آخر خبر

هل آمن المصريون القدماء بـ “إله واحد أحد” قبل الأديان السماوية؟


صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، نقش غائر للملك أخناتون وزوجته نفرتيتي يتعبدان لقرص الشمس، من عصر الأسرة الـ 18

  • Author, وائل جمال
  • Role, بي بي سي

“أيها الإله الأوحد، الذي لا شبيه له، خلقت الدنيا كما شئت عندما كنت وحدك، والناس والماشية الكبيرة والصغيرة وكل ما على الأرض يسعى على قدميه، وكل ما يرتفع (في السماء) ويطير بأجنحته”، مقتطف من تراتيل أخناتون التي تمثل نموذجا لنصوص دينية عديدة تركها المصريون القدماء، أسهمت في تسليط الضوء على المضمون الفكري واللغوي لفلسفة الفكر الديني في البيئة المصرية قديما بكل أبعادها الحضارية والتاريخية والإنسانية والروحية قبل ظهور الأديان السماوية بآلاف السنين.

ولا تزال الديانة المصرية مصدر حيرة لعلماء تاريخ مصر القديم نظرا للطبيعة المعقدة والمتشابكة لتكوينها الفكري، الذي امتزجت فيه الأسطورة بالرؤية الفلسفية في ظل متغيرات تاريخية وسياسية امتدت وتشعبت على مدار عصور، الأمر الذي ترك أثره في بنيانها، وجعل فهم هذا الفكر الديني يتسم بطابع فلسفي شديد التعقيد.

كان اعتقاد المصري قديما في وجود “قوة إلهية” كلية القدرة عنصرا أساسيا في فكره الديني، وقد أبرز بوضوح مفهوم “وحدانية الإله”، وسجّله مراراً في نصوص أدب الحكمة. إنه “إله” بدون مواصفات يتمتع بقدرات لا نهائية، ترسم بعض ملامحه مقتطفات مثل: “ليست إرادة الإنسان هي التي تتحقق، بل تدبير الإله (تعاليم بتاح حوتب)”، “كل من يفعل هكذا، سيمجد الإله اسمه (تعاليم آني)”، “الإنسان طين وقش، وصانعه هو الإله (تعاليم امنمؤوبي)”، “أدخلت السرور على قلب الإله لأني فعلت ما يجب (تعاليم من عصر الدولة الوسطى)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى