“كيف أصبحت شعبية حماس، في غزة وخارجها، بعد تسعة أشهر من الحرب؟” – هآرتس
هل أثر طول أمد الحرب في غزة على شعبية حماس داخل وخارج القطاع. وأين اختفت المعارضة الإسرائيلية؟ وإلى جانب كونه مطلب لكثير من الجمهوريين، ربما أضحى الانسحاب من السباق الرئاسي الآن أمرا يفكر فيه بايدن بجدية. موضوعات اهتمت بها الصحف العالمية في جولتنا اليوم.
نبدأ من صحيفة هآرتس ومقال كتبته داليا شيندلين بعنوان “كيف أصبحت شعبية حماس، في غزة وخارجها، بعد تسعة أشهر من الحرب؟
تقول الكاتبة إن استطلاعا أجراه مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) في رام الله في مايو/ أيار الماضي، أظهر أن ربع سكان غزة فقط (24 في المئة) لديهم مشاعر “إيجابية” بشأن دور حماس – وهو انخفاض بمقدار 36 نقطة عن استطلاع أُجري في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتضيف أن “انهيار التأييد في غزة” أدى إلى انخفاض المتوسط الإجمالي (للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وغزة) بأكثر من 20 نقطة، ليصل إلى 55 في المئة ممن قيموا دور حماس بشكل إيجابي الآن، مقارنة بـ 76 في المئة في نوفمبر/ تشرين الثاني. في حين لا يزال ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع من الضفة الغربية ينظرون إلى دور حماس بشكل إيجابي.
وتوضح شيندلين أن النتائج التي توصلت إليها ثلاث وكالات استطلاع بارزة تختلف بشكل كبير. إذ قيم ما يقرب من ثلثي سكان غزة، بحسب مركز خليل الشقاقي الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، دور حماس بشكل إيجابي في يونيو/ حزيران، وقال “إن ما يقرب من نصف سكان غزة (46 بالمئة) يفضلون سيطرة حماس على غزة بعد الحرب – وهو الخيار الأفضل من بين سبعة اختيارات.”
ووجد الاستطلاع الذي أجراه المعهد أن أقل من 5 في المئة من سكان غزة اختاروا حماس في سؤال مماثل مع أربعة اختيارات، مضيفا أن الإكراه الشديد والحرب يجعلان من الصعب الحصول على نتائج متسقة. وأن صعود حماس المؤقت آخذ في التراجع.
وتقول الكاتبة إن استطلاعات الرأي المبكرة التي أجراها مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) أظهرت أن أكثر من 70 في المئة من الفلسطينيين يعتقدون أن حماس “على حق في مهاجمتها”، الأمر الذي أصبح نقطة بيانات معتمدة بين الإسرائيليين. مضيفا أن الفجوة بين الضفة الغربية وقطاع غزة لافتة للنظر. ففي استطلاع الرأي الذي أجراه مركز استطلاع الرأي في يونيو/ حزيران، أيد 57 بالمئة في غزة قرار حماس بالهجوم، مقارنة بـ 73 بالمئة في الضفة الغربية.
ويرى الكاتب أن أحد التفسيرات لهذا الدعم هو الإجماع الكبيرعلى عودة الفلسطينيين والقضية الفلسطينية إلى الخريطة. وأن الهجوم”أحيى الاهتمام الدولي بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية”. وهو أمر صحيح تجريبيا.
وينقل المقال عن رولا حردال، المديرة المشاركة لحركة الأرض للجميع والزميلة في معهد شالوم هارتمان في القدس والتي تعيش في الضفة الغربية. قولها إنه “على الرغم من الدعم الكبير الذي ما زال سكان الضفة الغربية يظهرونه، فإن الأمر لا يعني أنهم يحبون حماس. بل هو العجز، وتمثل حماس ما يحلمون به – القليل من الكرامة والتحرر وإنهاء الاحتلال – على النقيض من أولئك الذين ليس لديهم رؤية سياسية”. وتضيف أن السبب الثاني هو الكراهية المطلقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية على ما جاء في المقال.
“رياح عكسية”
في صحيفة الفاينانشيال البريطانية كتبه نيري زيلبر بعنوان : ماذا حدث للمعارضة الإسرائيلية؟
يقول الكاتب إن الانتقادات التي وجهها زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في قاعة الكنيست الشهر الماضي ضد بنيامين نتنياهو، يتفق معها جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أن 70 في المئة منهم يريدون أن يستقيل رئيس الوزراء، الذي أمضى فترة طويلة في السلطة، على الفور أو عندما تنتهي الحرب في غزة.
ويضيف أنه ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من تسعة أشهر على هجوم حماس، لا يزال نتنياهو الذي – لا يحظى بشعبية – في منصبه. ويتوقع المحللون أن يقود نتنياهو البلاد خلال الذكرى السنوية للهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل وربما حتى العام الجديد.
ويري الكاتب أن ما ساهم في قدرة نتنياهو على البقاء في السلطة، هو عدم قدرة المعارضة الإسرائيلية على التخلص منه، وحالة الحرب التي لا نهاية لها على ما يبدو، وتماسك ائتلافه اليميني المتطرف. كما فشلت احتجاجات الشوارع أيضا في الوصول إلى النطاق الذي كان متوقعا عند بداية الحرب، وظلت منقسمة بين أولئك الذين يطالبون بعقد صفقة إطلاق سراح الرهائن مع حماس وأولئك الذين يطالبون بإجراء انتخابات.
وحتى أورني بتروشكا، العضو البارز في حركة الاحتجاج الحالية والمظاهرات، أقر بأن الاحتجاج لا يمكن أن يوفر سوى “رياح عكسية” لعمل المعارضة البرلمانية. منتقدا هو وغيره من النشطاء والمحللين المعارضة بشدة، مسلطين الضوء على الافتقار إلى الوحدة وغياب الحنكة والذكاء الاستراتيجي في إسقاط نتنياهو.
“الطريق نحو النصر قد تضاءل”
ونختم الجولة من صحيفة الواشنطن بوست ومقال رأي كتبه تايلر بيجر ومايكل شيرير بعنوان “أوباما يخبر حلفاءه أن طريق بايدن للفوز بإعادة انتخابه قد تضاءل إلى حد كبير”.
ويقول الكاتب إن الرئيس السابق، باراك أوباما، أخبر حلفاءه في الأيام الأخيرة أن طريق الرئيس بايدن نحو النصر قد تضاءل إلى حد كبير، ويعتقد أن الرئيس بحاجة إلى النظر بجدية في جدوى ترشيحه، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على ما يفكر به.
ويرى أوباما أن دوره هو بمثابة مجلس صوت ومستشار لنائبه السابق، حيث يخبر الحلفاء أنه يشعر بالحماية لبايدن. وفي هذه المحادثات، قال أوباما إنه يعتقد أن بايدن كان رئيسا عظيما ويريد حماية إنجازاته، والتي قد تكون معرضة للخطر إذا سيطر الجمهوريون على البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس العام المقبل.
وبحسب المقال فقد قال أوباما، الذي طالما نظر إلى البيانات للحصول على رؤى سياسية، إنه يشعر بالقلق من أن استطلاعات الرأي تبتعد عن بايدن، وأن المسار الانتخابي للرئيس السابق دونالد ترامب آخذ في التوسع، وأن المانحين يتخلون عن الرئيس.
وتأتي مخاوف أوباما، بحسب الكاتب، على خلفية القلق المتزايد الذي يجتاح الحزب الديمقراطي بشأن فرص بايدن وتأثيرها المحتمل على المرشحين الآخرين للحزب.
وقد حاول أوباما، الذي ربما يكون الشخصية الأكثر احتراما في الحزب، الابتعاد عن الأضواء، على أمل الاستفادة من صداقته الطويلة مع بايدن، نائبه السابق ونائب الرئيس. لكن الدور الذي لعبه أوباما كزعيم للحزب من عام 2008 إلى عام 2016 جعله بمثابة لوحة للتعبير عن المخاوف عبر الحزب.
وفي الوقت نفسه، أعرب بعض مساعدي بايدن عن غضبهم من دور أوباما في هذه المحادثات، وألقوا باللوم عليه لعدم إبقاء الحزب موحدا خلف ترشيح بايدن. ما دفع أوباما بعد المناظرة، إلى نشر رسالة داعمة على وسائل التواصل الاجتماعي لبايدن.