“ماذا يعني فوز حزب العمال في السياسة الخارجية البريطانية؟” – في الإيكونوميست
عرض الصحف يتناول مدى تأثير انتخاب حزب العمال في السياسة الخارجية البريطانية؟ وكذلك، تمسك بايدن بخوض الانتخابات واتباع تعليمات محددة أملا في إلحاق هزيمة بترامب، وما هو تأثير حرب غزة على الانتخابات الأوروبية وكيف يمكن الاستفادة منه؟
ونبدأ الجولة من صحيفة “الإيكونوميست” ومقال رأي بعنوان “ماذا يعني فوز حزب العمال في السياسة الخارجية البريطانية؟”، ويلفت المقال في بداية سطوره إلى أن رئيس الوزراء الجديد، السير كير ستارمر، حالفته ضربات حظ عديدة في طريقه ليصبح رئيس وزراء بريطانيا في الخامس من يوليو/تموز الماضي.
ويشير المقال إلى ديفيد لامي، وزير الخارجية الجديد، الذي غادر مع كير ستارمر في التاسع من يوليو/تموز لحضور قمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي، وفي 18 يوليو/تموز، أي بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه، سيستضيف كير، في قصر بلينهايم، اجتماعا للمجموعة السياسية الأوروبية، وهو تجمع يضم دولا داخل الاتحاد الأوروبي.
ويلفت المقال إلى أن هذه الأحداث ستتيح لحكومة حزب العمال الجديدة فرصة لتحديد أين ستبقى السياسة الخارجية البريطانية؟ وهل ستظل على حالها؟ وإلى أين ستتحول؟ فضلا عن كونها ستعزز التغيير الأكبر على الإطلاق، وهو تغيير سمعة البلاد.
ويشير المقال إلى إنه في أغلب أساسيات السياسة الخارجية البريطانية، لا سيما ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا والعلاقات مع الولايات المتحدة والصين، يوجد قدر كبير من استمرار النهج بين الحكومة الجديدة والحكومة القديمة، لذا ستتيح قمة الناتو لكير فرصة مبكرة لإعادة تأكيد دعم حزب العمال للحلف.
كما أن الدعم البريطاني لأوكرانيا لن يتراجع، كما قال كير للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مكالمة هاتفية مساء دخوله إلى مقر الحكومة، فضلا عن احتفال وزير الدفاع الجديد، جون هيلي، مع زيلينسكي، في السابع من يوليو/تموز، بيوم البحرية الأوكرانية في أوديسا، وإعلانه عن شحنة جديدة من صواريخ بريمستون المضادة للدبابات، و90 قطعة مدفعية ذاتية الدفع ومعدات أخرى.
ويؤكد المقال أن حزب العمال عازم على إبقاء العلاقة الأنجلو أمريكية على الطريق في حالة خسارة جو بايدن الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. لذا سعى لامي، الذي يزور واشنطن بشكل متكرر، إلى بناء جسور مع دائرة ترامب، وقال إن الدول الأوروبية سيُطلب منها المساهمة بشكل أكبر في الدفاع عن القارة، أيا كان الفائز.
أما بالنسبة للعلاقات مع الصين، فقد وعد حزب العمال بإجراء مراجعة كاملة لعلاقته مع البلاد، ومن المرجح أن يستمر مسار سياسة المحافظين، وهذا يعني ضمنا محاولة الحفاظ على الانفتاح تجاه تجارة السلع الاستهلاكية (على الرغم من أن راشيل ريفز، وزيرة الخزانة الجديدة، تتبنى وجهة نظر متشككة في الاستثمار الصيني في الطاقة النووية والاتصالات وغيرها من المجالات الحساسة).
ويلفت المقال إلى أن التحول الأكثر إلحاحاً أمام حزب العمال هو العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، حيث يأمل الحزب في علاقات أكثر دفئاً، فعلى الرغم من استبعاد حزب العمال العودة إلى الاتحاد الأوروبي، أو السوق الموحدة، أو الاتحاد الجمركي (لو كان ذلك مطروحاً)، فإنه بالإضافة إلى الاتفاقيات المتعلقة بتجارة المواد الغذائية عبر الحدود، والعلاقات الأوثق في التعليم والبحث، فهو يريد “شكلاً جديداً” من اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي.
ويقول المقال إن أوروبا ليست المنطقة الوحيدة التي سيظهر فيها تغير في شكل السياسة الخارجية ولهجتها، فبعد أن خسر حزب العمال على نحو ملحوظ دعم الناخبين المسلمين البريطانيين في الانتخابات، بسبب غموض الحزب بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، لجأ كير إلى التأكيد لمحمود عباس، الرئيس الفلسطيني، يوم 7 يوليو/تموز، على أن إقامة الدولة “حق لا يمكن إنكاره” للفلسطينيين.
ويختتم المقال بالإشارة إلى أن هذا المزيج من الأنشط تعكس نهجاً في السياسة الخارجية أطلق عليه لامي “الواقعية التقدمية”، بيد أن التغيير الفوري لا يتعلق بمبدأ حزب العمال بقدر ما يتعلق بمكانة بريطانيا الدولية.
“هل تنجح ‘كتيبات التعليمات’ التي يعتمد عليها بايدن في تحقيق الفوز في الانتخابات أمام ترامب؟”
إلى صحيفة “الغارديان” البريطانية ومقال رأي كتبته مارينا هايد بعنوان “جو بايدن يعتمد الآن على كتيبات تعليمات (اصعد إلى المنصة، ابتسم، ولوّح وداعاً)”، وتستهل الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يعتقد أن باستطاعته النهوض على الساحة السياسية مرة أخرى، بين أن المشهد يوحي بعكس ذلك.
وتقول الكاتبة إنه ربما يكون أفضل أمل لدى بايدن في التغلب على الرئيس السابق، دونالد ترامب، هو السماح لشخص آخر بإنجاز هذه المهمة.
وتضيف أن البيت الأبيض كان قد أشار إلى أن طبيب أعصاب تردد مراراً العام الماضي لعلاج أشخاص يعملون في البيت الأبيض، في حين قال بايدن الأسبوع الماضي في اجتماع لحكام الولايات إنه “بخير”، كما أجريت معه مقابلة يوم الجمعة الماضي وسُئل فيها عن شعوره إذا استمر في السباق الانتخابي وخسر أمام ترامب، فقال: “طالما بذلت كل ما في وسعي، وقمت بعمل جيد بقدر ما أستطيع، فلا يوجد شيء آخر”.
وتقول الكاتبة إن ما يجعل الأمر مؤلماً إلى حد ما هو رؤيتي صور التعليمات الصادرة من البيت الأبيض، منها على سبيل المثال تعليمات بعنوان: ” المشي إلى المنصة “، إنها قوالب رسمية مسربة لأولئك الذين يرشدون بايدن خلال مشاركته في الأنشطة السياسية المقبلة.
وتضيف هايد أن كل هذا يبدو وكأنه مجرد بداية للطريق الذي رسمته المؤسسة الديمقراطية بعناية من خلال تكتيك قديم متمثل في الأمل في تحقيق أفضل النتائج، وعدم الاستعداد بأي حال من الأحوال للأسوأ.
وتتساءل الكاتبة لماذا يجب أن يكون هناك صراع بين ترامب ورجل لا ينبغي لأحد، بكل ضمير، أن يقول إنه يعمل دون إعاقة؟ أي جرأة أن يكون هذا هو الاختيار؟ هذا، للأسف، انعكاس آخر أبرزته كتيبات تعليمات “المشي إلى المنصة”.
وتختتم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن إحراز تقدم نحو الفوز في الانتخابات لا تضمنه خطوات مجربة ومختبرة من قبل بغية الوصول إلى منصة التتويج، لكن من المؤكد أن الديمقراطيين استنفدوا حدود الأمل غير العقلاني كاستراتيجية لتحقيق الفوز في الانتخابات. فالحملة الرئاسية المرهقة لم تبدأ حتى الآن بشكل كامل، لذا لابد من إيجاد حلول عقلانية، في ظل غياب مرشحها.
“هل تأثرت الانتخابات الأوروبية بحرب غزة؟”
نختتم جولتنا من صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية ومقال كتبه يوسف الديني بعنوان “غزة والتأثير على الانتخابات الأوروبية.. ماذا بعد؟”، ويستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن فوز حزب العمال البريطاني الذي حققه كير ستارمر من يسار الوسط لم يكن حدثاً مفاجئاً بقدر أن هذا الفوز الساحق في الانتخابات البرلمانية وبنسبة كبيرة هو الذي يحتاج إلى قراءة مختلفة.
ويصف الكاتب فوز حزب العمال بمحاولة للخلاص من حزب المحافظين وأدائه طيلة السنوات الماضية على طريقة “ليس حباً في علي”. وهو يتشابه إلى حد ما مع الفوارق الكبيرة بين الرافعة التي جاءت بالرئيس الأميركي، جو بايدن، عام 2020، لكنها لا تملك مناعة أو حصانة في حال وقوع رئيس الوزراء البريطاني الجديد في فخ الوعود الضخمة مع الأداء غير الجيد.
ويقول الكاتب إن خلع الرداء البريطاني القديم هو ما أراده الناخبون البريطانيون من معضلة الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، وما تلاه من سنوات التراجع الاقتصادي، وإطاحة كثير من الوزراء المحافظين، من ديفيد كاميرون إلى تيريزا ماي، وصولاً إلى كارثة الأداء السيئ لبوريس جونسون مع وباء “كورونا”، وحتى ليز تراس التي أُقصيت بسبب انهيار الأسواق المالية، وهو الأمر الذي لم يستطع معه ريشي سوناك معالجة أزمات المحافظين السابقة، وإصلاح سمعة الحزب.
ويضيف أن الملاحظة التي تخص منطقة الشرق الأوسط، وهي جديرة بالتأمل والكتابة والفحص، هي نسبة مساهمة القضايا الكبرى التي يهتم بها المواطنون من أصول عربية وإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والموقف من الاندماج والهجرة و”الإسلاموفوبيا” على الانتخابات سواء على مستوى التأثير وهو أقل، وعلى مستوى جديد متصاعد وهو استمالة هذه الكتل الانتخابية المؤثرة على الأقل في فترة الانتخابات.
ويقول الكاتب من هنا يمكن رصد كثير من المقالات الصحافية في إسرائيل تحذر من تصاعد موجات “معاداة السامية” والتفاؤل الحذر الذي تبديه الأصوات العربية في بريطانيا، من وعود أخذ موقف من الجرائم الوحشية في غزة من قبل الكيان الإسرائيلي، وهو ما يتوقعونه من وعود انتخابية بزيادة الضغط على إسرائيل، ومقترحات لمشاريع مقاطعة وصياغة قانون اعتراف بالدولة الفلسطينية، وربما تتسع المطالبات مع نشاط اليسار داخل الحزب وقدرته على الاستجابة لضغوطات أعضاء الحزب ونواب البرلمان المسلمين.
ويسأل الكاتب هل يستثمر السياسيون الفلسطينيون بمختلف توجهاتهم هذا التأثير الذي قدم من أجله الناس في غزة كثيراً من الدماء والمعاناة والألم والجوع، ويحاولون الخروج من مسألة الانقسام وتغليب المصلحة الذاتية والتنافس الإيديولوجي لإدارة الأزمة وتبعاتها.
ويختتم الكاتب قائلاً إن “هذا السؤال يطرح معضلة لدى النخب السياسية الفلسطينية في مقاربتها لإدارة الأزمات التي تحتاج لفهم سياق وتفاصيل هذه التحولات الإيجابية تجاه القضية وتعزيزها بالمصالحة، وتغليب مصلحة الفلسطينيين على ما سواها.”