روسيا وأوكرانيا: كييف تتهم موسكو بقصف أهداف مدنية من بينها مستشفى أطفال والأخيرة تنفي
أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، فجر الثلاثاء، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت عدة أهداف جوية لدى اقترابها من بيلغورود، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.
وكتب غلادكوف عبر قناته على تطبيق تليجرام: “دفاعاتنا الجوية تصدت لهجوم أوكراني فوق مدينة بيلغورود ومنطقة بيلغورود. تم إسقاط عدة أهداف جوية لدى اقترابها من المدينة، مما أثار حزننا الشديد، حيث قُتل شخص متأثراً بجراحه.. وبحسب المعلومات الأولية أصيب مدنيان”.
ويأتي هذا الهجوم الأوكراني بعد أقل من 24 ساعة على هجمات روسية واسعة شنتها موسكو على المدن الأوكرانية، بعشرات الصواريخ أسفرت عن 36 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى واستهدف بعضها مستشفيين بحسب السلطات الأوكرانية.
وأثارت الضربات الروسية استياء كييف وداعميها عشية انعقاد قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في العاصمة الأمريكية واشنطن، التي تبدأ الثلاثاء وتستمر حتى الخميس، في مناسبة الذكرى 75 لتأسيس الحلف.
وتثير هذه الضربات الجديدة تساؤلات حول كفاءة الدفاعات الجوية الأوكرانية في مواجهة الصواريخ، بعد قصف روسي سابق استهدف محطات توليد الطاقة ومطارات عسكرية.
واستهدفت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية مراراً بوابل من الصواريخ منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، وكان آخر هجوم كبير على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ في يونيو/حزيران الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في تعليقه على الهجمات الروسية، على تطبيق تليجرام: “الروس الإرهابيون هاجموا مجدداً أوكرانيا بصواريخ مُكثفة. مدن مختلفة: كييف ودنيبرو وكريفي ريغ وسلوفيانسك وكراماتورسك. تضررت مبان سكنية وبنى تحتية ومستشفى للأطفال”.
وفي وقت لاحق، طلب زيلينسكي في منشور على منصة إكس، من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ بعد الضربات الروسية.
كما طالب زيلينسكي حلفاء أوكرانيا الغربيين “برد أقوى” على موسكو، قائلًا “أود أن يظهر شركاؤنا قدراً أكبر من المرونة ورداً أقوى على الضربة التي وجهتها روسيا”.
وندد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالضربات الروسية على أوكرانيا، متعهداً اتخاذ “إجراءات جديدة” لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف.
و قال بايدن في بيان “سنعلن مع حلفائنا عن إجراءات جديدة لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية للمساعدة في حماية مدنها ومواطنيها من الضربات الروسية”.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أسقطها لـ 30 صاروخاً أطلقها الجيش الروسي.
وقال الرئيس الإقليمي دنيبرو، سيرجي ليساك، إن شخصاً قتل في مدينة دنيبرو وأصيب ستة آخرون. وأضاف أن مبنى شاهاً وشركة أصيبا.
وقُتل ثلاثة أشخاص في بوكروفسك بمنطقة دونيتسك الشرقية، حيث سيطرت القوات الروسية على عدد من القرى في الأسابيع الأخيرة.
تبادل الاتهامات حول قصف مستشفى أطفال
وقتل شخصان عندما تعرض مستشفى أوماتديت للأطفال – أكبر منشأة لطب الأطفال في أوكرانيا – لأضرار جسيمة خلال الانفجار.
وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، إن 36 شخصاً قتلوا وأصيب 140 آخرون في الهجمات.
وقالت ليسيا ليسيتسيا، الطبيبة في المستشفى، لبي بي سي، إن اللحظة التي سقط فيها الصاروخ كانت “كما في فيلم سينمائي” مع “ضوء كبير ثم صوت فظيع”.
وأضافت: “لقد دمر جزء من المستشفى واندلع حريق في جزء آخر. لقد تعرض لأضرار بالغة حقاً، ربما الأضرار لحقت بـ 60-70 في المائة من المستشفى”.
أوماتديت هو مستشفى كبير يقوم بعلاج السرطان وزراعة الأعضاء.
وأوضحت الدكتورة ليسيتسيا: “نحن الآن بصدد إجلاء المرضى إلى أقرب مستشفى”.
وقال مسؤولو المستشفى للتلفزيون الأوكراني إن حوالي 20 طفلاً يتلقون العلاج في الجناح الذي تعرض للقصف.
وأظهرت صور من مكان الحادث أطفالاً صغاراً – بعضهم يحمل حقن وريدية – يجلسون خارج المستشفى أثناء إخلائه.
وقال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، إن الشخصين اللذين توفيا في المستشفى بالغين، أحدهما طبيب. وأضاف أن رجال الإنقاذ يخشون أن يكون المزيد من الأشخاص محاصرين تحت الأنقاض.
واتهم العمدة كليتشكو روسيا بمحاولة “الإبادة الجماعية للسكان في أوكرانيا”.
وأضاف: “الآن يمكن للعالم كله أن يرى كيف قتلت الصواريخ الروسية وطائرات كاميكازي بدون طيار مواطنين أوكرانيين في مدينتنا المسالمة.
وأضاف عمدة المدينة أن مستشفى منفصلاً للولادة في منطقة دنيبروفسكي في كييف قد دُمر جزئياً أيضاً بسبب الحطام المتساقط، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
ونفت روسيا استهداف المستشفى، قائلة إنه أصيب بشظايا صاروخ دفاع جوي أوكراني. لكن أوكرانيا تقول إنها عثرت على بقايا صاروخ كروز روسي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، “إن الصور ومشاهد الفيديو المنشورة من كييف تؤكد بوضوح حقيقة أن الدمار الحاصل كان جراء سقوط صاروخ أوكراني للدفاع الجوي أطلق من إحدى المنظومات الصاروخية المضادة للطائرات المنصوبة في المدينة”.
واعتبر البيان أن ما وصفها “حالات هستيرية مشابهة” تصيب كييف في كل مرة عشية اجتماعات رعاتها في الناتو.
“إحباط محاولة اختطاف قاذفة استراتيجية”
وفي منطقة دونيتسك قرب جبهة القتال، أعلنت السلطات الأوكرانية أن “ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا” بعد الضربات الصباحية التي استهدفت مصنعاً، بحسب حاكم المنطقة.
وفي دنيبرو، سجلت السلطات العسكرية سقوط قتيل واحد وإصابة 6 آخرين.
وأشار رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال، إلى أن الروس أطلقوا “صواريخ كروز وصواريخ باليستية وصواريخ أرض جو، من طراز كينجال”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت هجمات على أهداف بقطاع الصناعات العسكرية وقواعد جوية في أوكرانيا.
وقالت موسكو إن ضرباتها جاءت رداً على هجمات على روسيا.
وصرحت وزارة الدفاع الروسية قائلة “هذا الصباح، رداً على محاولات نظام كييف لتدمير منشآت الطاقة والاقتصاد الروسية، نفذت القوات المسلحة لروسيا الاتحادية هجوما كبيرا بأسلحة دقيقة بعيدة المدى على منشآت خاصة بالصناعات العسكرية الأوكرانية وقواعد جوية للقوات المسلحة الأوكرانية”.
وأضاف بيان الوزارة “ضربنا الأهداف المحددة بنجاح”.
من جهته، قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لحدود أوكرانيا، فياتشيسلاف غلادكوف، إن مدنياً لاقى حتفه وأُصيب ثلاثة آخرون بعد أن استهدفت قذائف أوكرانية إحدى القرى.
وذكرت وكالات أنباء روسية، الإثنين، نقلاً عن المكتب الإعلامي لجهاز الأمن الاتحادي الروسي أن الجهاز أحبط محاولة أوكرانية لتدبير خطف قاذفة قنابل روسية استراتيجية من طراز تي.يو-22 إم3 إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الجهاز قوله إنه “تم الكشف عن تورط أجهزة استخبارات دول الناتو في إعداد وتنفيذ عملية الاختطاف”.
وأفادت الوكالة أن الاستخبارات الأوكرانية “حاولت تنفيذ عملية اختطاف القاذفة عبر التخطيط لتجنيد طيار عسكري روسي مقابل مكافأة مالية ومنحه الجنسية الإيطالية، وذلك مقابل تهريب القاذفة الاستراتيجية إلى أوكرانيا”.