أخبار العالم

ندوة توصي بأهمية الهجرة في التنمية


أوصت الجامعة الصيفية المغاربية، التي نظمتها منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، السبت، حول موضوع: “الشباب والهجرة”، بضرورة توفير فهم شامل للديناميكيات المؤثرة في الظاهرة واقتراح تدخلات سياسية مكتملة بصددها، وتقوية سبل الشفافية الاقتصادية والسياسية والقيمية.

وخلص هذا الملتقى العلمي إلى أهمية تعزيز ارتباط النخب المهاجرة الشابة بوطنها الأم واستثمار نشاطها الرقمي بما يخدم قضايا الشأن العام المغربي، واستحضار الخصوصية الاجتماعية والثقافية للمجتمعات عند القيام بدراسة سوسيولوجية حول الهجرة، وبخاصة على المستوى المنهجي وعلى مستوى تقنيات البحث، وسن استراتيجية متكاملة لاسترجاع الكفاءات المغربية ودعم عودتها إلى الوطن، وتعزيز التعاون بين القطاعات المعنية بالهدف نفسه، للاستفادة من الكفاءات والاختراعات والابتكارات لصالح الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والعلم.

كما أكدت المداخلات خلال الندوة على محاربة خطاب التمييز والصور النمطية التي تواجه المهاجر والنهوض بمختلف أشكال الإدماج السوسيو-اقتصادي، وتعزيز التعاون الدولي والمغاربي للحد من المخاطر التي تواجه المهاجرين وتيسير الهجرة الآمنة، وإرساء سياسات استباقية تأخذ بعين الاعتبار إمكانية وجود ترابط بين تغيرات المناخ والهجرة.

ومن توصيات الملتقى، ضرورة مضاعفة الجهود لتطبيق القانون الدولي الإنساني ومواجهة مختلف التحديات التي تعترض المهاجرين واللاجئين، ووضع دليل أكاديمي لتحديد المفاهيم المستعملة في ميدان الهجرة وضبط مضامينها بشكل موضوعي يخدم المصالح الوطنية للدول المعنية بالهجرة وصون حقوق المهاجرين بجميع أصنافهم، وتبني النهج الوقائي لتنظيم تدفقات المهاجرين واللاجئين عبر الحدود، بإرساء أسس التنمية المستدامة وإعلاء النهج السلمي لحل النازعات بين الدول.

وطالب باحثون وخبراء من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا بملاءمة التشريعات الوطنية مع القواعد الدولية الخاصة بالهجرة، وأنسنة السياسات الأوروبية لهذه الظاهرة بمراعاة ظروف الشباب المهاجرين ومراعاة استفادة بلدانهم منهم، وتوحيد الجهود على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من أجل تحقيق المقاصد من السياسات المتبعة في مجال الشباب والهجرة، وتخصيص الموارد والشروط اللازمة ضمن تصور استراتيجي للحد من نزيف هجرة العقول والكفاءات بالمغرب، والمنطقة المغاربية بشكل عام.

سن سياسات استراتيجية تحد من العوامل التي تدفع الكفاءات المغاربية إلى مغادرة أوطانها، وتضمين المنظور الجندري في السياسات والنهج المؤسسين لفهم واقع هجرة الكفاءات النسائية وبذل مجهود إضافي لجمع البيانات التي تتعلق بالمهارات العلمية، ومأسسة سياسة الجوار الأوروبي من خلال ترسيخ الندية ومبادئ الإشراك والمشاركة، مما يستوجب إحياء التكتل المغاربي قصد اجتناب تداعيات “جوار المخاطر”، وتثمين وتشجيع الجهود التي تقوم بها منظمة العمل المغاربي في سبيل رصد ومواكبة مختلف القضايا الهامة التي تهم المنطقة المغاربية والتحسيس بأهمية التعاون المغاربي رغم كل الصعوبات؛ توصيات أخرى لهذه الندوة.

وعن موضوع الندوة، قال إدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي: “اخترنا الهجرة والشباب نظرنا لما تطرحه هذه القضية من إشكالات، ولمقاربتها من زاوية ما تتيحه من فرص لهذه الفئة العمرية، من أجل تحقيق التنمية، وعلى مستوى المساهمة في استحضار تجارب أخرى تكون مفيدة للمجتمعات المغاربية، وما تطرحه هجرة الكفاءات من معضلات، والهجرة السرية التي أصبحت تودي بالكثير من الأرواح وتمزق أحلامهم”.

وأضاف لكريني، في تصريح للجريدة الإلكترونية هسبريس، أنه “بسبب النزاعات التي تشهدها القارة السمراء، تحولت عدد من الدول المغاربية من بلدان مصدرة للهجرة إلى أوطان مستقبلة لها، ولذلك نفتح نقاشا بناء يطرح مجموعة من التوصيات الكفيلة بالتعاطي العقلاني مع هذه الظاهرة، وعدم جعلها شماعة، خصوصا مع صعود اليمين المتطرف بأوروبا، بل ظاهرة إنسانية حرارية ساهمت في التنمية والتلاقح الثقافي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى