كيانو ريفز: أفكر بالموت طوال الوقت
- Author, نور نانجي وكيتي راتزال
- Role, بي بي سي نيوز كالتشر
كثيرون منا يتجنبون التفكير بالموت، لكن كيانو ريفز ليس من بين هؤلاء.
قال نجم هوليوود البارز في مقابلة مع بي بي سي نيوز: “أنا في التاسعة والخمسين، لذلك أفكر بالموت طوال الوقت”.
وأضاف: “هذا أمر جيد”.
“آمل ألا يكون الأمر عائقاً، ولكن أن يجعلنا نقدّر النفَس الذي نملكه، والعلاقات التي لدينا إمكانية تكوينها”.
السبب الذي يجمعنا بنجم فيلم “ذا مايتريكس”، للتأمل بالحياة والموت، ليس الترويج لفيلم جديد له.
هذه المرة، هو كتاب جديد – الرواية الأولى لكيانو ريفز.
وتتبع الرواية المعنونة “كتاب المكان الآخر” والتي كُتبت بالتعاون مع كاتب الخيال العلمي البريطاني تشاينا مييفيل، محارباً لا يموت، يريد أن يصير فانياً.
نلتقي بريفز ومييفيل في حانة في فندق ذي إضاءة خافتة في وسط لندن.
الممثل الكندي، المقيم في هوليوود، يخصص وقتاً لرؤيتنا بين العروض مع فريق دوغستار الموسيقي.
في الليلة السابقة، قدم الفريق عرضاً في مانشستر. يبدو ريفز متعباً بعض الشيء عندما نبدأ المقابلة التي تستغرق 30 دقيقة.
ولكن شغفه بروايته يظهر بقوة أيضاً.
يستند “كتاب المكان الآخر” إلى سلسلة الكتب المصورة BRZRKR الناجحة للغاية التي ألّفها ريفز.
ومن المقرر أيضاً تحويل BRZRKR الذي صدر عام 2021 – ويُنطق “بَرْسِرْكِر” لغير الملمّين – إلى فيلم حركة حيّ على نتفليكس يشارك فيه ريفز، إضافة إلى سلسلة أنيمي.
بالنسبة لريفز، تتمتع الكتب المصورة بجاذبية خاصة.
وقال: “أحب الصور، أحب الكلمات وسرد القصص، وأحب الطريقة التي يمكنك من خلالها الحصول على تفاعل مركّب. بحيث يمكنك النظر إلى الرسوم ثم متابعة القصة”.
ومع ذلك، يقلل الممثل من دوره في عملية التعاون، مؤكداً: “لم أكتب رواية. تشاينا كتب رواية”.
ويقول مييفيل: “هذه مبالغة”، مضيفاً: “لم تكن لتوجد بالشكل الحالي لولا الكثير من العمل المدروس والدقيق مع كيانو”.
وتعرف الشخصية الرئيسية في القصة فقط باسم باء.
بشعره الداكن الطويل، يشترك باء في بعض السمات الجسدية مع ريفز.
وعندما صدرت القصص المصورة في البداية، أشار بعض المعجبين أيضاً إلى بعض التشابهات بين الاثنين، بما في ذلك الحياة الشخصية الصعبة.
فقد ريفز عدداً من الأشخاص الذين أحبهم في حياته، بما في ذلك صديقته، وطفلته المولودة ميتة، وأفضل أصدقائه.
لكن قد تكون هذه التشابهات القليلة هي كلّ ما في الأمر.
ويبلغ باء من العمر 80 ألف سنة، وهو نصف إنسان ونصف إله. كما أن لديه “لعنة العنف” التي تبدو مختلفة تماماً عن شخصية ريفز.
ويُعرف الممثل بطبيعته الهادئة واللطيفة، وغالباً ما يُوصف بأنه أطيب إنسان في هوليوود. من ناحية أخرى، فإن باء هو شخص يمكنه “أن يضرب صدور الناس ويُمزق أذرعهم ويُزيل رؤوسهم”، وفقاً لما يقوله ريفز.
فمِن أين يأتي هذا العنف؟ قال ريفز الذي مثّل أيضاً في سلسلتي “سبيد” وجون ويك”: “أعتقد أن المضمون تأثر ببعض أفلام الحركة التي شاركت فيها”.
وجاءت المراجعات للقصص المصورة إيجابية إلى حد كبير عندما صدرت، لذا يأمل ريفز ومييفيل بتكرار هذا النجاح.
في موقع “فليكيرينغ ميث”، منح كاليب بيتري العمل سبع نجوم من عشرة، كاتباً أنه كان “ممتعاً” ولكن أيضاً “أكثر دموية قليلاً مما أنا معتاد عليه في الكثير من القصص المصورة”.
وحصل على 9.5 نجوم من جاستن هاريسون في “إيه آي بي تي كوميكس” الذي أشاد به كـ”ممتاز” و”مثير”، بينما حذر القراء من العنف الذي يصوره.
وقال “لا شك أن هذه الرواية عنيفة. في صفحاتها الأولى، تصف إطلاق نار، يتبعه العمل الدموي الصعب لتنظيف الفوضى”.
وسألنا ريفز عن الرابط المثير للجدل بين العنف على الشاشة وفي الكتب، وفي العالم الحقيقي.
بدا في البداية دفاعياً. قال: “آمل إذا قرأوا بَرْسِرْكِر، ألا يخرجوا ويبدأوا بتمزيق أذرع الناس وقطع رؤوسهم”.
وأضاف: “هناك أيضاً قصة حب في الرواية. ولكن إذا قرأتها، آمل أن تتمكن ربما من العثور على الحب إذا لم يكن لديك”.
كما رد مييفيل على فكرة وجود علاقة بين العنف المصور والعنف الواقعي. قال: “أشعر بالإزعاج الشديد من كيفية طرح هذا السؤال”.
وأضاف: “إنه بوضوح نوع من إيجاد كبش فداء ثقافي. أعتقد أن النظر إلى ألعاب الفيديو والأفلام وما إلى ذلك هو مجرد وسيلة لتبرئة الأشخاص الذين يستفيدون فعلاً من العنف”.
بعدما خلق عالماً خيالياً كاملاً، تتساءل عما إذا كان ريفز يحاول الهروب من الواقع. يعترف قائلاً: “ربما في النهاية، إن تخيّل بناء عالم آخر يجلب نوعاً من الراحة بطريقة ما”. وأضاف: “هناك شيء في النهاية يتعلق بالإيماءة الإبداعية التي تأتي من الألم”.
“إن خلق الأشياء رائع. مجرد الإبداع والمشاركة، وآمل أن يحب الناس القصص التي نرويها”.
وإذا فعلوا – إذا كانت الرواية ناجحة – ماذا سيفعل ريفز بأرباح الكتاب؟
يشتهر الممثل بكرمه، وقد كُتب الكثير عن كيف أنه لا يحب امتلاك الأشياء.
ولكن، يبدو أن ريفز يتراجع عن هذا أيضاً، مع اقتراب نهاية المقابلة. قال: “أنا أحب امتلاك الأشياء، أحب أن يكون لدي أشياء”. وأضاف: “أنا بالتأكيد لن أقدم نفسي كشخص يتبرع بكل شيء”.
“كتاب المكان الآخر” سيُنشر في 23 يوليو/ تموز عن دار بنغوين للنشر.