دراسة تناقش الأسرة بالمجتمعات الزراعية
الجمعة 19 يوليوز 2024 – 03:27
نُوقشت برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أطروحة دكتوراه بعنوان “الأسرة في المجتمعات الزراعية الوسيطية بالغرب الإسلامي، تحت إشراف الدكتورة فائزة البوكيلي، تقدم بها الطالب الباحث أحمد دائيم، الذي منح ميزة مشرف جدا، مع تنويه من لجنة المناقشة.
واستهلت هذه الدراسة في فصلها الأول بتحليل النظام القبلي في المجتمعات الزراعية للغرب الإسلامي، حيث أظهرت أهمية القبيلة كمركز للسلطة والتنظيم الاجتماعي، ناهيك عن أنها مؤسسة مركزية تنسق تحصيل الموارد والإنتاج وتقوم بالدفاع عن أفرادها والمجال المشترك بينهم، موردة أن الأسرة في المقابل كانت الوحدة الأساسية داخل العشيرة والقبيلة، وحازت دورا محوريا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وتناولت الدراسة أيضا علاقة الدولة بالمجتمعات الزراعية، حيث استخدمت السلطة المركزية وسائل مختلفة، مثل الأعيان المحليين والضرائب والتحصينات الدفاعية، لتعزيز نفوذها وحماية المجالات الزراعية.
وتمحور الفصل الثاني حول دور العادات والتقاليد في حياة الأسرة داخل المجتمعات الزراعية للغرب الإسلامي، إذ تعكس ثقافتها وتاريخها وتسهم في التآزر والتكافل بين أفراد الأسرة والمجتمع المحلي؛ كما تناول مختلف التحديات التي تواجه المرأة في إثبات مطالبها وتمثيلها في بعض النزاعات، وكذلك دورها في سوق العمل وتنظيم عملها المأجور. وبالإضافة إلى ذلك تم التطرق لموضوع احتفال الأسرة بالأعياد والمناسبات الدينية والمواسم، وكيفية تربية الأطفال وتعليمهم.
وأخيرا تناول الفصل ذاته بعض العادات والطقوس الجنائزية، مثل تشييع الجنازة وتلقي التعازي والصلاة على الميت ودفنه في المقبرة، موردا أن بعض العادات والتقاليد المرتبطة بزيارة قبر الميت رغم أنها ليست جزءا من التقاليد الجنائزية الإسلامية إلا أنها تعكس العادات والتقاليد في المجتمعات الزراعية للغرب الإسلامي.
ويبحث الفصل الثالث في الديناميات الاقتصادية المعقدة داخل المجتمعات الزراعية في العالم الإسلامي الغربي خلال فترة من التقدم التكنولوجي والاقتصادي الملحوظ، مشيرا إلى أن التطورات الزراعية، بما في ذلك الابتكارات في مجال الري والتخزين والنقل، عززت جودة الإنتاج وتنويع المحاصيل وتوسيع الأراضي المروية؛ ما أدى إلى أنماط غذائية متنوعة تتمحور حول المواد الغذائية الأساسية، مثل القمح والشعير.
وزاد المصدر ذاته: “كان لكل من الأسواق الحضرية والريفية دور محوري في تسهيل بيع السلع الزراعية والحرفية. وكانت الأسواق الريفية حاسمة بشكل خاص في تلبية الاحتياجات الاستهلاكية في المناطق النائية. كما قامت بين المناطق الريفية والحضرية علاقة منفعة متبادلة ومعقدة في الوقت نفسه، إذ كانت تتأثر بعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية تختلف من منطقة إلى أخرى. فيما لعبت الضرائب، خاصة الخراج والعشور والمكوس، دورا محوريا في دعم خزينة الدولة، وأثرت على الإنتاجية الزراعية وتوزيع الدخل والأنشطة التجارية، مع تفاوت معدلاتها بين مختلف المناطق”.