أخبار العالم

جمهورية غينيا بيساو تجدد دعم سيادة الرباط على كافة الأراضي المغربية


وقّع المغرب وغينيا بيساو، اليوم الثلاثاء في مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهم تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات حيوية عديدة، بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون الثنائي، برئاسة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره كارلوس بينتو بيريرا، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمجتمعات في غينيا بيساو.

وتغطي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الـ14، التي وقعها بوريطة وبينتو بيريرا، بمقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، مجالات الإعلام والاتصال والتعاون التجاري والتخطيط العمراني والإسكان وإدارة الموارد المائية والصحة والعلوم الطبية.

وفي هذا الصدد، جرى التوقيع على اتفاق إطار للتعاون في مجال الاعتراف المتبادل برخص القيادة الوطنية الصادرة عن سلطات كلا البلدين، حيث يسمح لحامل رخصة قيادة سارية المفعول صادرة عن أحد الطرفين بقيادة المركبات التي تكون هذه الرخصة سارية المفعول عليها على أراضي الدولة الأخرى لمدة أقصاها سنة واحدة من تاريخ الحصول على الرخصة وحق الإقامة في هذه الدولة.

كما تم التوقيع على اتفاق للتعاون في مجال النقل البري للركاب والبضائع، وتهدف أساسا إلى تسهيل وتعزيز التجارة بين البلدين من أجل تطوير علاقاتهما الاقتصادية تنطبق أحكامه على النقل البري للمسافرين والبضائع بين أراضي المملكة المغربية وغينيا بيساو أو العابر عبر أراضي أحد الطرفين المتعاقدين بواسطة مستثمرين وطنيين مسجلة في أحد الطرفين المتعاقدين.

كما وقّع البلدان مذكرة تفاهم للتعاون التجاري، تبحث تعزيز وتطوير التجارة بين البلدين، مع مراعاة الاحترام الكامل للتشريعات الوطنية الخاصة بكل منهما؛ من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالقوانين واللوائح التي تحكم الأنشطة التجارية الوطنية، وتبادل المعلومات التجارية الفرص وديناميكيات شبكات الأعمال والشراكة.

وجرى التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات التخطيط الإقليمي والتخطيط العمراني والإسكان وسياسة المدينة في إطار تبادل الخبرات والممارسات الجيدة؛ من خلال مبادرات الشراكة المشجعة بين شركات البناء والهندسة في البلدين لتنفيذ مشاريع مشتركة للاستثمار في أي من البلدين، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص للقضاء على الأحياء الفقيرة وتوفير السكن اللائق وبأسعار معقولة، فضلا عن تعبئة الأراضي العامة/الخاصة.

وتم أيضا، بالمناسبة ذاتها، التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي العدل في البلدين. وتهدف هذه المذكرة إلى تمكين الطرفين من تطوير التعاون في المسائل القانونية؛ من خلال تبادل المعلومات القانونية، وتنظيم اجتماعات العمل والمشاورات والندوات، وكذلك تبادل الخبرات المهنية في المجالات التنظيمية والوظيفية القانونية، على المستويين الوطني والدولي.

وفي هذا الصدد، قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن “انعقاد هذا الاجتماع الوزاري في إطار الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وغينيا بيساو على هذه الأرض الطيبة لمدينة العيون يشهد على جودة العلاقات المتميزة والروابط العريقة التي تجمع أُمتينا”.

وأضاف بوريطة، في كلمته خلال افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة، أن مشاركة وزير خارجية غينيا بيساو في هذا اللقاء تعد دليلا على إرادتنا القوية للعمل سويا على الارتقاء بروابط التعاون إلى مستوى شراكة استراتيجية تتماشى مع تطلعات قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس عمارو سيسوكو امبالو، لافتا إلى أن “انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون يَنِم عن رغبة البلدين في إعطاء زخم جديد لآليات التعاون الثنائي بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا بيساو من خلال تعزيز وتوسيع الإطار القانوني في المجالات الأكثر حيوية بُغية إرساء أسس مشاريعَ عملية رامية إلى بلوغ أهداف التنمية واستكشاف فرص جديدة للتعاون”.

واستغل وزير الخارجية مناسبة احتضان كبرى حواضر الصحراء المغربية لأشغال الدورة للتذكير بالمواقف التاريخية لغينيا بيساو في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مؤكدا أنها “لطالما كانت من أشد المدافعين عن حق المغرب في صحرائه ومشروعية قضيته على الساحة الدولية، حيث تُوج هذا الموقف بافتتاح قنصلية عامة لغينيا بيساو بالداخلة في 23 أكتوبر 2020”.

وسجل الدبلوماسي المغربي أن حكومة غينيا بيساو أبانت عن رغبتها السياسية والتزامها الجاد تجاه تحقيق مشروع أنبوب غاز المغرب-نيجيريا من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم الثلاثية في دجنبر 2022، لافتا إلى أن “هذا المشروع الضخم يشكل رمزا للتعاون جنوب-جنوب والذي يجدر بالدول الإفريقية تشجيعه لأجل ضمان النموذج التنموي الإفريقي، كما لطالما دعا إليه الملك محمد السادس”.

من جهته، أكد كارلوس بينتو بيريرا، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمجتمعات في غينيا بيساو، أن بلاده تجدد دعمها لسيادة المغرب على كامل أراضيه، لافتا الانتباه إلى أن “غينيا بيساو تعترف بسيادة المملكة على كامل أراضيها، وتلتزم ببذل كل ما في وسعها من أجل الاعتراف بهذا المعطى على الصعيد الدولي”.

وعبر بينتو بيريرا، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون الثنائي، عن سعادته بالوجود بمدينة العيون “للتعبير عن مواقفنا الراسخة والتاريخية المرتبطة بدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية”، مؤكدا أن “المغرب وغينيا بيساو تربطهما صداقة حقيقية، على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف من خلال الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة”.

كما شدد بيريرا على أن “الاتفاقيات المبرمة اليوم تؤكد رغبة البلدين في تعزيز التعاون مع المملكة في قطاعات عديدة، لا سيما التعليم والتكوين المهني والصناعة والتجارة ومجالات الإعلام والاتصال والتخطيط العمراني والإسكان وإدارة الموارد المائية؛ وهي القطاعات التي يتمتع فيها المغرب بخبرة كبيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى