من بينها تقديم تسهيلات للحكومة المصرية، إدانة سيناتور أمريكي بتهم فساد
أدين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي السيناتور الأمريكي بوب مينينديز، بـ 16 تهمة مرتبطة بالفساد وقبول رشاوى، بما في ذلك سبائك ذهب وسيارة مرسيدس، مقابل مساعدة حكومات أجنبية.
وأدانت هيئة المحلفين مينينديز بعد أكثر من 12 ساعة من المداولات على مدى ثلاثة أيام، فيما استمرت المحاكمة تسعة أسابيع.
ويواجه مينينديز – الذي كان رئيساً سابقاً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ـ احتمال البقاء لعقود من الزمن في السجن.
ودعا النواب الديمقراطيون مينيديز إلى التنحي عن الكونغرس بعد إدانته.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر: “في ضوء الإدانة، يجب أن يقوم السناتور مينينديز بالصواب تجاه ناخبيه ومجلس الشيوخ وبلدنا، ويجب أن يقدم استقالته”.
وفي حديثه للصحفيين بعد إدانته، أكد مينينديز أنه “بريء”.
وقال أمام محكمة مدينة نيويورك يوم الثلاثاء: “لم أكن سوى شخص وطني لبلدي ومن أجل بلادي، لم أكن أبداً عميلاً أجنبياً”.
وقال محاميه، آدم في، إنه “تفاجأ وخاب أمله” بحكم هيئة المحلفين بالإدانة وتعهد بالاستئناف “بقوة”.
وأشار ممثلو الادعاء إلى أن القضية تمثل “مستويات مروعة من الفساد”.
وقال داميان ويليامز، المحامي عن المنطقة الجنوبية من نيويورك: “لم تكن هذه سياسة كالمعتاد، كانت سياسة من أجل الربح”.
وأضاف ويليامز: “والآن، بعد أن أدانت هيئة المحلفين بوب مينينديز، وصلت السنوات التي قضاها في بيع خدمات مكتبه مقابل أعلى سعر، إلى نهايتها أخيراً”.
وأصر مينينديز بأنه غير مذنب في المحاكمة، وقال محاموه إن “الهدايا التي قبلها لا تعتبر رشاوى، لأن المدعين فشلوا في إثبات أنه اتخذ أي إجراء مقابل تلقي تلك الهدايا”.
وتواجه زوجته نادين أرسلانيان مينينديز أيضًا اتهامات في قضية الرشوة، لكن محاكمتها تأجلت حتى تتمكن من الخضوع لعلاج سرطان الثدي، في وقت قالت فيه إنها “غير مذنبة”.
وحاول المحامون إلقاء اللوم على السيدة مينينديز، وصوروها على أنها شخص مضطرب مالياً وتأمل في “الحصول على الأموال والأصول بأي طريقة ممكنة”.
وفي الوقت نفسه، اعتمد ممثلو الادعاء على شهادات الخبراء ورسائل البريد الإلكتروني ورسائل مينينديز النصية لإظهار أن السيناتور قبل مكافآت سخية من حكومات أجنبية.
وقالوا إن “الهدايا تضمنت سبائك ذهبية تبلغ قيمتها أكثر من 100 ألف دولار (79 ألف جنيه إسترليني)، وجرى تسليم بعض السبائك إلى المحلفين كدليل في المحاكمة”.
وعلم المحلفون أيضًا أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي عثروا على أكثر من 480 ألف دولار (نحو 370 ألف جنيهاً إسترلينياً) نقداً داخل منزل مينينديز، وكان بعضها مخبأ في ظروف ورقية ومعاطف.
كما تجري محاكمة رجلي الأعمال وائل حنا وفريد دعيبس بتهم تتعلق بالسعي وراء السيناتور لمساعدة الحكومة المصرية بشكل غير قانوني والحصول على ملايين الدولارات من صندوق استثمار قطري.
واعترف رجل الأعمال الثالث، خوسيه أوريبي، بالذنب وأدلى بشهادته ضد مينينديز في المحاكمة.
وفي مقابل الرشاوى، قال ممثلو الادعاء إن مينينديز ساعد في تأمين مساعدات أمريكية لمصر بملايين الدولارات، حيث كانت لحنا علاقات مع مسؤولين حكوميين.
كما اتُهم بمحاولة التأثير على التحقيقات الجنائية المتعلقة بدعيبس وأوريبي، حيث كان رجلا الأعمال متهميْن مشاركيْن في قضية مينينديز وأدينا أيضاً بالتهم التي واجهاها.
ويترشح مينينديز حالياً كمستقل للحفاظ على مقعده خلال انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد أن تخلى عنه معظم الديمقراطيين في الولاية العام الماضي على خلفية نشر لائحة الاتهام التي تظهر سبائك الذهب المخبأة في منزله.
وقال آندي كيم، عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، إن الحكم يمثل “يوماً حزيناً ومظلماٍ” لولايته.
وأضاف كيم في بيان: “دعوت السيناتور مينينديز إلى التنحي عندما تم الإعلان عن هذه الاتهامات لأول مرة، والآن بعد إدانته، أعتقد أن الخطوة الوحيدة المتبقية له هي الاستقالة”.
وقال: “إن شعب نيوجيرسي يستحق أفضل من ذلك”.
وواجه السيناتور الأمريكي اتهامات بالفساد الفيدرالي من قبل، وحوكم في عام 2017 عندما اتهمته وزارة العدل أنه قدم خدمات سياسية لطبيب عيون ثري في فلوريدا مقابل عطلة فاخرة وهدايا فخمة أخرى.
لكن تلك القضية انتهت ببطلان الدعوى بعد أن أُسقطت عنه بعض التهم ولم يتمكن المحلفون من التوصل إلى حكم بالإجماع.