أخبار العالم

الاحتقان والهشاشة يزيدان محاولات الفرار من قبضة البوليساريو في تندوف



حركية غير مسبوقة، في الاتجاه السلبي، تلك التي تعرفها مخيمات تندوف التي تسيطر عليها مليشيات البوليساريو الانفصالية في الوقت الراهن، بعد أن اتضح وجود لا استقرار سياسي وانشقاقات في صفوف الجهة المدبرة للشأن السياسي هناك دفعت بمحتجزين إلى إعلان خططهم من أجل مغادرة المخيمات بشتى الطرق.

وقال منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تيندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، إنه رصد مؤخرا “إعلانات فردية وجماعية لمحتجزين قصد الهروب من المخيمات بأي ثمن وأي غطاء، وبأي وسيلة وكيفما كانت العواقب”، مبرزا أن “محسوبين على المؤسسة العسكرية بدورهم أصابتهم عدوى الهروب بعد إعلانهم البحث عن مساعدة من أجل الوصول إلى الضفة الأوروبية”.

وذكر “فورساتين” الذي عزز قوله بدلائل رقمية أن “هذا الأمر يؤكد حجم التفكك داخل مؤسسات البوليساريو في وقت تعرف المخيمات انفلاتا أمنيا خطيرا بلغ مستويات متقدمة من القتل واعتراض السبيل وقطع الطريق، وانضمام محسوبين على الدرك إلى عصابات مسلحة”، موردا أن “كل هذا تزامن مع تطلع عدد من المحتجزين إلى دعم عائلاتهم أو بيع ممتلكاتهم من أجل الظفر بتأشيرة العبور إلى خارج المخيمات، في وقت اشتعلت السوق السوداء للتأشيرات بعد أن وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية”.

وقرأ حفيظ الزهري، أكاديمي باحث في العلوم السياسية، هذه التطورات التي تعيشها مخيمات تيندوف على أنها “نتاجٌ لطول أمد هذا الصراع المفتعل من قبل جبهة البوليساريو المدعمة من طرف الجزائر، إذ يعود إلى زمن الحرب الباردة واستمراره يدفع بطريقة مباشرة المحتجزين إلى اليقين بأن رهانهم على مخططات الجبهة خاسرٌ لا محالة”.

وذكر الزهري، مصرّحا لهسبريس، أنه “حتى الظروف المأساوية واللاإنسانية التي تعرفها مخيمات تيندوف تدفع المحتجزين داخلها إلى دراسة سبل الانعتاق منها بأي شكل من الأشكال، حيث لوحظ مؤخرا ارتفاعُ منسوب عودة أفراد منهم إلى أرض الوطن، وهو ما يبين مجددا كيف أن الوضعية داخل المخيمات غير عادية وتعرف احتقانا شديدا”، مشيرا إلى أن “الجسم الحقوقي الدولي بدوره باتت يعرف حقيقة ما يقع هناك من انتهاكات في حق المتحجزين”.

كما اعتبر المتحدث ذاته أن “المفروض عليهم الاستقرار بتلك المنطقة باتوا يدركون أن فشل قيادات البوليساريو في تسيير شؤونها في الوقت الراهن هو دليل على عدم استطاعتها قيادة الدولة التي تحلم بها، في وقت يقترب المغرب من حسم هذا الملف على المستوى الأممي بعد ارتفاع عدد الدول التي آمنت بمشروعية الحكم الذاتي”.

أما محسن الندوي، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية، فأكد أن “ما يقع اليوم بمخيمات تيندوف يرتبط بعدد من الشروط الموضوعية، خصوصا إذا تحدثنا عن الظروف المعيشية الصعبة هناك على المحتجزين الذين يبقون مرتهنين بحجم المساعدات الدولية التي تستولي عليها الجزائر عادة، وهو ما يرفضه المغرب بشكل قطعي”.

وأوضح الندوي، مصرّحاً لهسبريس، أن “المخيمات تعرف كذلك سيطرة جزائرية بعسكرتها وتجنيد طفولتها، وهو ما يدفع المحتجزين هناك إلى تحيُّن فرص الخروج من تلك المنطقة باعتماد مختلف الوسائل؛ فالمؤكد أنه ليس فقط المغاربة المحتجزون هناك هم من يحاولون الفرار بل حتى أعضاء من المليشيا الحاكمة بدورهم”.

وزاد المتحدث: “كل هذا يحدث داخل هذه المخيمات التي تعرف احتجاز آلاف من السكان وجعلهم يعيشون في ظروف صعبة وغير إنسانية، موازاة مع دينامية مشهودة تعرفها الأقاليم الجنوبية المغربية؛ وبالتالي فإن الصحراويين أمام فرصة للعودة إلى تراب المملكة والاستفادة من الامتيازات التي ينص عليها مقترح الحكم الذاتي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى