نجاعة وتوطيد التعاون الأمني.. فرنسا تستعين بالمغرب لإنجاح أولمبياد باريس
تُشارك الأجهزة الأمنية المغربية في تأمين أولمبياد باريس 2024، وهي المهمة التي ظلت تُطلب من المغرب بإصرار، وفق ما تؤكده لقاءات لمسؤولين مغاربة مع نظرائهم الفرنسيين منذ أشهر، لاسيما اللقاء الذي جمع في الرباط بين وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ونظيره الفرنسي جيرالد دارمانان، إضافة إلى لقاءات تمت في يونيو الماضي بفرنسا بين عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، ونظرائه في الشرطة الفرنسية.
وكان دارمانان قد أكد عزم بلاده على تعزيز تعاونها الأمني مع المغرب في مكافحة الإرهاب وتأمين الألعاب الأولمبية بباريس. وقال في تصريح للصحافة عقب لقائه بلفتيت: “أريد أن أشكر المغرب، الذي سيساعدنا بقوة في التظاهرات الرياضية الكبرى التي سننظمها، خصوصا الألعاب الأولمبية هذا الصيف”.
وفي سياق زيارة حموشي لفرنسا، التقى بفريديريك فو، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، وأجرى معه، وفق بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، مباحثات مكثفة تم خلالها استعراض آليات التعاون والتنسيق المتقدم بين الطرفين في مختلف المجالات الأمنية، خصوصا فيما يتعلق بوضع آليات استباقية لتقييم المخاطر وتبادل المعطيات على هامش العمل المشترك في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024.
في هذا السياق قال العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، إن استعانة فرنسا بالأجهزة الأمنية المغربية لتأمين هذا الحدث الرياضي الكبير فيه أكثر من إشارة، أهمها ثقة الأجهزة الأمنية الفرنسية في نظيرتها المغربية، ومواصلة تشبيك العلاقة الأمنية بينهما.
وأشار الوردي، في تصريح لهسبريس، إلى أن الزيارات المتبادلة بين الأجهزة الأمنية المغربية والفرنسية تؤكد بالملموس أن التعاون الأمني بين البلدين لم يتوقف بالرغم من تذبذب العلاقات بينهما بسبب موقف حكومة ماكرون من قضية الصحراء المغربية، وعدم استيعابها للخطاب الملكي الذي حدد الأساس الذي تُبنى عليه علاقات الشراكة مع المغرب.
ومع ذلك يرى الخبير في العلاقات الدولية أن هذا التعاون الأمني “سيخدم العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على المستوى الديبلوماسي”، مبرزاً أن اختيار فرنسا الأجهزة الأمنية المغربية لهذه المهمة “يؤكد استمرار اعتبار باريس الرباط من الشركاء التقليديين الرئيسيين”.
من جانبه، قال محمد شقير، الخبير في الشؤون السياسية والأمنية، إن التجربة الأمنية المغربية في تدبير وتنظيم التظاهرات الرياضية الدولية والقارية “أصبحت محل إقبال من طرف الدول المنظمة لهذه التظاهرات”.
وأبرز شقير في حديث لهسبريس أن “نجاح الكفاءات الأمنية المغربية في المساهمة في إنجاح نهائيات كأس العالم بقطر دفع السلطات الفرنسية، في إطار تنظيمها للألعاب الأولمبية، إلى طلب خبرة الأجهزة الأمنية المغربية وتجربتها”.
وأشار إلى أن “الأمنيين الفرنسيين سبق لهم أن وقفوا على نجاعة الأجهزة الأمنية في محاربة وتفكيك الخلايا الإرهابية، التي قد تستغل هذه التظاهرات الجماهيرية للقيام بارتكاب أعمال تخريبية، وهو ما عانته فرنسا خلال عملية استهدفت تظاهرة كروية بباريس وأدت الى سقوط قتلى ومصابين”.