حرب غزة: إسرائيل تدعو سكان القطاع إلى التوجه جنوبا تزامنا مع اجتماع استخباراتي لبحث وقف إطلاق النار
دعا الجيش الاسرائيلي جميع سكان مدينة غزة، اليوم الأربعاء، إلى إخلاء مساكنهم والتوجه جنوبا إلى منطقة دير البلح “عبر الممرات الآمنة”.
وطلب الجيش، في منشورات باللغة العربية ألقيت من الجو، من السكان المغادرة قائلا إن “الممرات الآمنة تمكن السكان من المرور بسرعة وبدون تفتيش من مدينة غزة إلى منطقة دير البلح والزوايدة”.
وحذر الجيش في منشوراته من أن “مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة”.
وكان الجيش قد أعلن، وفي وقت سابق، أن الفرقة 99 التابعة له تعمل في عدة مواقع في مدينة غزة. وتركزت عمليات هذه الفرقة في دفع سكان وسط غزة إلى الجنوب والسيطرة على المنطقة.
وتتكون الفرقة من عدة أولوية منها اللواء “يفتاح” “١١” ولواء “ثعالب السماء” “646”. كما عملت على “تأمين ممر وادي غزة”، الذي يقسم القطاع إلى شطرين، بدءا من ناحال عوز حتى شاطئ البحر غرب غزة، فيما يطلق عليه اسم ممر “نتساريم”.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن عمليات الجيش العسكرية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 14 ألف “إرهابي”، على حد تعبيره.
وأضاف في حديث له الأربعاء خلال جلسة في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” أن الجيش سيصل إلى جميع عناصر حركة حماس “سواء من هم في الانفاق أو من يتجولون في العالم” وأن 60 في المئة من عناصر حركة حماس قد قُتِلوا أو أصيبوا، وفق ما جاء
وأردف غالانت “مخطئ” من يعتقد أن ممارسة الضغط على سكان غزة ستؤدي إلى الضغط على حماس.
وقد وصل وصل الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة ويبدأ مداولاته لدفع صفقة تبادل مع حركة حماس ولمناقشة اتفاق إطلاق النار في غزة من ثلاث مراحل.
ويلتقي الوفد الإسرائيلي مع مفاوضين من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والمصرية في الدوحة لمناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من ثلاث مراحل.
ومن المقرر أن تلتقي الوفود الثلاثة يشاركها وفد قطري اليوم الأربعاء في الدوحة والخميس في القاهرة، من أجل استئناف محادثات وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة، وفقاً لقناة القاهرة الإخبارية شبه الرسمية، نقلاً عن مسؤول مصري بارز.
واستؤنفت في القاهرة الثلاثاء محادثات غير مباشرة بوساطة رؤساء المخابرات المصرية والإسرائيلية والأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، التي تشهد حربا مستمرة للشهر العاشر على التوالي.
نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي “إحراز تقدم في المحادثات حول صفقة الرهائن” التي جرت في القاهرة الثلاثاء.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المحادثات ستعمل على محاولة إيجاد “سبل لتضييق القضايا العالقة في الصفقة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المفاوضات ستكون “معقدة وستستغرق عدة أسابيع”، على حد تعبيرها.
وتصر إسرائيل على أنها لن تتوقف عن القتال ما لم تتحقق جميع أهدافها الحربية، بما في ذلك تدمير حماس عسكرياً وسياسياً، وإعادة الرهائن.
ما هي آخر التطورات في غزة؟
كثفت إسرائيل غاراتها الجوية والبرية على مدينة غزة وجنوب القطاع بعد يوم على مقتل 70 فلسطينيا على الأقل من بينهم قرابة 28 طفلا، جراء القصف الإسرائيلي الذي وقع بالقرب من مدرسة تأوي نازحين شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال شهود عيان ومصادر طبية إن ثمانية فلسطينيين على الأقل قتلوا بينهم ستة أطفال، وأصيب 10 آخرون من بينهم نساء، في قصف إسرائيلي استهدف منازلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الليلة الماضية.
وقتل ستة مواطنين آخرين وأصيب العشرات في قصف فجر اليوم الأربعاء على مناطق متفرقة في مخيم النصيرات وشرقي مخيم البريج.
وأكدت مصادر محلية مقتل أربعة مواطنين وإصابة آخرين إثر قصف اسرائيلي على منزل لعائلة المبحوح في شارع صلاح الدين شمال النصيرات وسط قطاع غزة. وقال شهود عيان إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول لانتشال جثث القتلى الموجودة في الطرقات بحي الصبرة.
وأضاف شهود العيان أن محالا تجارية استُهدِفَت في قصف إسرائيلي في النصيرات ما أدى إلى اشتعال النيران فيها وتدميرها ، كما نسفت قوات الجيش الاسرائيلي مبان سكنية في منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي ومصادر طبية، فقد نفذت قواته الأربعاء هجمات مميتة في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، وقال الجيش إنه استهدف نشطاء في حماس كانوا داخل مبنى تابع للأمم المتحدة.
وفي بني سهيلا قرب خان يونس، قُتل شخصان وأصيب ستة آخرون في غارة على منزل وفق ما أفاد مصدر طبي.
ماذا نعرف عن هجوم الثلاثاء على مدرسة للأنوروا؟
قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى عن هجوم وقع الثلاثاء بعدما أكدت مصادر طبية مقتل 29 شخصا على الأقل في مدرسة جنوب خان يونس في رابع غارة جوية تطال مؤسسة تعليمية في القطاع في غضون أربعة أيام.
وقال الجيش إنّه “بصدد التحقّق من المعلومات التي تفيد بإصابة مدنيين” في هذه الغارة.
وكان الجيش قد قال في تصريحات سابقة، إنه نفذ خلال الليل غارة على مدينة غزة طالت أهدافا لحماس والجهاد الإسلامي وتعمل من داخل مقر لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وقال الجيش إن المسلحين “كانوا يعملون داخل مقر الأونروا في المنطقة ويستخدمونه كقاعدة لشن هجمات على قوات الجيش الإسرائيلي في وسط قطاع غزة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف بالقرب من المدرسة “ناشطا من الجناح المسلّح لحماس” شارك بشكل خاص في الهجوم الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وأشعل فتيل هذه الحرب.
وأشار الجيش في تصريحاته إلى أنه “قضي” على المسلحين وعثر على “كميات كبيرة من الأسلحة”.
ولم تعلق الأونروا فورا على الغارة لكنها نوهت إلى أن ليس لديها “طريقة للتحقق” من المزاعم من استخدام منشاتها من قبل حماس وفصائل أخرى.
لكن عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، اعتبر قصف مدرسة العودة في بلدة عبسان بأنها “جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي”.
وقال الرشق إن القصف طال “المدنيين العزل من النساء والأطفال”.
وهذه هي المرة الرابعة خلال أربعة أيام تتعرض فيها مباني المدارس التي تؤوي نازحين في غزة للقصف.
ومنذ اندلاع الحرب لم يكن للوكالة الأممية سيطرة على المبنى، بحسب الجيش الإسرائيلي. وكانت القوات الإسرائيلية أعلنت في فبراير/ شباط/ عثورها على نفق لحماس تحت المقر.
واندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقنل 1195 مدنيّون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38.243 شخصا على الأقلّ غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.