“العالم كله رهينة الصراع على كرسي الرئاسة الأمريكية.. هل سيفوز ترامب أم يعزل جسدياً؟” – صحيفة رأي اليوم
في عرضنا للصحف اليوم نتناول مدى أهلية الرئيس الأمريكي جو بايدن للاستمرار في البيت الأبيض لدورة رئاسية ثانية في ضوء تقارير عن اعتلال صحته، والدروس التي يمكن للولايات المتحدة الاستفادة منها من نتائج الانتخابات في كل من بريطانيا وفرنسا، وما سيطرأ على العالم من مستجدات حال فوز دونالد ترامب بالرئاسة.
نبدأ الجولة من صحيفة رأي اليوم، ومقال لسالم العبيدي، حمل عنوان “العالم كله رهينة الصراع على كرسي الرئاسة الأمريكية.. هل سيفوز ترامب أم يعزل جسدياً؟”
ويرى الكاتب أن “هناك ما يكفي من الدلائل على أن دونالد ترامب سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا يمكن منع ذلك إلا من خلال وفاته المفاجئة أم التصعيد غير المسبوق للصراع سواء في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط أو حتى في المنطقتين في آن واحد مع الانخراط الحتمي للقوات المسلحة الأمريكية بشكل أو بآخر في هذه الصراعات”.
ويقول الكاتب إنه بفرض عودة ترامب للرئاسة، “فإن ذلك يتلاءم مع انتخابات التجديد للبرلمان الأوروبي وفي عدد من الدول الأوروبية”.
ويرى الكاتب أن الجناح اليميني في السياسة الأوروبية “يزداد قوة”، وهذا الجناح يُعد “حليفاً منطقياً” لترامب الذي يمثل الاتجاه التقليدي المحافظ في النخب الأمريكية.
ويشير الكاتب إلى أن “المشككين في الاتحاد الأوروبي سيسعون إلى نوع من المصالحة مع روسيا. تتناسب الدبلوماسية المكوكية التي يقوم بها رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، مع كل من الاتجاه اليميني الأوروبي وسياسة ترامب المحافظة”.
ويستنتج الكاتب أنه “يمكن الافتراض بالفعل أن الرئيس الجمهوري للولايات المتحدة سيفرض السلام في أوكرانيا بطريقته الخاصة”.
ويرى الكاتب أن “الإتجاه الآخر الذي يريد ترامب أن يحقق فيه نجاحاً دبلوماسياً هو الشرق الأوسط، تحديداً الكارثة التي تسببها العدوان الاسرائيلي على غزة”.
ويقول الكاتب إن فوز مسعود بزشكيان، الاصلاحي والمعتدل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مع وجود رئيس جديد في الولايات المتحدة يمثل “فرصة تاريخية لا بد أن يجرب كلا الرئيسين الاستفادة منها. ترامب سيرفع غصن زيتون آخر، وهذه المرة كصانع سلام في الشرق الأوسط. أما بزشكيان، فسيعمل على طمأنة الداخل الإيراني وتهدئة الجبهة الإقليمية لتحقيق استقرار نظام الجمهورية الإسلامية”.
“هل تحدي جو بايدن غطرسة أم قوة؟”
ننتقل إلى صحيفة التايمز البريطانية، ومقال كتبه ديفيد تشارتر، بعنوان “هل تحدي جو بايدن غطرسة أم قوة؟”
ويبدأ الكاتب مقاله: “يبدو أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن يحاول اللعب بأوراق منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، عندما اتصل ببرنامج تلفزيوني صباحي، وأبدى غضبه من “النخب”، مهاجماً استطلاعات الرأي وذلك في محاولة للتقدم في الاستطلاعات”.
ويشير الكاتب إلى أن بايدن خلال الاتصال بالبرنامج، “بدا حيوياً متحمساً وعالي التركيز”. مضيفاً “أن بايدن شن هجمات حادة على ترامب، وحدد أجندته بوضوح وكان متحدياً لخصومه ومنتقديه”.
ويتساءل الكاتب “هل كان بايدن يقرأ من أوراق مكتوبة؟” ويجيب: “من المستحيل معرفة ذلك لأنه لم يكن أمام الكاميرا”.
ويوضح الكاتب أن بايدن عادة ما يتعامل بصورة أفضل مع المذكرات المكتوبة، “حتى أن فريقه قام بإعداد أجهزة تلقين في كل مكان حتى في غرف الاجتماعات الصغيرة”.
ويرى الكاتب إن أداء بايدن كان أفضل عند الاتصال بالقناة، لذلك “سيراقب المشككون عن كثب” عندما يعقد مؤتمراً صحفياً في قمة الناتو.
ويتساءل الكاتب مجدداً، “هل يغامر فريق بايدن بالسماح للصحفيين بتوجيه أسئلة لم يتم الاتفاق عليها مسبقاً”؟
وينوه الكاتب، إلى أن مذيعة إذاعة فيلادلفيا التي أجرت مقابلة مع بايدن، أندريا لوفول ساندرز، “فُصلت من عملها بعد أن تبين أنها استخدمت الأسئلة التي قدمها البيت الأبيض”.
ويقول الكاتب إن بايدن يقاتل من أجل حياته السياسية داخل حزبه، وإن رفضه لملحوظات منتقديه واعتبارهم “نخباً” سيبدو متعجرفاً بالنسبة للديمقراطيين الذين شعروا بالذهول من أدائه في مناظرة سي إن إن.
وينوه الكاتب إلى أن تكتيك بايدن “يعكس أسلوب ترامب الذي يجيد تحويل كل نكسة يواجهها إلى حالة يبدو فيها كضحية”.
ويقول الكاتب إنه بينما يسعى بايدن إلى تحدي علامات التدهور المرتبطة بالعمر، فإن لديه ورقة رابحة واحدة، حيث لم يسبق لأي حزب أن قام بتبديل مرشحه للرئاسة في مثل هذا الوقت المتأخر من الاستعداد للانتخابات.
“دروس فرنسية وبريطانية يجب تعلمها”
ونختم الجولة من صحيفة الواشنطن بوست، ومقال لماكس بوت، بعنوان “دروس من الانتخابات الفرنسية والبريطانية لتعزيز الديمقراطية الأمريكية”.
ويقول الكاتب إنه لم يحدث شيء مفاجئ على الإطلاق في نتائج الانتخابات العامة البريطانية، فكما كان متوقعاً، فاز حزب العمال بأغلبية ساحقة، حيث حصل على 412 مقعداً مقابل 121 مقعداً لحزب المحافظين.
ويرى بوت، أنه في المقابل، كانت الانتخابات التشريعية الفرنسية يوم الأحد صادمة، فبعد أن احتل المركز الأول في الجولة الأولى من التصويت، تراجع حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) إلى المركز الثالث، خلف الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية وائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون، ولم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية. ويقول إنه ربما تواجه فرنسا الآن فترة من الشلل السياسي، لكن “هذا أفضل من البديل اليميني بقيادة مارين لوبان”، بحسب رأيه.
ويوضح الكاتب أنه قد لا يوجد تشابه دقيق بين التطورات السياسية في أوروبا وتلك التي تحدث في الولايات المتحدة، ولكن حدثت توازيات مذهلة في الماضي، وخاصة بين السياسة البريطانية والأميركية. فعلى سبيل المثال “كان النصر الشعبوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 نذيراً بانتصار دونالد ترامب الشعبوي، في حين كان انتخاب (الديمقراطي الجديد) بيل كلينتون في عام 1992 بمثابة نذير بانتخاب توني بلير وحزب العمال الجديد في عام 1997”.
ويقول بوت، إنه يمكن استخلاص بعض الدروس من نتائج الانتخابات البريطانية والفرنسية الأخيرة. ويقول إن أول هذه الدروس هي “ضرورة أن يعمل يسار الوسط ويمين الوسط معاً لإحباط المتطرفين”. وهذا بالضبط ما حدث في فرنسا.
ويشير الكاتب إلى أن اقتراب ترامب من العودة إلى السلطة “يشكل إدانة دامغة” ليس فقط للحزب الديمقراطي، “لترشيحه رئيساً ضعيفاً وغير قادر على التعبير عن نفسه يبلغ من العمر 81 عاما”، بل وأيضاً للجمهوريين المعتدلين “لفشلهم في بذل المزيد من الجهد لوقف ترامب”.
ويقول الكاتب إن الدرس الكبير الثاني هو جاذبية الوسطية والكفاءة كبديل سياسي للشعبوية.
ويرى بوت أن الدرس الثالث المستفاد “هو عدم الاستهانة بدور النمو الاقتصادي واتساع فجوة التفاوت في الدخل، وارتفاع معدلات الهجرة الدولية، والأثر المتبقي للتضخم على الرؤساء ورؤساء الحكومات الذين يسعون لإعادة انتخابهم”.
واستشهد الكاتب باستطلاع لمركز بيو للأبحاث هذا العام، إذ أظهر أن الرضا عن الآلية التي تعمل بها الديمقراطية، في الولايات المتحدة (فقط 31 في المائة) مقارنة ببريطانيا (39 في المائة) أو فرنسا (35 في المائة).
ويشير الكاتب، إلى أنه كان ينبغي أن يكون ذلك بمثابة ضوء أحمر ساطع، لحملة بايدن هذا العام، “حتى قبل كارثة مناظرة الرئيس”.
ويؤكد الكاتب “أنه في أعقاب المناظرة، يبدو من المرجح أن المزاج المناهض للإدارة الحالية سيؤثر على حظوظ الديمقراطيين بشكل عام، إذا لم يتمكن الحزب من العثور على مرشح أكثر إلهاماً”.
ويقترح الكاتب “نائبة الرئيس هاريس أو حاكم ولاية أو عضو مجلس الشيوخ لا ينخرط بالإدارة الحالية”.