أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بأيقونة الكتابة الأدبية الإفريقية “وولي سوينكا”

وهو يقترب من إتمام عقده التاسع وجد وولي سوينكا، أيقونة الكتابة الأدبية الإفريقية المُتوّج بجائزة نوبل للآداب سنة 1986، نفسه محتفىً به من قبل أكاديمية المملكة المغربية، اليوم الثلاثاء، في حفل جماهيري حضره أعضاء الأكاديمية وجمعية الكتاب الأفارقة “بّاوا”، إلى جانب أدباء مغاربة وطلاب جامعات حظوا بفرصة حضور واحدة من أبرز مظاهر الاعتراف المغربي بكتاب القارة.
وجرى الاحتفاء بعيد ميلاد الأديب النيجيري التاسع والثمانين خلال حفل احتضنته القاعة الكبرى لأكاديمية المملكة، حيث سلمه أمين السر الدائم للأكاديمية ذاتها درعاً خاصا نظير “تجربته الأدبية التي استمرت لعقود من الزمن، ناصر خلالها الإبداع بالقارة والحرية ونبذ العنصرية ضمن المكون الإفريقي، ما مكنه من نيل جائزة نوبل للآداب قبل حوالي 38 سنة”.
وفتحت أكاديمية المملكة وهي تحتفي بهذا الهرم الأدبي الباب أمام طلبة جامعات مغربية أدّوا بعضا من قصائد وولي سوينكا الخالدة أمام ناظريه، وهو الذي يقص السنة المقبلة شريط العقد العاشر من حياته، جزء كبير منها وهبه للإبداع الأدبي. ويتعلق الأمر بكل من الطالبات: أميمة بنعلي وضحى مستاتي عن جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، ونبيلة طلال ورقية صبري عن جامعة الحسن الثاني بالمحمدية، في حين أن نرجس بقالي وليناسوا ماهيرينيرنينا مثّلتا الجامعة الدولية للرباط.
قامة أدبية
بداية جلسة الاحتفاء بوولي سوينكا كانت مع كلمة عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، التي بسط خلالها مظاهر تفوّق سوينكا الأدبي من منطلق كونه “أبرز المساهمين في التفكير حول قضايا الإنسانية والقارة الإفريقية، وباعتباره كذلك قامة أدبية استثنائية تنحدر من جغرافيا استثنائية”.
وأكد الحجمري أنه “من المهم جدا إقامة مثل هذا الحدث الذي يهُم وولي سوينكا والإبداع الأدبي بإفريقيا على العموم، ما يندرج في إطار اهتمامات أكاديمية المملكة ومظاهر فتح المغرب أبوابه أمام مختلف المراجع الإفريقية الأدبية والثقافية، فضلا عن كونه لحظة من لحظات الاعتراف بالمبدعين ودفع مختلف الأجيال إلى التعرف على سوينكا”.
وعاد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة ليشير إلى أن الحائز على نوبل للآداب يظل “باحثا ومستثمرا في الثقافة والأدب، ومدافعا طيلة عقود تجربته عن الحرية ومناهضا للعنصرية والأبارتايد، ويربط إبداعيا بين الماضي والحاضر والمستقبل، إلى جانب الدفاع عن الكتابة الإبداعية والمبدعين على المستوى القاري”، معتبرا الشعر كـ”أهم العناصر في الحياة اليومية، بما يؤكد أهمية الاحتفاء بالمبدعين الأفارقة بمعية جمعية الكتاب الأفارقة”.
رجل استثنائي
من جهته أكد أوجين إيبودي، مدير كرسي الأدب الإفريقي بأكاديمية المملكة، أن “سوينكا رجلٌ استثنائي وكاتب كبير تأكدت قوته الأدبية بعدما حظي بجائزة نوبل للآداب سنة 1986، حيث يستحق كامل الاهتمام والتقدير، وهو ما تقوم به أكاديمية المملكة التي تشجع الإبداع وتعمل على تثمينه كلما تعلق الأمر بمبدعي القارة”.
وتابع إيبودي: “الكاتب الذي نتحدث عنه اليوم فتح الباب أمام الإبداع بالقارة، ومن الطبيعي جدا أن يكون من بيننا اليوم برحاب أكاديمية المملكة، خصوصا إذا ما استحضرنا الجوانب الفكرية التي يلامسها ضمن مؤلفاته وإصداراته الأدبية طيلة عقود من تجربته في هذا المجال، خصوصا عندما اشتغل على تيمات الحرية والسلطة بشكل إبداعي”.
وهو يتحدث بإسهاب عن الجوانب الإبداعية لشخصية سوينكا اعتبر مدير الآداب كرسي الأدب الإفريقي أن “نباهة وولي ظهرت كذلك عندما رحب بمشاركة مبدعين بهذا الحفل من أجل إتاحة الفرصة لهم، إذ إن هذا بحسبه يبقى تشاركا أدبيا بين المبدعين والطلبة ومثالا يخدم الإبداع”، لافتا إلى أن “الإنسانية تقتضي الاعتراف بهذه القامة الإفريقية”، وواصفا حدث اليوم بـ”الاحتفال برجل استثنائي برحاب أكاديمية استثنائية”.
قدوة للمبدعين
من منطلقه كأستاذ جامعي بالولايات المتحدة الأمريكية أثنى بيل إفندي على “مبادرة أكاديمية المملكة من أجل تنظيم هذا الحدث المهم الذي يحتفي بمسيرة وولي سوينكا في عيد ميلاده التاسع والثمانين”، فحسبه هذا “احتفاء بأحد أبرز أبناء القارة الإفريقية، بالنظر إلى كونه قائدا للأدب القاري وقدوة للمبدعين من الجيل الجديد”.
وأضاف إفندي: “كمهتمين بالشأن الأدبي بالقارة نعتبر أن سوينكا يبقى خزانا ثقافيا وإبداعيا وإنسانيا ومرجعا للمهتمين بالأدب على المستوى القاري؛ فهو مناصر للحقيقة وجدير باتخاذه كقدوة للإبداع”، مشيرا إلى أنه “من الجميل والمهم أن تقام مثل هذه التظاهرات بالمملكة، وهو ما يجب أن يشكر عليه كل من المغرب وأكاديمية المملكة”، ولافتا في الآن ذاته إلى أن “سوينكا يظل كذلك من أبرز أبناء القارة الذين أشادت قيادات سياسية عالمية بإبداعهم وبوضوحهم الأدبي ضمن أعمالهم المتعددة”.