الألق الأولمبي يراود الكورد وزكراني
تراهن رياضة المسايفة المغربية، وهي تدخل غمار الألعاب الأولمبية باريس 2024، على حسام الكورد ويسرى زكراني لكتابة اسميهما في سجل المتوجين.
ويتطلع المسايفان المغربيان إلى التوقيع على مشوار مشرف في الأولمبياد الباريسي، في ثاني مشاركة لكليهما في المحفل الكوني، بعد الأولى في ريو دي جانيرو 2016 لزكراني وطوكيو 2020 للكورد، وبالتالي تجاوز عقبة الدور الأول، الذي شكل لهما حجر عثرة.
ودشنت رياضة المسايفة الوطنية أولى مشاركاتها في دورات الألعاب الأولمبية في دورة روما سنة 1960، وكانت ممثلة حينئذ بسبعة مبارزين، هم عبد الرحمان السبتي وعباس حرشي وشارل لغريسي، وعبد الرؤوف الفاسي وجاك بن كاليد، وشارل بنيطاح ومحمد بنجلون، في مسابقتي الفردي وحسب الفرق. وانتظرت المسايفة الوطنية بعد ذلك أزيد من أربعين سنة للظهور مجددا على حلبات التباري الأولمبية، وكان ذلك في دورة أثينا 2004، حيث مثل المغرب مسايف واحد هو عصام الرامي في سيف المبارزة.
وتوالت بعد ذلك المشاركة المغربية في الدورات الأولمبية، وهذه المرة دون انقطاع، من خلال عصام الرامي أيضا (سيف المبارزة)، وعلي الحسين كزافيي (سلاح الشيش) في دورة بكين 2008، وعبد الكريم الهواري (سيف المبارزة)، وعلي الحسين كزافيي (سلاح الشيش) في دورة لندن 2012، ثم يسرى زكراني (سلاح الشيش) في دورة ريو دي جانيرو 2016، كأول مبارزة مغربية تبلغ الأولمبياد، وبعدها حسام الكورد (سيف المبارزة) في دورة طوكيو 2020.
ويعي حسام الكورد مدى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو يحمل مشعل المسايفة الوطنية في أولمبياد باريس، ويطمح إلى تحقيق ما عجز عنه الرعيل الأول من المبارزين المغاربة، موردا: “كل رياضي يذهب إلى الأولمبياد إلا وتحدوه الإرادة لتحقيق ميدالية، كل ما يجب فعله هو أن يكون حاضرا في اللحظة المناسبة، وجاهز بدنيا وذهنيا وتقنيا حتى يتمكن من تحقيق الإنجاز الذي يصبو إليه. وكل رياضي مغربي يجب أن يكون كذلك”.
وأوضح الكورد (31 سنة)، في تصريح صحافي، أن التأهل للأولمبياد شرف للجميع، رغم أنه بات في السنوات الأخيرة صعب التحقيق، مشيرا إلى أن بلوغ الألعاب الأولمبية يجعل من الرياضيين جزءا من النخبة العالمية، وهو أمر يكتسي أهمية كبرى بالنسبة إليهم ويضع على كاهلهم مسؤولية كبيرة في تشريف المملكة وإعلاء رايتها في هذه التظاهرة العالمية.
وبخصوص الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية أكد المتحدث ذاته أن الفريق الوطني خاض معسكرا تدريبيا لمدة عشرة أيام بمدينة مراكش كمرحلة ما قبل نهائية للتحضير للأولمبياد، وسيتوجه بعدها إلى ألميريا في إسبانيا للدخول في معسكر تدريبي لعشرة أيام أيضا، قبل التوجه إلى باريس، وخلص إلى أن التأهل كان هدفا وقد تحقق، والآن يضع نصب عينه هدفا ثانيا في الألعاب الأولمبية، وهو تشريف بلاده بصفة عامة والرياضة الوطنية بصفة خاصة، مع إهدائها إحدى الميداليات.
ويعد حسام الكورد من أفضل الأبطال المغاربة، إذ قاد المغرب إلى تحقيق إنجازات مميزة في رياضة المسايفة، فقد نال لقب بطولة إفريقيا لسنتي 2018 و2019، كما أحرز ذهبية الألعاب الإفريقية بالرباط سنة 2019، والميدالية البرونزية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتاراخونا سنة 2018؛ كما تمكن من انتزاع الميدالية الفضية في كأس العالم التي أقيمت بمدينة هايدنهايم الألمانية سنة 2022، بعد انهزامه في النهاية أمام المسايف الفرنسي كانون رومان، رقم واحد عالميا.