إثري يصدر “يوميات زلزال الحوز”
في تجربة أدبية تبقى الأولى التي تتناول واقعة الزلزال الذي ضرب أقاليم شاسعة من المملكة شهر شتنبر الماضي، صدر حديثا للإعلامي المغربي منتصر إثري مؤلف أدبي وضع له عنوان “الصدمة.. يوميات زلزال الحوز”.
جاء في مقدمة المؤلف الذي صدر حديثا عن “إيديسيون أمازيغ” على لسان منتصر: “لم أكن أتوقع ولم أفكر حتى في تحويل يوميات مشتتة وممزقة تماماً كالخيام البلاستيكية المتناثرة والمنتشرة في قرانا ومداشرنا، إلى كتيب ليبقى شاهداً على ظروف قاهرة وقاسية مررنا منها في مختلف الأقاليم والمناطق المتضررة من الزلزال، لولا إصرار بعض الأصدقاء والمقربين وإلحاحهم على ضرورة نقل يوميات افتراضية إلى تجربة تدوين ضمن كتيب”.
وأوضح منتصر الذي يعد من بين المتضررين من الفاجعة بإقليم الحوز، أن “الفكرة كانت في البداية هي توثيق الأحداث التي عشتها بشكل شخصي في دوار تنصغارت بإقليم الحوز، من أول اتصال توصلت به لحظة وقوع الكارثة الإنسانية، إلى أشهر ما بعد يوم 08 شتنبر 2023 غير القابل للنسيان، عن طريق يوميات مختصرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلا أن إلحاح الأصدقاء والصديقات، بينهم/ن من عاش التجربة القاسية والمؤلمة، دفعني إلى تحويلها إلى هذا الكتيب الذي يتضمن تجربتي الشخصية في حدود دُوّاري، وهي بكل تأكيد تجربة يتقاسمها كثيرون من أبناء القرى والجبال المنكوبة”.
وعلى الرغم من مرور أزيد 10 أشهر على الواقعة، إلا أن الإعلامي ذاته ما يزال يرى أنها “كانت تجربة مريرة وعسيرة على الهضم، لم يستطع العقل أن يتجاوز مخلفاتها وتداعياتها، ولم تتمكن النفسية بعد من التخلص من آثارها؛ فقد وددت لو كان بإمكاني استرجاع كل التفاصيل المحيطة بها، ونقل معاناة المتضررين في كل الأقاليم والمناطق المتضررة في هذه التجربة، لكن، قد يفهمني من عاش نفس التجربة، بمجرد التفكير في التفاصيل تدمع العين ويوجع القلب وتتصبب عرقا”، وفقا لما ذكره ضمن الأسطر الاستهلالية للمؤلف الأدبي ذاته.
متحدثا ضمن العمل الأدبي نفسه عن تجربته الشخصية، لفت منتصر إلى أن “الذي يزيد من الآلام ويفاقم المعاناة والآهات، هو العيش داخل خيّام بلاستيكية مهترئة تنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم، منذ أشهر، بالإضافة إلى حرمان كثير من أبناء هاته المناطق من حقهم في الاستفادة من التعويضات المخصصة لضحايا الزلزال”، مؤكدا استمراره في البحث عن “بطاقة الإقامة” بدواره وسط أهله وذويه وجيرانه وأصدقائه مثله في ذلك مثل كثيرين.
وكشف منتصر إثري لهسبريس أن “إعداد المؤلف استغرق تقريبا أربعة أشهر، بعدما كان هناك إلحاح من قبل الأصدقاء والزملاء على ضرورة تجميع ما كان يتم تدوينه على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي في إطار مؤلف أدبي يبقى شهادة للتاريخ”.
كما أكد، ضمن التصريح الذي خص به هسبريس، أن “المؤلف كان محاولة لتوثيق الأحداث التي عشتها بدوار تنصغارت والتي كانت قاسية جدا وأردت نقلها إلى الناس، حيث أنها كانت تجربة جد قاسية منذ وقوع الفاجعة، والتي بقيت حوالي 4 أشهر أنسق مع جمعيات المجتمع المدني والمتقدمين بالتبرعات للدوار”.
وأشار إلى أن “المؤلف الذي تصل عدد صفحاته إلى 120 صفحة، يتضمن تفاصيل عن يوميات تجربة الزلزال التي ما تزال قائمة بالمنطقة، كما يتضمن صورا توثق للزيارات التي قام بها مسؤولون إلى المنطقة، بمن فيهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى جانب شخصيات سياسية ورياضية، والتي عززت التضامن الكبير الذي عبر عنه المغاربة معنا وقتها”.