أخبار العالم

مستقيم يقدم أولى ثمار ثلاثية الاعتقاد


صورة: هسبريس

هسبريس من الرباطالخميس 25 يوليوز 2024 – 03:18

صدر للباحث المغربي المهدي مستقيم مصنف جديد بعنوان: “إبّيستمولوجيا الاعتقاد الديني وأخلاقياته”، عن منشورات دار استفهام، بيروت، لبنان، 2024. ويعدّ هذا المصنف أولى ثمار ثلاثية الاعتقاد التي اشتغل عليها الباحث منذ ما يربو عن سبع سنوات.

ويراهن المهدي مستقيم في مصنفه الجديد على تحليل لحظة تلقي (Réception) المباحث الفلسفيّة المعاصرة مسألة الاعتقاد الديني وفحصها واستبصارها، لاسيّما مبحث أخلاقيّات الاعتقاد الديني، ومبحث إبيستِمولوجيا الاعتقاد الديني، مسلطا الضوء على النقاشات التي دارت في فلك الأخلاقيات والإبيستِمولوجيات المعاصرة، بين فئتين من الفلاسفة في مسألة تسويغ الاعتقاد: البَيِّنِيُّون أو الحُجِّيون، واللاَّ-بَيِّنُون أو اللّا-حجيون الذين يرفضون ضرورة تأسيس الاعتقاد على الحجة والبرهان المعرفي.

وعمل مستقيم على الإجابة عن أسئلة أساس: هل تم التفكير في الاعتقاد الديني بوصفه موضوعًا أخلاقيًّا؟ ومتى حدث ذلك إن حدث؟ هل تم التفكير في الاعتقاد الدّيني بوصفه موضوعًا إبيستِمولوجيا؟ ومتى حدث ذلك إن حدث؟ وكيف تلقى رواد الأخلاقيّات والإبيستِمولوجيات المعاصرة أعمال بعضهم البعض؟ وكيف تناظروا حول المفهوم؟ هل ثمة من تلازم بين التقويم الإبيستمولوجي للاعتقاد الديني والتقويم الأخلاقي للاعتقاد الديني؟ هل يُعَدُّ الاعتقاد غير المسوغ من وجهة نظر إبيستِمولوجية اعتقادا غير مسوغ من وجهة نظر أخلاقيّة؟ هل يُعَدُّ الاعتقاد غير المسوغ من وجهة نظر أخلاقيّة اعتقاداً باطلا من وجهة نظر إبيستِمولوجية؟ ألا يختلف الاعتقاد الديني بطبيعته عن ضروب الاعتقادات الأخرى؟.

ومن ثم ارتأى الباحث المهدي مستقيم تناول موضوعة الاعتقاد الديني بتوسل مبحث الأخلاقيّات ومبحث الإبيستِمولوجيا، وذلك بالنظر إلى أهميّة النتائج التي تَنْجَرُّ عن تلاقيهما، إذ استعار من المبحث الأول المقاربة المنطقيّة الفلسفيّة، ومن المبحث الثاني المقاربة المنطقية التحليلية اللّغوية.

ويركز مستقيم دواعي توسله الأخلاقيّات والإبيستِمولوجيات المعاصرة من أجل إعمال النظر في موضوعة الاعتقاد الديني في ندرة استقبال مباحث فلسفة الاعتقاد الديني من لدن التأليف العربي المعاصر؛ وحاجة الاجتماع العربي المعاصر إلى الاطلاع الدقيق على مكتسبات مباحث فلسفة الاعتقاد الديني، وقدرة مباحث فلسفة الاعتقاد على المساهمة في الارتقاء الفكري والتميز الحضاري للإنسان العربي؛ إلى جانب وضع الاعتقاد الديني في مكانته المناسبة، وتحريره من سطوة علوم الدين، وإخراج الإنسان العربي من سباته العقائدي المستفحل، والحد من سلطة المؤسسة الإفتائية التي يهيمن عليها رجال الدين، وإطلاق طاقات التحرر الوجداني وغير ذلك.

واختار المؤلف تقسيم مصنفه إلى قسمين، أطلق على الأول عنوان: أخلاقيات الاعتقاد الديني، وقسمه بدوره إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول: “ويليام كليفورد”: الاعتقاد المتخلق والاعتقاد الفاسد، والفصل الثاني: عنونه بـ “ويليام جيمس” ضد “ويليام كليفورد”: من إرادة الاعتقاد إلى قوة الاعتقاد؛ أما الفصل الثالث فتمحور حول الاعتقاد ورهان المصالحة بين الاعتقاد والامتناع عن الاعتقاد (هاري جي جنسلر).

القسم الثاني أطلق عليه مستقيم عنوان: إبيستمولوجيا الاعتقاد الديني، وقسمه بدوره إلى خمسة فصول: الفصل الرابع: في لبنات المعرفة: الصدق، التسويغ، الاعتقاد، والفصل الخامس: التسويغ المعرفي، بوصفه مفهوما معياريا؛ بينما الفصل السادس خصصه لـ”المعرفة الدينية بين الوحي والعقل” (ألفرد آير)، والفصل السابع: “فتجنشتين” ضد “رسل”: لحظة تأسيس إبستمولوجيا الاعتقادات الدينية وبوادر انبجاسها؛ وأخيرا الفصل الثامن تناول فيه الاعتقادات الدينية بين التجريبية الصلبة والتجريبية اللينة.

الابيستمولوجيا الدين المهدي مستقيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى