران تعتقد أن تحدي أمريكا يبدأ بغزو دول الشرق الأوسط…لكن هناك في قلب الشرق الأوسط، تقف في طريق إيران دولة ديمقراطية مؤيدة لأمريكا. إنها بلدي..دولة إسرائيل”.
صورة الحرب بمنظار نتنياهو
ورسم نتنياهو الحرب في غزة على أنها معركة من أجل البقاء. وساوى بين تزويد واشنطن إسرائيل بالسلاح وتقديمها معلومات استخباراتية مهمة لأمريكا “أنقذت العديد من الأرواح”. ودعا إلى تسريع ايصال الإمدادات العسكرية الأمريكية، مدعيا أن ذلك سيعجل بإنهاء الحرب في غزة ويساعد في منع نشوب حرب إقليمية أوسع.
وتجنب نتنياهو في حديثه الانتقادات الموجهة لإسرائيل أو الأزمة الإنسانية في غزة، باستثناء التأكيد على أن إسرائيل تقدم مساعدات غذائية كافية لتزويد كل شخص بثلاثة آلاف سعرة حرارية. وزعم أن عدم حصول سكان غزة على ما يكفي من الغذاء يعود “لسرقته من طرف حماس”.
وبخصوص مستقبل غزة بعد الحرب قال نتنياهو أمام المشرعين الأمريكيين إنه يريد قيام “إدارة مدنية في غزة يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى تدمير إسرائيل… وهذا ليس بالأمر الكثير الذي يمكن أن نطلبه”. ولم يأت نتنياهو على ذكر حل الدولتين.
وإذا كان قاعة الكونغرس تهتز بالتصفيق إعجابا بكلام نتنياهو وتأييدا لمواقفه وخططه في التعامل مع غزة فقد ساد جو مختلف تماما خارجها، إذ زينت منصة في الكابيتول هيل بلافتات وصفت إحداها نتنياهو بأنه “مجرم حرب مطلوب”، كما تجمعت حشود تطالب بوقف القتال في غزة.
خطاب هو الأسوأ لشخصية أجنبية يكرمها الكونغرس
في المقابل، لم تحضر نانسي بيلوسي، الرئيسة الديمقراطية السابقة لمجلس النواب الأمريكي الخطاب في القاعة. وفي تعليق لها على منصة إكس وصفت عرض نتنياهو بأنه “الأسوأ إلى حد بعيد لأي شخصية أجنبية رفيعة المستوى تمت دعوتها وتكريمها بشرف مخاطبة الكونغرس الأمريكي”. وبالإضافة الى بيلوسي تخلف العشرات من أعضاء مجلسي النواب والشيوح من الحزب الديمقراطي عن الحضور.
لقاءات سياسية
وبعد خطاب الكونغرس توجهت الأنظار الى اللقاء الذي جمع يوم الخميس الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناول احتمالات وقف إطلاق النار في غزة وسط أنباء تفيد بأن البيت الأبيض يشدد عليه وتفاؤل أمريكي على لسان مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بقرب التوصل إلى اتفاق قد ينبثق عن لقاء بايدن ونتنياهو.
وتتحدث تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عدة عن قرب حدوث تطور في مفاوضات الأسرى بعد هذا اللقاء إذا تمكن نتنياهو من انتزاع التزام من بايدن بشأن مواصلة القتال وتزويد إسرائيل بـالأسلحة للحيلولة دون حل حكومته.
ويلتقي نتنياهو كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي مساء الخميس على أن ينتقل إلى ولاية فلوريدا الجمعة للقاء المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، قبل العودة الى إسرائيل مساء السبت.
- هل يحقق نتنياهو أهدافه من خطاب الكونغرس ولقاء مرشحي الحزبين في واشنطن؟
- ماذا يعكس الاستقبال الحافل الذي حظي به نتنياهو في الكونغرس؟
- هل أثر غياب عشرات الأعضاء الديمقراطيين عن خطاب نتنياهو في الصورة المؤيدة التي ظهر بها الكونغرس؟
- هل كرس خطاب نتنياهو دعم الكونغرس الأمريكي المطلق لإسرائيل؟
- هل يستطيع بايدن في الشهور الأخيرة من ولايته انتزاع التزام بوقف الحرب من نتنياهو؟
- هل يغير نتنياهو مواقفه من استمرار الحرب بعد لقاءاته السياسية في واشنطن؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 26 تموز/ يوليو 2024
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtat_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب