“علكة النيكوتين” تروج على الأنترنيت .. والصيادلة يحذرون من “هلاك جديد”
“علكة النيكوتين”، “مكملات غذائية”؛ عينة من عناوين عروض جديدة بدأت تروج بمواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب تستهدف المدمنين على التدخين، واضعة واحدا من الحلول العلاجية التي يبحث عنها كثيرون وهي في الواقع “هلاك جديد”، وفق الصيادلة.
تحذيرات دولية
يبحث المدمنون على التدخين عن حلول يمكن أن تواكب طموحهم في العلاج النهائي، وقد ظهرت منتجات جديدة على مرّ السنوات الأخيرة تواكب هذه الرغبات، على غرار السجائر الإلكترونية، وعلكة النيكوتين، والمكملات الغذائية، وكلها رافقتها تحذيرات صحية.
وحذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من رواج “علكة، أو حلوى النيكوتين”، وفق تقرير لشبكة “سي إن إن” سنة 2022، وإمكانية وصولها إلى “القاصرين بسبب احتوائها على النيكوتين”.
وفي 2019، نشرت المكتبة الوطنية للطب بأمريكا دراسة تحذر فيها من “تأثير المكملات الغذائية التي يستخدمها المدمنون على التدخين على صحة رئتهم، ويمكن أن تسبب الربو وسرطان الرئة”.
وفق المصدر ذاته، فإن “المكملات الغذائية التي تستخدم للإقلاع عن التدخين، لا تخلو من مخاطر صحية وخيمة، وذلك بعدما أثبتت دراسات على أشخاص استعملوها إصابتهم بسرطان الرئة”.
وفي الأيام الأخيرة، ارتفع نسق عروض ملصقات إشهارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب لمنتجات “علكة النيكوتين، والمكملات الغذائية”، تقول إنها “علاج حاسم للمدمنين على التدخين وشرب الكحول، وحتى الذين يحسّون بالاكتئاب”.
وبحسب ما عاينته هسبريس من خلال أحد الملصقات الإشهارية التي تروّج لمكمل غذائي، فإنه “ليس دواء، بل مكمّل غذائي طبيعي مصنوع من الأعشاب، يحسن من الحالة المزاجية ويساعد على التخلص من الاكتئاب، التوتر والقلق، مصنوع من أعشاب طبيعية وليس له أعراض جانبية”.
ولم ترافق المنشور دلائل على غياب أعراض جانبية عند استخدام هذا المنتج، وهو الحال لدى عرض آخر يروّج لـ”علكة النيكوتين” على تطبيق “أنستغرام”، جاء فيه أن “العلاج من التدخين مضمون بشكل نهائي”.
رأي الصيادلة
حذر عبد الرزاق المنفلوطي، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة بالمغرب، من “استهلاك هذه المنتجات، طالما أنها غير معروفة المصدر وغير مرخصة من قبل مديرية الأدوية والصيدلة”.
وقال المنفلوطي، في تصريح لهسبريس، إن “هذه المنتجات، وجل عروض العلاج التي تنتشر بين الفينة والأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضارة بصحة المواطنين، وتشكل خطرا صحيا، من خلال مجموعة من المضاعفات”.
وأضاف أن مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب تواكب انتشار هذه العروض “الضارة” بالمواطنين، موضحا أن اجتماعات نقابته مع الوزارة “متواصلة من أجل وضع المروجين أمام القانون”.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفع نسق قلق الجمعيات الصحية من انتشار “علكة النيكوتين” وإمكانية وصولها إلى الأطفال، وتجاوزت عروضها لتصل إلى حلويات.
ونشرت مجلة “Tobacco control” الدولية دراسة أكدت فيها “انتشار هذه الأدوية، حيث سعت شركات التبغ إلى تطوير عروضها، دون أن تقتصر فقط على السجائر التقليدية”.
وبيع مكملات غذائية لتجاوز حالة الاكتئاب والقلق والتوتر التي تسبب إدمان المخدرات والكحول، بمواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، قد يصل ثمنها إلى 179 درهما.
وطرحت تحذيرات الصيادلة المغاربة أيضا موضوع منابع وصول هذه المنتجات إلى الأراضي المغربية.
وبالعودة إلى منتج المكمّل الغذائي الذي يروّج بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد لقي انتشارا كبيرا في الجارة الجزائر، ومن خلال الموقع الرسمي للشركة التي تقوم ببيعه، فإن الأمر يتعلق بـ “استيراد مستخلصات طبيعية لصناعة كبسولات السعادة، والتعافي من التوتر والإدمان”.
ونبّه أمين بوزوبع، الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، من هذه العروض، قائلا إن “علكة النيكوتين يمكن أن تصل إلى الأطفال”.
وأضاف بوزوبع، في حديث لهسبريس، أن هذه المنتجات تحمل مادة “النيكوتين”، وبالتالي “لا يمكن أن تكون علاجا للتدخين، وإنما تحفيزا أكبر على إدمان التدخين”.
ولفت إلى أن السجائر الإلكترونية خير دليل على ذلك، إذ إن من استهلكها عاد في الأخير إلى تدخين السجائر العادية”.
“وجود هذه المنتجات على شكل علكة، يوسّع طبقة الاستهلاك لتصل إلى الأطفال القاصرين، وهذا أمر خطير”، يتابع بوزوبع، موضحا أن “مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي من قبل السلطات الأمنية المختصة، أمر مطلوب في مثل هذه الحالات، خاصة المكملات الغذائية التي تهدف للعلاج”.