أخبار العالم

فعاليات صحراوية تتشبث بالحوار الجدي .. و”البوليساريو” مع الوهم الراديكالي



يتجه منسوب الوثوق في جبهة البوليساريو كطرف جدي في حل النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية إلى أن يصير معدوما بعد اتضاح استمرار صحراويي الداخل والمحتجزين داخل تيندوف في البحث عن بدائل جديدة وجادة تمكنهم من الوصول إلى حل سلمي ونهائي، في وقت يرون أن “المغرب يقدم حلا سلميا في هذا الصدد”.

تراجع وثوق الصحراويين في جبهة البوليساريو وقياداتها يأتي بفعل “عدم امتلاكها القرار السياسي والسيادي وانخراطها في الترويج للحل الراديكالي، وكونها عنصرا معرقلا لكل مجهودات الأمم المتحدة الخاصة بتفعيل خيار التفاوض بين أطراف الملف، في وقت تعرف على المستوى الداخلي انشقاقات وحراكا مدنيا جعل أطماعها غير المشروعة لا تجد منفذا إلى التحقق”، يؤكد متدخلون.

وأمام هذه المعطيات دعت حركة “صحراويون من أجل السلام” إلى “تنظيم لقاء وطني بمشاركة كافة الأطراف المعنية بقضية الصحراء، خصوصا بعدما تأكد فشل البوليساريو وفقدانها السيطرة على الوضع السياسي والعسكري لتندوف”، وأكدت ضمن بيان لها يحمل توقيع رئيس لجنة علاقاتها الخارجية أن “البوليساريو راكمت الإخفاقات بعد فشلها في إدارة نزاع الصحراء سياسيا ومواجهة المغرب عسكريا”.

ودعت الحركة ذاتها في هذا الصدد إلى “تنظيم لقاء وطني تحضره كل الأطراف المعنية، بما يشمل معارضي البوليساريو وشيوخ القبائل الصحراوية وممثلي المجتمع المدني، من أجل حوارٍ صحراوي صحراوي جدي ومسؤول، على أساس المبادئ الديمقراطية والسماح للصحراويين باختيار الاتجاه الذي يرونه مناسبا”؛ على أن يكون حل النزاع “سلميا وبعيدا عن لغة السلاح”.

وذكر المصدر ذاته أن “الشباب بتندوف يأملون أن تكون حركة صحراويون من أجل السلام الطريق إلى الأمام، من خلاله تأكيدهم أنها الأمل الوحيد، خصوصا أنها اقترحت حلا عمليا وممكنا لا يوجد فيه رابح وخاسر”.

ومفصلا في الموضوع ضمن تصريح لهسبريس قال محمد شريف، مسؤول العلاقات الخارجية لحركة “صحراويون من أجل السلام”، إن “هناك عدم ثقةٍ للشباب الصحراويين بمخيمات تندوف في البوليساريو كطرف في إيجاد حل سلمي، خصوصا إذا استحضرنا أن أعضاء هذه الجبهة يراهنون على المناصب وعلى عرقلة التوصل إلى حل سياسي”.

وذكر الشريف في معرض كلامه أن “الصحراويين يؤمنون بضرورة التوصل إلى حل براغماتي سياسي، في وقت تتهمنا البوليساريو بالعمالة، بينما لم تتمكن هي من النجاح في هذا الصدد بعد أن فشلت سياسيا”، موردا أن “الحل السلمي البراغماتي هو الذي يقدمه المغرب”.

وذكر المتحدث ذاته أن “صحراويي تندوف لم يعودوا يستطيعون الثقة في البوليساريو التي تعتمد على خطاب المليشيات المسلحة العنيف والمفتقد للحوار والسلمية، فضلا عن استنفادها دورها كطرف في معادلة التوصل إلى حل مُرضٍ والسلام”.

على النحو ذاته سار عبد الفتاح الفاتيحي، رئيس مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، بقوله إن “هناك اليوم قناعة كبيرة بأن البوليساريو لم تعد جزءا من حل النزاع المفتعل حول الصحراء، وذلك بعد أن ظلت معيقا للتسوية الأممية؛ وهي القناعة تشكلت كذلك لدى الأمم المتحدة وفقا لما تشير إليه عند حديثها في تقاريرها الخاصة”.

وهو يتحدث لهسبريس اعتبر الفاتيحي أن “مسألة كون البوليساريو حجرة عثرة أمام تسوية سياسية للملف تقتنعُ بها كذلك عدد من التنظيمات الإقليمية بالقارة، بما فيها الاتحاد الافريقي المؤمن بأن الجبهة لا تمتلك قرارها السياسي والسيادي من أجل أن تتفاعل مع التطورات الحالية الخاصة بالملف”، وتابع: “على المستوى الداخلي تعرف تيندوف اليوم احتجاجات تربط بين ما هو اجتماعي وسياسي واقتصادي”، مؤكدا أن “الحل الراديكالي الذي تدافع عنه البوليساريو هو الذي يدفع أطرا صحراوية إلى تقديم بديل يكون مفاوضا حقيقيا أمام الأمم المتحدة ومع المغرب، على ألا تتجاوز التسوية السياسية في أقصاها الحكم الذاتي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى