إسرائيل تمهد لشن “عملية كبيرة” في خان يونس، ونتنياهو يتوجه إلى واشنطن لإلقاء خطاب أمام الكونغرس
طلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين إخلاء الأحياء الشرقية من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، والتوجه إلى منطقة المواصي تمهيدا لشن ما وصفه بـ “عملية كبيرة” ردا على “أنشطة مسلحة” تُنفذ من المنطقة.
وقال الجيش في بيان إن صواريخ أُطلقت باتجاه إسرائيل من هناك، وإن هذه المنطقة تعد من بين ما يسمى بالمناطق الإنسانية التي طلبت إسرائيل من النازحين الفلسطينيين الانتقال إليها.
يأتي ذلك في أعقاب ورود معلومات، بحسب السلطات الإسرائيلية، تفيد بإقامة حركة حماس بنى تحتية في المنطقة الإنسانية شرقي المدينة، كما زعم البيان أن حماس تختبئ وسط السكان المدنيين هناك.
وقال الجيش إنه يجري تعديلا لحدود المنطقة الإنسانية من أجل إبعاد السكان المدنيين عن مناطق القتال.
كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأنه فور صدور القرار من الجيش، بدأت عمليات قصف مكثفة من الجو والبر، دون إعطاء فرصة للمواطنين لتحضير أنفسهم، مما أدى إلى سقوط 27 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات.
وقبل أسبوعين، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية في منطقة أخرى، مصنفة ضمن المناطق الآمنة، إلى مقتل ما يزيد على 90 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وأضافت “وفا” أن الجيش الإسرائيلي قصف أيضا مربعين سكنيين في منطقتي تل السلطان والحي السعود غرب مدينة رفح، وتصاعدت سحب من الدخان الكثيف في المكان.
كما يشهد وسط القطاع تحليقا مكثفا لطائرات “كواد كابتر” المسيّرة، تحديدا في أجواء مخيم النصيرات.
وأعلن مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، استشهاد طفلة متأثرة بإصابتها جراء قصف شقة في مخيم النصيرات.
وشمالا، شنت طائرات حربية غارتين في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة وغارة ثالثة شرقي المدينة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد شرعت، صباح اليوم الإثنين، في هدم منزل ومنشآت تجارية، في بلدة عناتا شرقي القدس، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأضافت نقلا عن شهود عيان أن قوات إسرائيلية اقتحمت البلدة برفقة جرافتين، وشرعت بهدم منزل وقاعة أفراح وعدة منشآت تجارية في البلدة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد هدمت 318 منشأة وأخطرت بهدم 359 أخرى في الضفة الغربية المحتلة، منها 85 منشأة في القدس خلال النصف الأول من عام 2024، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وفي الضفة الغربية، داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل في مدينة قلقيلية وبلدة عزون شرقي الضفة الغربية الليلة الماضية.
وقالت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية داهمت عشرات المنازل في حي نزال بمدينة قلقيلية وفي بلدة عزون وأجرت تحقيقا ميدانيا مع السكان، واعتقلت شابا قبل انسحابها.
وفي مدينة طولكرم، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، أن مسلحين استهدفوا بالرصاص مستوطنة قرب المدينة.
كما وقعت مواجهات صباح اليوم بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية اقتحمت مخيم الدهيشة للاجئين في مدينة بيت لحم.
وقالت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية داهمت عددا من المنازل ونفذت حملة اعتقالات في المخيم.
وعلى صعيد تطور الأوضاع السياسية الفلسطينية، يستمر لقاء وفدي حماس وفتح لليوم الثاني على التوالي في العاصمة بكين، تلبية لدعوة من الصين في محاولة لإنهاء الانقسام بين الفصيلين الفلسطينيين.
ويترأس وفد حركة حماس عضو المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، بمشاركة عضوي المكتب السياسي فتحي حماد، وحسام بدران.
كما يترأس وفد حركة فتح نائب رئيس الحركة، محمود العالول، بمشاركة عضوي اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، وسمير الرفاعي.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد التقت في شهر أبريل/نيسان الماضي في بكين، وكذلك حماس وفتح، واتُفِقَ على اجتماع في آخر يونيو/حزيران الماضي، لكنه أُجِّل.
يذكر أن لقاءات سابقة بين الأطراف الفلسطينية جرت في عدد من العواصم لتحقيق المصالحة بين الطرفين، لكنها لم تفلح في التوصل إلى ذلك.
نتنياهو يزور الولايات المتحدة
غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة، يوم الإثنين، في زيارة تتضمن عدة لقاءات رسمية مع كبار المسؤولين الأمريكيين فضلا عن إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء المقبل.
ووصف نتنياهو زيارته بأنها “مهمة للغاية” في مرحلة “تشهد حالة من عدم اليقين السياسي الكبير” في إشارة إلى إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الانسحاب من السباق الرئاسي، إذ يرى خبراء أن زيارة نتنياهو فقدت توازنها بسبب قرار بايدن، يوم الأحد.
وقال نتنياهو إنه في خطابه أمام الكونغرس “سيسعى إلى ترسيخ دعم الحزبين (الرئيسيين في الولايات المتحدة) المهم للغاية لإسرائيل” .
وأضاف في بيان صادر عن مكتبه قبل دقائق من مغادرته “سأقول لأصدقائي في الجانبين إنه وبغض النظر عمن يختاره الشعب الأميركي رئيسا، فإن إسرائيل ستبقى الحليف القوي الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
وسيلتقي نتنياهو بايدن يوم الثلاثاء في ظل توتر العلاقة بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو بسبب خلافات بين الطرفين على الحرب المستمرة في غزة منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، إذ تضغط واشنطن على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.
وأكد نتنياهو: “من المهم في وقت الحرب وحالة عدم اليقين هذه أن يعرف أعداء إسرائيل أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان معا اليوم وغدا ودائما”.
وقال ستيفن كوك، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، بمجلس العلاقات الخارجية: “لم تكن الأجواء مشحونة إلى هذا الحد من قبل. من الواضح أن هناك توترا في العلاقة، خاصة بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي”، وفقا لوكالة فرانس برس للأنباء.
وأضاف أن نتنياهو لديه هدفان من رحلته إلى واشنطن، أولا، إظهار أنه لم “يقوّض” علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وثانيا، أنه “سيسعى إلى تغيير مسار الحديث بعيدا عن حرب غزة، مركزا على التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها” على إسرائيل والولايات المتحدة.
كما سيلتقي نتنياهو نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، بحسب صحيفة “يدعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن مساعدي نتنياهو يسعون أيضا إلى ترتيب لقاء مع الرئيس السابق، دونالد ترامب، بيد أنهم لم ينجحوا حتى الآن، وما زالوا يأملون في إمكانية تحديد موعد للقاء خلال زيارة رئيس الوزراء.
ومن المقرر أن يلقي نتنياهو كلمته أمام جلسة مشتركة لغرفتي الكونغرس يوم الأربعاء المقبل.
وفي الوقت الذي ضغط فيه الجمهوريون الأمريكيون من أجل دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، إلا أنه (نتنياهو) خسر دعم الديمقراطيين، إذ أعلن السيناتور اليهودي الديمقراطي، بريان شاتز من هاواي، أنه سيقاطع خطاب الأربعاء، قائلا إنه لن يستمع إلى “خطاب سياسي لن يفعل شيئا لإحلال السلام في المنطقة”، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وقال نتنياهو بعد دعوته مرة أخرى إلى الكونغرس إنه “سيقدم الحقيقة بشأن حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا”.
وعلى الرغم من التوترات، دافعت الولايات المتحدة عن المصالح الإسرائيلية بينما لعبت دورا رئيسيا في جهود الوساطة، ولا تزال العلاقة العسكرية قوية بين الطرفين، وفقا لمسؤولين.
وقد يكون دعم واشنطن حاسما في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب تزايد الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ نحو 300 يوم.
بالإضافة إلى ذلك، سيناقش نتنياهو الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في لاهاي الجمعة الماضية، والذي نص على أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بسبب “احتلالها” طويل الأمد للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقا لصحيفة “يدعوت أحرونوت”.
مفاوضات في قطر لإطلاق سراح الرهائن
من المتوقع أن يتحدث نتنياهو خلال زيارته لواشنطن عن المفاوضات الجارية من أجل إطلاق سراح الرهائن، بعد أن أعطى الضوء الأخضر، يوم الأحد، لفريق التفاوض الإسرائيلي للسفر إلى قطر لاستئناف المفاوضات، في أعقاب ضغوط من أسر الرهائن دعته إلى عدم مغادرته إلى واشنطن قبل التوصل إلى اتفاق، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن الوفد يحتاج إلى وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق، حيث تم الاتفاق بالفعل على معظم الجوانب.
وقال مصدر مشارك في العملية: “نحن في اللمسات النهائية قبل التوصل إلى اتفاق. يمكننا إتمام الصفقة إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن رفح وعودة السكان إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة. وسيترأس رئيس الموساد هذا الوفد في الدوحة، وهناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق نهائي”، وفقا لـ “يدعوت أحرونوت”.
وكانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية قد أعلنت أن نتنياهو عقد أمس الأحد اجتماعا معمقا مع طاقم المفاوضات والأجهزة الأمنية بشأن ملف الرهائن لدى حركة حماس.
وأضافت أن نتنياهو قرّر إرسال وفد التفاوض يوم الخميس المقبل إلى العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
ونقل موقع واللا الإسرائيلي أن اجتماع نتنياهو والطاقم المفاوض حول المفاوضات “استمر 5 ساعات”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الظروف تهيأت للتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن، مشيرا إلى أن هناك “فرصة محدودة لذلك”.
وهنأ غالانت نتنياهو على قراره إرسال الوفد المفاوض لتجديد المفاوضات بهدف استعادة الرهائن.
وذكر غالانت أنه حتى لو كانت هناك انقسامات فإن الأجهزة الأمنية تدعم نتنياهو في مهمة استعادتهم، على حد تعبيره.
كما توقع وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إبرام صفقة مع حركة حماس خلال أسبوعين، حسبما نقلته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية.