“إسرائيل تحذر أن بإمكانها إطفاء الأنوار بالشرق الأوسط”- جيروزاليم بوست
في عرض الصحف اليوم نبدأ جولتنا بتطورات الأوضاع بين اليمن وإسرائيل والقصف المتبادل، والحديث عن المرشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب ومحاولة اغتياله، بالإضافة إلى أهداف روسيا في الشرق الأوسط في ظل “عدم استقراره”.
ونبدأ بما كتبه مورييل لوتان في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تحت عنوان “هجوم إسرائيل على البنية التحتية النفطية اليمنية تحذير استراتيجي لإيران”.
يستعرض لوتان في افتتاحية مقالته أبعاد الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، قائلا إن “إسرائيل قادرة على تعطيل شريان الطاقة في الشرق الأوسط”.
ويقول: إن “الهجوم الإسرائيلي على مصفاة نفط استراتيجية في اليمن ليس مجرد ضربة تكتيكية في الصراع المعقد بين إسرائيل واليمن، فهو يبعث برسالة واضحة إلى إيران مفادها أن إسرائيل قادرة على تعطيل شريان الطاقة في الشرق الأوسط”.
“جزيرة خارك قد تكون التالية”
ويشير لوتان إلى أن المنشأة النفطية اليمنية، رغم أهميتها، ليست الهدف الأساسي للحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية، بل كانت بدلاً من ذلك تلفت الانتباه إلى ما يمكن لإسرائيل تحقيقه على نطاق أوسع، عبر التلميح إلى الضعف المحتمل للبنية النفطية الحيوية لإيران، وأبرزها جزيرة خارك.
وتعتبر جزيرة خارك الواقعة في الخليج هي المحطة الرئيسية لتصدير النفط في إيران، حيث تتعامل مع معظم صادرات البلاد من النفط الخام، ولا تشكل هذه المنشأة مجرد أصل اقتصادي بحسب الكاتب، بل إنها تشكل نقطة رئيسية في النفوذ الجيوسياسي الإيراني.
ويقول الكاتب: “من خلال استعراض قدرتها على ضرب أهداف مماثلة في اليمن، فإن إسرائيل تنبه إيران فعليا إلى أن جزيرة خارك والبنية التحتية الحيوية قد تكون التالية”.
ولفت إلى أنه ومن خلال استهداف البنية التحتية النفطية في اليمن، تُظهِر إسرائيل استعدادها للانخراط في حرب غير تقليدية، عبر تسليط الضوء على قدراتها العملياتية والاستخباراتية، فاليمن ليس دولة مجاورة، واللوجستيات اللازمة لمثل هذه الضربة معقدة.
“عدم الاستقرار الإقليمي”
وفي ذات السياق يقول الكاتب إن العملية الإسرائيلية على اليمن تُذكر المجتمع الدولي أيضا بالعواقب المترتبة على عدم الاستقرار الإقليمي، فالاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتدفق المستمر للنفط من الشرق الأوسط، وأي اضطراب بمحطات التصدير الرئيسية مثل جزيرة خارك، من شأنه أن يُخلّف عواقب اقتصادية عميقة في مختلف أنحاء العالم.
“من خلال توضيح إمكانية حدوث مثل هذه الاضطرابات، تحث إسرائيل ضمنيا القوى العالمية على أخذ التهديد الإيراني على محمل الجد ودعم الجهود الرامية إلى الحد من أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار”، وفق لوتان.
ويختتم الكاتب: “من خلال ربط هذا الهجوم بضعف جزيرة خارك، ترسل إسرائيل تحذيرا قويا بأنه: يمكن إطفاء الأنوار في الشرق الأوسط، وسوف يواجه أولئك الذين يهددون السلام والأمن الإقليميين عواقب وخيمة”.
“انتصار شبه مؤكد لترامب”
ونتحول الآن إلى صحيفة الشرق الأوسط حيث كتب محمد الرميحي مقالة تحت عنوان “المحظوظ!”، في إشارة إلى المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب.
ويقول الكاتب حول محاولة اغتيال ترامب: “فقط مليمترات قليلة بين الرصاصة ودماغ دونالد ترامب كانت هي الفارق بين الحياة والموت، ربما شبه معجزة، لم يكن كثيرون ليصدقوها، حتى ذهب بعضهم إلى القول إن المحاولة ليست حقيقة بل هي مسرحية، فيما أوضح ترامب أنها حقيقة، وأن ما أنقذه هو الحظ”.
“قبل أزيز تلك الرصاصة حول أذن ترامب، كانت النخب الأمريكية قد وصلت إلى شبه اتفاق على أن أيّا من الرجلين، جو بايدن ودونالد ترامب، لا يصلح- كلٌّ لأسباب مختلفة- أن يقود هذه الأمة الكبيرة”، وفق الرميحي الذي قال إن النتيجة النهائية في الانتخابات لا تقررها النخب عادة، بل من يقرر النتيجة في أي انتخابات وفي أي بلد هم العامة.
ويرى الكاتب أنه “مع إطلاق الرصاص على منصة ترامب، والصور المصاحبة في تلك اللحظة، سجل ترامب انتصاره شبه المؤكد- إلا إذا حدثت معجزة- فلم يعد بعد الآن بحاجة إلى خطابات نارية وحماسية تلهب المشاعر، هو كما صرح، سوف يبدأ بخطاب المواءمة، حتى يكسب المترددين حتى الآن”.
“قرارات سياسية غير متوقعة”
وأشار الكاتب الرميحي إلى وجود تخوف بأن يكون ترامب خلال دورته الثانية، هو ترامب بسياسته نفسها في دورته الأولى؛ من ناحية أفعاله غير متوقعة في السياسة العامة، وكثير الإثارة، وقليل الثقة من جانبه بمن يعمل معه، وتغيير دوري لرجال الإدارة.
وعلى النقيض، يوضح الكاتب أن عكس ذلك قد يكون ممكنا أيضا، فهو مثل أي رئيس أمريكي غير مؤدلج، لن يكون مهتماً بإرضاء الجمهور العام، لأنه لا يحتاج إليه بعد انقضاء دورته الثانية، فهو أصلاً رجل أعمال يهتم بتنمية ثروته، وهي الباقية له بعد مغادرة البيت الأبيض.
“لذلك؛ فإن التخوف قد يكون مبالغا فيه، خاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط، وقد يفاجئ الجميع باتخاذ قرارات سياسية غير متوقعة، وخارج السياق المعروف”، بحسب الكاتب.
ويختتم الرميحي: “آخر الكلام: كل الاحتمالات متوقع أن تحدث في الولايات المتحدة، في ضوء الانقسام غير المسبوق”.
ماذا تريد روسيا من الشرق الأوسط؟
ونختتم جولتنا من صحيفة الإندبندنت التي نشرت مقالا للكاتبة هانا نوتي بعنوان “ماذا تريد روسيا من الشرق الأوسط؟”.
ورأت نوتي أن روسيا تهدف إلى “استغلال عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لتشتيت انتباه أمريكا وتحويل مواردها بعيداً من أوكرانيا، ومع ذلك، فإنها تريد تجنب حرب إقليمية واسعة النطاق قد تضعف حليفتها إيران وتعقد علاقاتها مع دول الخليج”.
“منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول سعدت روسيا بمشاهدة الوضع الآخذ بالتدهور في الشرق الأوسط الذي يشغل بال عدوتها الرئيسة الولايات المتحدة، لكن في الـ13 من أبريل/نيسان ازداد قلق موسكو عندما أطلقت طهران التي يربطها بموسكو تحالف متنام أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل في رد على هجوم شنته الأخيرة على قنصلية إيران لدى دمشق”، وفق الكاتبة.
وأوضحت أن “الضربات بين إسرائيل وإيران أثارت قلق روسيا، التي كانت تعمل بحذر شديد بهدف تقويض قوة الولايات المتحدة في المنطقة من دون أن تصبح متورطة جداً بأزمات المنطقة، كما أنها لم ترغب برؤية حرب أوسع نطاقا تتأجج في الشرق الأوسط”.
ولفتت نوتي إلى أن “التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل يمكن أن تتمخض عن فوائد لموسكو، فمن المؤكد أن المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط من شأنه أن يحول انتباه واشنطن وإمداداتها عن أوكرانيا، إذ تشن روسيا هجومها حاليا، وكانت هذه الديناميكية واضحة سلفا في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول مباشرة، عندما أرسلت إدارة بايدن وحدات إضافية من منظومة (باتريوت) إلى الشرق الأوسط، أخذتها من مخزون محدود من الأنظمة التي كانت كييف تسعى بشدة إلى الحصول عليها”.
ومع ذلك، ترى الكاتبة أن اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة من شأنه أن ينطوي على أخطار كبيرة بالنسبة إلى موسكو، إذا بدأت إسرائيل في محاربة حزب الله أو إيران، فسيتعين على الكرملين أن يواجه ثلاث نتائج خطرة: تورط حليفته سوريا، وإضعاف قدرة إيران على تزويد روسيا بالأسلحة، وتعقيد علاقات الأخيرة مع دول الخليج وإيران.
وإذا نشبت حرب بين إسرائيل وحزب الله فإن روسيا ستجد نفسها أمام خيارين معقولين: إما أن تكون غير قادرة على القيام بأي شيء، أو أن تزيد من دعمها لخصوم إسرائيل في وقت تتجنب فيه التورط العسكري المباشر، بحسب الكاتبة.
وتشير نوتي إلى أن “البقاء على الهامش ليس موقفا يقبل التصديق، مما يعني أن النتيجة المرجحة أكثر من غيرها هي أن موسكو ستدعم وكلاء إيران بمزيج من إمدادات الأسلحة والتأييد بطرق غير عسكرية، كما أن بمقدورها أن تعطي مزيدا من الأسلحة إلى حزب الله في لبنان أو إلى الحوثيين في اليمن”.