وسيط في قضية ميانمار يشكو الابتزاز
الأربعاء 17 يوليوز 2024 – 10:20
سلك ملف المحتجزين المغاربة في ميانمار منعطفا جديدا بعد خروج متورط في تسهيل سفر مغاربة إلى مخيمات الاحتجاز، التي تسيطر عليها ميلشيات مسلحة في البلد الآسيوي المذكور، عن صمته، إذ أكد نبيل مرافق، مغربي الجنسية، عدم علمه بنوايا المختطفين ولا مخططاتهم حين تلقى اتصالا هاتفيا من شخص مغربي آخر من تايلاند، طلب من خلاله توفير عمال من جنسيات مغربية وتونسية وإثيوبية، بسبب سهولة حصولهم على تأشيرة السفر، ليقوم بنشر عرض العمل على مجموعة “فيسبوكية” يملكها في تركيا، حيث كان يقطن ويعمل وسيطا في التشغيل، قبل ترحيله بسبب إخلاله بشروط الإقامة أخيرا.
وكشف مرافق، في تصريحات لهسبريس، تعرضه للابتزاز من قبل أحد المغاربة الذين تم تحريرهم من قبضة الميليشيات المسلحة في ميانمار، إذ طالبه بأداء مبالغ مالية لتغطية مبلغ الفدية الذي دفعته عائلته، باعتباره كان الوسيط في عملية سفره من تركيا إلى ميانمار عبر ماليزيا، وزاد موضحا: “نشرت الإعلان عن عرض عمل في مركز نداء بتايلاند عبر مجموعتي ‘الفيسبوكية’، التي تضم أزيد من 40 ألف متابع، كعادتي، مع إعلانات التشغيل الأخرى، قبل أن يتواصل معي الشاب الذي يبتزني حاليا، إذ كان يبحث منذ مدة عن عمل، وطلب مني عبر الخاص تزويده بالرقم الهاتفي للمشغل، فتواصل مباشرة معه كما علمت بعد ذلك، ورتب لعملية السفر، بل واتصل بي أيضا، من أجل اقتراض مبلغ 200 أورو لاستكمال تذاكر الرحلة، لكني أجبته بعدم قدرتي المادية على تلبية طلبه”.
وأفاد الوسيط، الذي يعتزم وضع شكاية بالابتزاز لدى مصالح الشرطة القضائية المختصة بالدار البيضاء، بأن المغربي الذي اتصل به من تايلاند يدعى مهدي، وطلب منه عرض أجر يتراوح بين 900 دولار و2000 على الراغبين في العمل بمركز نداء، فيما اشترط إجادة اللغة الإنجليزية والعمل على الحاسوب، مؤكدا أنه تواصل مع الشاب الذي سافر لغاية العمل ضمن هذا العرض من تركيا بعد وصوله إلى ماليزيا، قبل أن يتلقى اتصالات هاتفية منه بعد أيام يخبره فيها بأنه مختطف ولا يحصل على أي أجر، ويدعوه إلى التواصل مع صاحب العرض المذكور، الذي أكد له أن الشاب تسبب في مشكل مع المشغلين، إذ زعم رفضه التوقيع على عقد الشغل بدعوى أنه قادم إلى البلاد من أجل السياحة، ما تركه حائرا بين روايتين مختلفتين، فحثه على تبليغ المصالح الأمنية، حسب رده على سؤال لهسبريس بهذا الخصوص.
وأكد الوسيط في التشغيل بتركيا سابقا توفره على محادثات عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، ومقاطع صوتية، يطالبه فيها الشاب العائد من جحيم ميانمار، مباشرة بعد تحريره، بوجوب تزويده بالمال، كتعويض له عما لحقه من ضرر بعد اختطافه وافتدائه من قبل عائلته، إذ قايضه بالأداء مقابل عدم التصريح بهويته لمحققي الاتحاد الدولي للشرطة (أنتربول)، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي تباشر تحقيقات موسعة حول هذا الملف منذ مدة، بناء على تعليمات من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء؛ وتضمن أحد المقاطع وعدا بتلفيق تهمة تسهيل السفر والاتجار بالبشر لشخص آخر بمجرد الحصول على مبالغ مالية منه.