أخبار العالم

وفاة الأمريكي “جيم إنهوف” تدق آخر مسمار في نعش لوبي جبهة “البوليساريو “



جيم إنهوف، سيناتور جمهوري أمريكي سابق، توفي الثلاثاء، عن سن 89 سنة، بعدما أصيب بجلطة دماغية في الرابع من يوليوز الجاري، لتلوح من جديد لحظة نهاية لوبي موال لجبهة البوليساريو الانفصالية، أنكر علم المناخ، والاحتباس الحراري، وفشل في التأثير على موقف أمريكا من قضية الصحراء.

قبل إعلان وفاته خرج إنهوف من عالم السياسة بعدما تدهورت حالته الصحية سنة 2023، تاركا منصبه في مجلس الشيوخ الأمريكي، ومحطات سجلها التاريخ، أبرزها دفاعه “بدون جدوى” عن أطروحة الانفصال بالصحراء المغربية.

بدأ السيناتور المتوفى مسيرته لنيل مقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي وهو يستخدم مواضيع “الله، والأسلحة، والمثليين”؛ وتقول صحيفة “بوليتيكو”: “دافع عن الإثنين ضد الثالث، ونجح بذلك في الفوز كسيناتور عن ولاية أوكلاهوما، بالطريقة نفسها التي انتهجها جمهوريون للنيل من الديموقراطيين عبر استخدام أوراق القضايا الاجتماعية”.

وبعد جلوسه في منصب مجلس الشيوخ بدأ ابن ولاية أيوا إظهار دعمه لجبهة البوليساريو، كما وثّقت ذلك مداخلاته، وزياراته المتكررة إلى الجزائر، الطرف الرئيسي في نزاع الصحراء.

“مثير للصدمة، ومخيب للآمال”، هكذا علق إنهوف، وهو يشاهد إعلان دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، ومنذ ذلك الحين عزم على أن يؤثر على الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن.

لكن طموحات سيناتور أوكلاهوما لإنهاء مسيرته بتحقيق حلم قديم، وهو زيادة الضغط الأمريكي على المغرب لإقرار أطروحة الاستفتاء في الأقاليم الجنوبية، انتهت باصطدامها بجدار صمود بايدن على إبقاء قرار ترامب.

وقبل هذا أثار إنهوف تساؤلات الجميع بمطالبته بإلغاء مناورات الأسد الإفريقي التي تقام بالأراضي المغربية، بعد قيادته حملة داخل لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، لكن آماله انتهت بتأكيد “أفريكوم” على أهمية المملكة في إنجاح المناورات الأكبر بالقارة الإفريقية.

وعززت زيارة السيناتور الراحل إلى مخيمات تندوف سنة 2019، واستقباله ضمن وفد برلماني أمريكي من قبل زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، الشكوك حول تلقيه دعما ماليا من أصحاب أطروحة الانفصال بالصحراء؛ وباعتباره أحد أقدم أعضاء مجلس الشيوخ في فترة امتدت من 1994 إلى 2023 خلق الجدل أيضا باستمراره لعقود في منصبه، ومواقفه في قضايا البيئة، مع رفضه التام علم المناخ؛ كما انتقد مفهوم الاحتباس الحراري، في مؤلف له تحت اسم “أعظم خدعة/ كيف يهدد الاحتباس الحراري مستقبلك”، وقال: “هذا الأمر محاولة للاحتيال على الناس من خلال تخويفهم”.

واستمر الجدل حول معتقدات إنهوف بشأن المناخ، وازدادت حدة، كما يقول الإعلام الأمريكي، عندما جلب كرة ثلج إلى مجلس الشيوخ، قائلا: “هذه كرة ثلج أحضرتها من الخارج لأثبت لكم أن الجو بارد، وليس موسميا، كما يظن دعاة الاحتباس الحراري”.

ولعب التشدد الديني لإنيهوف، وإيمانه الكبير بالمسيح، في رفضه فكرة علم المناخ، قائلا وفق مقال لصحيفة “بوليتيكو”: “إن غطرسة البشر الذين يعتقدون أننا قادرون على تغيير المناخ، أي ما يقوم به الله، أمر مثير للغضب بالنسبة لي”.

وقد رسّخ الراحل مكانه في عالم “اللوبينغ” بأمريكا، ليس فقط لدعم جبهة البوليساريو، بل أيضا لقضيته “نبذ المناخ”. وقال تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية إن “إنهوف تلقى مبلغ 10 آلاف دولار من شركة تدعم المرشحين الذين يوافقون توجهاتها حول المناخ”.

وبرحيل إنهوف تعود من جديد ذكرى طي صفحة أكبر داعمي الجزائر وجبهة البوليساريو في خيمة مجلس الشيوخ الأمريكي، وسط عجزه عن التأثير في الموقف الأمريكي من قضية الصحراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى