حرب غزة: الجيش الإسرائيلي يكشف نتائج التحقيق في حادثة بئيري ويظهر “الأخطاء الفادحة” التي ارتكبتها قواته لردع هجوم حماس في السابع من أكتوبر
قدّم الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقه في حادثة كيبوتس بئيري التي وقعت في السابع من أكتوبر تشرين الأول – وهو الأول في تحقيقاته التفصيلية في المعارك العديدة التي جرت في ذلك اليوم – وسلّط الضوء على “الإخفاقات الهائلة” للجيش التي مكنت من ارتكاب الحادثة من قبل مسلحي حماس في غلاف غزة.
وجد التحقيق في عملية حماس في كيبوتس بئيري في 7 أكتوبر تشرين الأول، “رداً كارثياً” من قبل الجيش الإسرائيلي، بحسب التقرير الصادر عنه.
بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد كانت بئيري المجتمع “الأكثر تضرراً” في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي اقتحم خلاله حوالي 3,000 مسلح الحدود وقُتل ما يقرب من 1,200 شخص في منازلهم وفي مهرجان موسيقي قريب في جنوب إسرائيل، واحتُجزوا 251 رهينة في غزة.
تناولت التحقيقات بعملية السابع من أكتوبر كيفية محاولة منع وردع العملية وسلوك قوات الجيش الإسرائيلي خلالها.
خلص التحقيق إلى أن قوات الإسرائيلية “لم تكن مستعدة” لسيناريو دخول الفصائل الفلسطينية إلى غلاف غزة.
وقال التقرير التابع للجيش الإسرائيلي إن قواته لم تكن كافية في المنطقة، ولم تتضح الصورة الكاملة للأحداث حتى الظهر – بعد ساعات من بدء العملية.
وأضاف التقرير أن الجيش “لم يحذر سكان بئيري” بالصورة الملائمة.
وتابع التقرير بالتوضيح أن قتال الجيش ومحاولة منعه للعملية “لم يكن منسقاً”.
وقال الموقع الخميس، إنّ نتائج التحقيق عُرضت على عائلات المحتجزين الإسرائيليين والقتلى.
من جانبه دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى إجراء تحقيق رسمي في “الإخفاقات الإسرائيلية” في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، قائلا: “التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.”
وأضاف غالانت: “يجب أن تكون لجنة التحقيق هذه موضوعية، وعليها أن تستجوبنا جميعاً – الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية. يجب أن تحقق معي، وعليها أن تحقق مع رئيس الوزراء ورئيس الأركان كذلك”.
التحقيق الذي أجراه اللواء ميكي إدلشتاين، القائد السابق لفرقة غزة، يغطي جميع جوانب القتال في الكيبوتس في ذلك اليوم.
أمضى إدلشتين وفريقه – الذين لم يكن لأي منهم أي دور في الأحداث نفسها، وفقًاً للجيش الإسرائيلي – مئات الساعات في التحقيق في الهجوم والمعركة في بئيري، ومراجعة كل مصدر محتمل للمعلومات، بدءاً من رسائل الواتساب من السكان إلى بعضهم، والاتصالات اللاسلكية لحماس، بالإضافة إلى مقاطع فيديو المراقبة، واللقطات الجوية، ومقابلات مع الناجين والذين قاتلوا، بالإضافة إلى زيارات إلى مكان الحادث.
السبب وراء التحقيق في حادثة بئيري أولاً بين القائمة الطويلة لتحقيقات الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر تشرين الأول كان ذو شقين، وفقاً للجيش: أولاً، يعتبر الجيش الإسرائيلي أن التحقيق في بئيري هو الأول الذي أصبح جاهزاً للعرض على المحكمة والناس، على الرغم من أن بعض التفاصيل النهائية لا تزال غير واضحة. ثانياً، يرى الجيش أن تقديم التحقيق هو وسيلة لإعادة بناء الثقة مع الكيبوتس بشكل خاص والشعب الإسرائيلي بشكل عام، في أعقاب “إخفاقات” الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
“الجيش واجه صعوبة في تكوين صورة واضحة عما كان يحدث”
وخلص التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي “فشل في مهمته في حماية سكان كيبوتس بئيري”، إلى حد كبير لأن الجيش لم يستعد أبدًا لهذه العملية من قبل مسلحي حماس، والهجوم واسع النطاق في العديد من الأماكن الأخرى كالنقاط العسكرية والمدن حول غلاف غزة.
يقول التقرير: “لقد تدرب الجيش الإسرائيلي على الاقتحامات الفردية، ونتيجة لذلك، تم نشر قواته بطريقة لم تعد هناك قوات يمكن إرسالها إلى بئيري وسط الهجوم الواسع النطاق”.
ووجد التحقيق أن الجيش “واجه صعوبة” في تكوين صورة واضحة عما كان يحدث في بئيري حتى ساعات ما بعد الظهر، على الرغم من قيام الفريق الأمني المحلي بتقديم معلومات عن القتال الذي بدأ في وقت مبكر من الصباح. كما وجدت أن السلطات الأمنية لم تزود القوات في بئيري بالتحذير الكافي بشأن الهجوم.
وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا للتسلل المكثف لحماس و”خلال الساعات السبع الأولى من القتال، دافع سكان الكيبوتس عن أنفسهم”.
وجاء في البيان: “قرر فريق التحقيق أن الجيش الإسرائيلي فشل في مهمته المتمثلة في حماية سكان كيبوتس بئيري”.
وشملت النتائج الأخرى:
- الجيش الإسرائيلي “كافح من أجل خلق تقييم واضح ودقيق للوضع” لما كان يحدث في الكيبوتس حتى بعد ظهر الهجمات، التي بدأت فجراً.
- كان هناك “افتقار إلى القيادة والسيطرة، وانعدام التنسيق، وانعدام النظام بين القوات والوحدات المختلفة”.
- أدى الارتباك إلى تجمع قوات الأمن عند مدخل الكيبوتس لكنها انتظرت الدخول بينما كانت حماس تنفذ عمليتها.
- أنقذت “البطولة والشجاعة الفائقة التي أظهرتها القوات المقاتلة والقادة وأفراد الأمن” العديد من السكان.