عملية “بحر بلا بلاستيك”.. خبراء يدعون إلى الحد من النفايات في شواطئ المغرب
انطلقت النسخة الخامسة من عملية “#بحر_بلا_بلاستيك” لموسم صيف 2024، التي تسهر عليها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، كجزء من الموسم الـ25 لبرنامج “شواطئ نظيفة”.
ولعملية “بحر بلا بلاستيك”، وفق بلاغ للمؤسسة، 5 تحديات تواصل معالجتها على مدار النسخ الثلاث الماضية، وهي توعية مليوني شاب بالتلوث البلاستيكي، وتنفيذ ما لا يقل عن 40 ألف عملية توعية بيئية، وتقليص النفايات البلاستيكية بمقدار عشرة أطنان على الأقل لكل شاطئ، وإعادة تدوير جميع النفايات البلاستيكية التي تم جمعها؛ ثم شبكة الشركاء الزرقاء، التي تتضمن رعاية الشركاء الاقتصاديين للمبادرات السوسيو- اقتصادية التي تنفذها التعاونيات المحلية.
ويرى مصطفى بنرامل، خبير بيئي رئيس جمعية “المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ”، أن هذه العملية جد مهمة من أجل رفع الوعي البيئي والعلمي والإيكولوجي لدى المواطنين، ثم الوعي بالإشكالات الناتجة عن التلوث البلاستيكي في الشواطئ المغربية.
غير أن هذا الصنف من التلوث يطرح لدى الخبير ذاته تساؤلات حول مصدره، ويشير في تصريح لهسبريس إلى دراسات رصدت حجم النفايات البلاستيكية في المحيطات، الذي قدّرته بـ”خمس قارات بلاستيكية” وسط المحيطات نتيجة رمي الإنسان هذه النفايات في الطبيعة أو مطارح النفايات، ثم تُنقل عبر الرياح إلى المجال المائي أو تصرف إليه عبر مياه الصرف الصحي.
وحسب دراسة لجميعة “زيرو زبل” الناشطة بالمغرب، والمدعمة من طرف منظمة ألمانية، تبيّن أن النفايات البلاستيكية المرصودة في السواحل المغربية ليست جميعها مغربية المنشأ، بل قادمة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وبالنظر إلى تأثيرات التلوث البلاستيكي على الأصعدة الصحية والبيئية المناخية والحالة الذهنية للمجتمعات دعا رئيس جمعية “المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ” المواطنين إلى الحد من استعمال المواد البلاستيكية، وتجنّب رميها في المجاري المائية، مع عمل الباحثين على تطوير بدائل لهذه المواد لا تأثير لها على البيئة.
من جانبه اعتبر محمد بنعطا، خبير بيئي منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، أن حملات التحسيس والتوعية بمخاطر التلوث البيئي، والبلاستيكي خاصة، رغم أهميتها “إلا أنها تبقى غير كافية بالنظر إلى متابعتنا مجموعة من المواقع التي قمنا بتنقيتها سابقاً وعادت بعد أسبوع أو أقل إلى حالتها السابقة”.
وبينما اعتبر عدم الاهتمام بنظافة البيئة والمساهمة بمختلف الطرق في تلويثها “ضعفاً في المواطنة وحب الوطن”، شدّد بنعطا في حديث لهسبريس على ضرورة “تعزيز قيمة الحفاظ على البيئة لدى الناشئة من خلال مؤسسات الأسرة والمدرسة وغيرها”.
وخلص منسق التجمع البيئي لشمال المغرب إلى أن “الحرص على عدم تلويث البيئة هو حس وطني يوجد لدى الكثير من المغاربة، لكن فئة واسعة أخرى لا تتمتّع به للأسف”، وفق تعبيره.
يُشار إلى أن البلاستيك/البوليستيرين جاء على رأس أنواع النفايات البحرية التي تم جمعها على المستوى الوطني، في إطار عملية رصد جودة مياه الشواطئ، سنة 2023، بنسبة 90.6 بالمائة، يليه الورق والورق المقوى بنسبة 2.3 بالمائة، ثم النسيج بـ1.9 بالمائة.