انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024: كيف علّق زعماء العالم على زلّات بايدن في قمة الناتو؟
- Author, روبرت غرينال
- Role, بي بي سي نيوز
تلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، في قمة حلف الأطلسي (الناتو)، دعماً من قادة غربيين، وسط مخاوف تتعلق بتقدّمه في السِن وبقدرته على البقاء في منصبه لفترة رئاسية أخرى.
وتتعالى الأصوات التي تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي المرتقب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
من جانبه، حاول بايدن في قمة الناتو تبديد تلك المخاوف المتعلقة بإعادة انتخابه، لكن زَلّتَي لسانٍ بارزتين صدرتا عنه فأفسدتا عليه محاولاته تلك.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بايدن بدا “مسؤولا” و”واضحاً في القضايا التي يعرفها جيدا”، كما قال رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر إن بايدن بدا “على ما يرام”.
كانت الزلة الأولى التي صدرت عن بايدن هي تقديمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بأنه الرئيس بوتين، وهو ما تلقّفته وسائل الإعلام الروسية وعكفت على السخرية منه.
أما الزلة الثانية، فجاءت بعد مؤتمر صحفي، حيث تعيّن على بايدن أن يظهر ويتحدث مباشرة للجمهور لأول مرة منذ المناظرة الشهيرة أمام منافسه الجمهوري ترامب. وأراد بايدن الإشارة إلى نائبته كامالا هاريس، فقال “نائبة الرئيس ترامب”.
ومنذ أدائه الكارثي في المناظرة التي جمعت بينه وبين ترامب، يواجه الرئيس بايدن ضغوطا للانسحاب من السباق الرئاسي.
لكن في أثناء قمة الناتو، بالعاصمة واشنطن، حرص زعماء آخرون في الحلف على إظهار دفاعهم عن بايدن وعن قدرته على القيادة.
وبعد غداء بالبيت الأبيض، قال الرئيس الفرنسي إنه أجرى نقاشا مطولا مع بايدن على مائدة الطعام، مشيرا إلى أن الأخير رجى أن يتفهّم الحضور طبيعية زلات اللسان.
وقال ماكرون: “رأيته كما هو دائما رئيسا مسؤولا، وواضحا في القضايا التي يعرفها جيدا”.
وأضاف الرئيس الفرنسي: “كلنا تصدُر عنا زلات لسان في بعض الأحيان. حدث لي ذلك من قبل، وربما يحدث لي غدا”.
وتابع ماكرون قائلا: “أسالكم أن تُبدو التساهل نفسه الذي يبديه الرفقاء”.
المستشار الألماني أولاف شولتس، تحدث أيضا عن زلات بايدن.
وقال شولتس: “زلات اللسان تحدث، وإذا راقبنا أي شخص، فسنرصد الكثير منها”.
وكرر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال القمة أن الرئيس الأمريكي قد أنجز الكثير الذي يدعو للفخر، وأنه كان “مُلمّاً بكل التفاصيل”.
وأضاف ستارمر: “لقد أمضينا يومين في هذه القمة، وخلصنا إلى نتيجة جيدة جدا … وأعتقد أنه (بايدن) يستحق الإشادة على ذلك”.
رئيس الوزراء الكندي أوستن ترودو، بدوره، رأى في العمل مع بايدن شرفاً ومتعة.
وقال ترودو: “خبرة بايدن الواسعة، وتبصُّره، وجدارته في التعامل مع القضايا الخطيرة والتحديات الكبيرة في عصرنا – كلها إضافات للعمل الذي تعاونّا جميعا على إنجازه”.
الرئيس البولندي أندجي سيباستيان دودا، الذي أظهر قُرباً من الرئيس الأمريكي السابق ترامب، قال للوكالة الفرنسية للأنباء: “تحدثت إلى الرئيس بايدن، ولا شك أن كل شيء يسير على ما يرام”.
أما الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، فانضم أيضا إلى الدفاع عن الرئيس بايدن، لكن مع إظهاره مخاوف بشأن الأجواء التي تسود الانتخابات الأمريكية.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن ستوب القول: “لا تخامرني الشكوك مطلقا في قدرة الرئيس الحالي للولايات المتحدة على قيادة بلاده وعلى قيادة حربنا من أجل أوكرانيا وعلى قيادة الناتو”.
واستدرك الرئيس الفنلندي بالقول: “الشيء الوحيد الذي يثير قلقي هو أن المناخ السياسي السائد في الولايات المتحدة الآن هو مناخ مُسمّم، وشديد الاستقطاب، ولا يمنح مساحة كافية لنقاش متحضّر وبَنّاء”.
ولم يكن كل زعماء حلف الناتو على استعداد للدفاع عن بايدن.
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، مثلا، لم يُدلِ بأي حديث تقريبا لوسائل الإعلام في واشنطن.
وسارع أوربان إلى مغادرة مقر انعقاد القمة فور انتهائها، متوجها إلى منتجع مارالاغو، في فلوريدا، حيث مقرّ ترامب، وهناك تحدث الرجلان بشأن الحرب في أوكرانيا.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، قال أوربان: “ناقشنا طُرقاً لصُنع السلام. والأخبار الجيدة اليوم هي أنه سيحلها!”.
وإذْ لم يُبدِ زعماء الدول المتحالفة رغبة في التعليق على زلات الرئيس الأمريكي الناجمة عن تقدّمه في السن، فإن موسكو امتنعت كذلك.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف إن هذه بوضوح زلات لسان، وهي” أمر لا يعنينا. هذا شأن داخلي أمريكي”.
لكن وسائل الإعلام الروسية لم تسِر على نهج الكرملين، بل عكفت على زلة لسان بايدن التي تعلقت بالخلط بين بوتين وزيلينسكي.
التليفزيون الرسمي الروسي استهلّ نشرة التاسعة مساء بالقول إن “المرؤوسين في أمريكا تظاهروا بأنهم لم يلحظوا أي شيء”.
وقالت محطة “إن تي ڤي” الروسية إنّ بايدن لم يكن يوماً على هذا النحو، وإن “زلات لسانه مؤخرا تستحق جائزة أوسكار”.
ونشرت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية مقالا بعنوان “القادة الطاعنون في السن” قارنت فيه بين جو بايدن والزعماء الشيوعيين المسنين للاتحاد السوفيتي.
وتساءلت الصحيفة: “أيهما أكثر خطورة: قرد يمسك قنبلة بيده، أم يدٌ ترتعش على زرّ نووي؟”.