أولمبياد باريس 2024: المغربية نور السلاوي تصنع التاريخ في باريس
- Author, نيشات لادا
- Role, بي بي سي سبورت أفريقيا
لذلك فلا عجب أن الفارسة المغربية على وشك أن تصنع التاريخ الأولمبي . فعندما تمتطي الفارسة البالغة من العمر 29 عاماً حصانها المحبوب “كاش إن هاند” في قصر فرساي يوم 27 يوليو/تموز، ستصبح أول شخص، ذكراً كان أو أنثى، من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا يتنافس في رياضة البطولة الثلاثية وهي عبارة عن سباق ثلاثي للفروسية يتألف من الترويض، واختراق الضاحية، وقفز الحواجز.
وقالت لبرنامج سبورتس آور الذي تقدمه بي بي سي وورلد سيرفيس: “لقد فعلت ذلك بدافع الشغف، لذلك لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة أبدًا،لكنه شرف حقيقي”.
وأضافت قائلة:”هناك تقاليد قوية في ركوب الخيل في تلك البلدان وفي المغرب والعالم العربي، لذلك أنا فخورة جدًا بتمثيل تلك البلدان”.
شغف الطفولة
بدأ حب السلاوي لكل ما يتعلق بالخيول عندما كانت طفلة تترعرع في الدار البيضاء.
وأوضحت: “كان والداي يحبان رياضة المشي لمسافات طويلة، لذلك كنا نصعد إلى الجبال في الصحراء مع الخيول والبغال، وهذا ما طور شغفي حقًا حيث أجدها مثيرة للاهتمام ومهيبة للغاية، وكان إنشاء شراكة مع مثل هذا الحيوان أمرًا مميزًا بالنسبة لي دائمًا”.
ومضت تقول :”لقد كنت مفتونة دائمًا بالخيول، إنها الشيء الذي كان دائمًا في ذهني منذ أن كنت في الرابعة من عمري”.
ومدفوعة بالرغبة في أن تكون فارسة محترفة، انتقلت السلاوي إلى فرنسا في سن 18 عامًا للانضمام إلى المدرسة الوطنية لركوب الخيل.
وقالت: “هذا هو المكان الذي دخلت فيه عالم ركوب الخيل الاحترافي، لقد ساهم هذا المكان في تشكيل شخصيتي. كانت المدرسة في الأصل مدرسة عسكرية، وكان الجو هناك عسكريًا للغاية”.
وأضافت قائلة :”كان علي أن أتعلم الكثير مثل الالتزام بالوقت، وعلى المستوى البدني، تعلمت أن أكون أكثر دقة فيما أفعله، أنا ممتنة جدًا لهذه التجربة”.
ثم شرعت السلاوي في الحصول على شهادة جامعية في جامعة وارويك في ميدلاندز الإنجليزية، وعاشت في كوتسوولدز حيث حفزتها أيضًا العديد من فرص الفعاليات المتاحة.
ومضت تقول:”كنت أقود سيارتي بجوار عروض الخيول الكبيرة مثل بادمينتون والتي تمثل قمة الرياضة بالنسبة لنا وقد أحببتها تمامًا”.
بعد التخرج، بدأت العمل في مجال الفروسية مع مدربتها ديبورا فيلوس، واشتركتا في ملكية ساحة للفروسية مازالت السلاوي تقيم فيها.
وبعد حوالي 6 سنوات، تستعد المغربية نور السلاوي لفتح آفاق جديدة في ألعاب 2024 في باريس.
علاقة خاصة مع كاش إن هاند
رياضة البطولة الثلاثية هي عبارة عن سباق ثلاثي يتألف من الترويض، واختراق الضاحية، وقفز الحواجز.
وتقول السلاوي: “الجزء المفضل بالنسبة لي هو اختراق الضاحية، فهو ما يرفع الأدرينالين لدي”.
ومضت تقول:”هذا ما أحب القيام به، ولكن بالطبع لأنه سباق ثلاثي، لا تحتاج إلى ترك أي حجر دون أن تقلبه، وتحتاج إلى العمل في جميع التخصصات الثلاثة.”
وسيساعد كاش إن هاند، الذي يعيش في فناء منزل نور السلاوي في كوتسوولدز، الفارسة المغربية على تحقيق حلمها.
وتقول السلاوي إنها والحصان الرمادي يعرفان بعضهما البعض “قلبا وقالبا”.
وأضافت: “لقد وجدناه عندما كان في الخامسة أو السادسة من عمره والآن يبلغ من العمر 11 عامًا، لذلك تطورنا معًا”.
ومضت تقول:”نحن نعتني به، ونقوده عبر أوروبا، وأنا ممتنة جدًا لامتلاك مثل هذا الحصان اللطيف طيب القلب لأشارك فيه في أول دورة أولمبية لي”.
فهل ستقود نور السلاوي كاش إن هاند إلى باريس لحضور الألعاب؟
أجابت قائلة: “سأفعل ذلك في الواقع، لدينا مركبة كبيرة للبضائع الثقيلة، لذلك يمكننا أن نأخذ خمسة خيول، لكننا سنبقى في القرية الأولمبية هذه المرة”.
الأم التي تظهر أن “كل شيء ممكن”
ولم يكن لدى السلاوي مصدر إلهام في مساعدتها على صنع التاريخ أكبر من والدتها أمينة، التي تعرضت لحادث دراجة غير حياتها عندما كانت في الثانية والثلاثين من عمرها.
وأوضحت: “لقد تركها الحادث على كرسي متحرك، لكنها لم تدع ذلك يؤثر على حياتها، بل استمدت منه القوة”.
وُلدت نور بعد عامين من الحادث، وهي الثالثة من بين أربعة أشقاء، وقد وُلد أول اثنين قبل إصابة الأم أمينة.
كما أنشأت أمينة مركزًا لإعادة تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في الدار البيضاء لمساعدة الآخرين على تلقي العلاج من إصاباتهم وتوفير المعدات والدعم.
وقالت نور: “بالنسبة لي، نشأت في تلك البيئة، ورؤية أن كل شيء ممكن حقًا ساعدني، لقد جعلتني تلك البيئة الشخص الذي أنا عليه اليوم، لأنه لا يوجد حلم كبير جدًا ويمكنك أن تفعل أي شيء تريده”.
وأضافت قائلة:”هذه هي الطريقة التي نشأت بها وأشعر أنني محظوظة جدًا لأنني حصلت على ذلك مع والدي وعائلتي. منذ البداية، عندما كنت أركب على مستوى أقل وتم إقصائي، كانت تقول لي سوف تذهبين إلى الألعاب الأولمبية”.
“المرأة المغربية قوية الإرادة”
وسيشارك مواطن السلاوي ياسين الرحموني أيضا في الألعاب حيث يتنافس في مسابقة الترويض في ثالث مشاركة له في الأولمبياد.
لكن كونها أول شخصية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتنافس في البطولة الثلاثية في الألعاب الأولمبية فإن ذلك يجعل الضوء مُسلط على السلاوي.
وهو تحدٍ تستمتع به.
وقالت:”هناك الكثير من الإثارة لأنه كان هناك فرسان سابقون من المغرب وما زالوا معي مثل ياسين، وأنا فخورة جدا بأن يكون اسمي بين أولئك الذين يحاولون رفع رايات المغرب والعرب والأفارقة”.
وأضافت قائلة:”إنه لشرف عظيم وآمل أن ألهم الآخرين في أي رياضة أخرى على طول الطريق ليفعلوا الشيء نفسه”.
وتأمل السلاوي أيضًا أنه عندما يرى الناس مدى مشاركتها في رياضتها، والعمل الجاد الذي قامت به، فإن ذلك سيظهر قوة المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت: “نحن أصحاب إرادة قوية للغاية”.
وأضافت قائلة:”هذا شيء نراه في الكثير من البلدان العربية، في المغرب، النساء لسن خائفات، نحن فضوليات للغاية، وبمجرد أن نجد شيئًا نحبه، فإننا نسعى إليه فحسب”.
وتابعت قائلة:”لقد نشأت دائمًا بهذه الطريقة ،إذا كنت محظوظا بما يكفي للعثور على شيء تحبه، فما عليك سوى العمل لأنه لن يحدث فجأة، ولكن افعل ذلك بنسبة 100 في المئة، وحينئذ ستفعله بشكل جيد”.