أخبار العالم

جبهة البوليساريو تراكم الفشل في الحضن الجزائري .. تيه سياسي وترهل تنظيمي



في خطوة تكشف، حسب متتبعين، اعترافا بالتفكك التنظيمي للكيان الوهمي في تندوف وتفاقم الخلافات الداخلية بين قياداته، دعا البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس جبهة البوليساريو، إلى التعجيل بعقد ندوة من أجل إنقاذ المشروع السياسي لهذا التنظيم الانفصالي من الغرق وتقييم الوضع الحالي الذي يمر منه هذا الأخير، محذرا في الوقت ذاته من خروج الأمور عن السيطرة، وهو ما تفاعلت معه “حركة صحراويون من أجل السلام” المعارضة بالإشارة إلى أن تصريحات المعني بالأمر “تؤكد تشخيص الحركة وتوقعاتها بشأن الأزمة العميقة التي تعيشها الحركة المسلحة القديمة حاليا، والغموض الذي يحيط بمستقبلها”.

وسجلت الحركة ذاتها، في بيان لها، أن “النداء الذي أطلقه الرجل الذي كان حتى وقت قريب [الرجل الثاني] في قيادة البوليساريو، والذي يدعو بشكل عاجل إلى عقد مؤتمر وطني من أجل [إنقاذ] العملية أو تقويمها ومنع إنهيارها، لا يعكس فقط حالة الذعر التي تجتاح المنظمة القديمة، ولكن قبل كل شيء شدة الأزمة وحالة المعاناة التي تجد نفسها فيها حركة حرب العصابات التي نشأت في السبعينيات من القرن الماضي”، مؤكدة أن “العلاج الذي اقترحه الرجل وببساطة، خطوة خاطئة لا يمكن أن تساهم في تصحيح مجموعة متنوعة من الشرور التي تقوض هياكل البوليساريو ومصداقيتها وصورتها”.

وانتقدت “حركة صحراويون من أجل السلام” الدعوة إلى ندوة تقتصر فقط على الناشطين الموالين للبوليساريو، موصية في الوقت ذاته بـ”فتح نقاش جدي وتفكير عميق في جو من الحرية والديمقراطية وعلى أساس أجندة مفتوحة على كل الخيارات وبمشاركة ممثلي الحركة الصحراوية للسلام، وغيرها من التيارات السياسية المعارضة، فضلا عن تمثيل واسع للسلطة التقليدية والمجتمع المدني الصحراوي”.

فقدان للسيطرة

في هذا الإطار، قال محمد الشريف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحركة “صحراويون من أجل السلام”، إن “ما جاء على لسان البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس تنظيم البوليساريو، بشأن الدعوة لعقد ندوة مستعجلة لإنقاذ سفينة هذا التنظيم، يؤكد ما كانت تؤكد عليه الحركة منذ تأسيسها ويبرهن على فشل جبهة البوليساريو وفقدانها للسيطرة على الوضع السياسي والعسكري”.

وسجل الشريف، في حديث مع هسبريس، أن “البوليساريو التي تغيب دائما الأصوات المعارضة مقابل تغليب الصوت الواحد الموالي، راكمت الفشل في السنوات الأخيرة على جميع الأصعدة، حيث فشلت في إدارة ملف النزاع حول الصحراء سياسيا، أضف إلى ذلك فشلها العسكري أيضا الناتج عن تغير مفهوم وأساليب الحروب وعدم قدرة الجبهة على محاربة المغرب الذي طور ترسانته العسكرية ويسيطر اليوم على الوضع العسكري في الصحراء”.

وأوضح أن “حركة صحراويون من أجل السلام”، “دعت إلى عقد ندوة وطنية بحضور جميع من تهمهم هذه القضية، بمن في ذلك المعارضون للبوليساريو وشيوخ القبائل الصحراوية وتمثيليات المجتمع المدني، من أجل الدخول في حوار صحراوي-صحراوي جدي ومسؤول، وعلى أسس ديمقراطية، لتمكين الصحراويين من اختيار التوجه الذي يرونه مناسبا”، مشددا على أن “حل هذا النزاع لا يمكن أن يكون إلا سلميا بعيدا عن لغة السلاح”.

ترهل تنظيمي

من جانبه، أورد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “هذه الدعوة هي بمثابة اعتراف صريح بحالة التفكك والترهل التنظيمي اللذين تعيش على وقعهما الجبهة الانفصالية، واعتراف صريح بنكسة الجبهة وترهل خطابها، كما يحيل على مجموع النداءات المتتالية التي أطلقتها مجموعات معارضة لهذا التنظيم في عديد من المناسبات”.

وأضاف عبد الفتاح، في تصريح لهسبريس، أن “تنامي مثل هذه الخطابات يؤشر كذلك على حالة الانقسام والصراع الداخلي بين قيادات البوليساريو، المرتبط أساسا بالخلافات حول توزيع كعكعة المناصب القيادية، خاصة تلك التي تمكن من الاغتناء السريع على حساب معاناة ومآسي سكان المخيمات”.

وشدد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان على أن “حالة الانقسام هذه ترتبط بدورها بصراع الأجنحة داخل النظام الجزائري، الذي ينعكس بدوره على الوضع داخل الهيكلة القيادية لجبهة البوليساريو”، مشيرا إلى أن “ما يكرس هذا الانقسام والتفكك التنظيمي، هو الهزائم المتتالية التي تلقتها الجبهة الانفصالية في السنوات الأخيرة على جميع المستويات في ما يتعلق بقضية الصحراء، والتي أدت إلى إضعاف قدرتها على التعبئة داخل المخيمات، وبالتالي تراكم حالة السخط الشعبي تجاه سياساتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى