أخبار العالم

الموارد البشرية والمساطر الإدارية تؤخر افتتاح المسارح الجديدة الكبرى بالمغرب



“لماذا تبقى المسارح الجديدة المشيّدة بالمغرب مغلقة، رغم انتهاء الأشغال بها؟”، سؤال يبادر أذهان الكثيرين ممن يتابعون مسار هذه المنشآت الثقافية، التي تعوّل عليها المملكة لإنعاش العديد من القطاعات الحيوية.

في الدار البيضاء، لا يزال المسرح الكبير بساحة محمد الخامس “موصدا” أبوابه، رغم الانتهاء من الأشغال فيه، بعدما أعطى الملك محمد السادس انطلاقة أشغاله سنة 2014، بميزانية إجمالية وصلت إلى 1440 مليون درهم.

وأورد الموقع الرسمي لـ ” Casa menagement” أن ” المسرح الكبير بالدار البيضاء أحد أهم المركبات الثقافية ببلادنا والقارة الإفريقية، والعالم العربي”.

وأضاف المصدر ذاته أن هذه المنشأة الثقافية فضاء متعدد الاستعمالات مخصص لجميع فنون الخشبة: المسرح والرقص والموسيقى والمسرحيات الموسيقية. ويمكن لهذا المركز الثقافي استقبال تظاهرات وعروض ثقافية وفنية من الحجم الدولي على طول السنة.

وفي الرباط، لا يزال المسرح الكبير هو الآخر يراقب ضفتي وادي أبي رقراق، موصدا أبوابه، رغم انتهاء الأشغال فيه.

وفي مدن أخرى، لا تزال الأشغال جارية في مسارحها الجديدة، والمسرح الكبير بأكادير كان من المفترض الانتهاء منه هذه السنة؛ لكن الأشغال لا تزال متواصلة.

وقد وصل الغلاف المالي لهذا المشروع إلى 250 مليون درهم، وتم إطلاق أشغال إنجازه سنة 2022. وفي الناظور، لا تظهر مؤشرات عن مصير مشروع المسرح الكبير الذي تم الإعلان عنه أيضا سنة 2022.

وفي ماي المنصرم، جرى الحديث من خلال طلب عروض أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل حول بناء المسرح الكبير بفاس، والذي واجه تأخرا دام 3 سنوات.

وعودة إلى المسارح التي بقيت موصدة أبوابها رغم إعلان انتهاء الأشغال بها، أوضح هشام عبقري، مدير مديرية الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن المشكل بنسبة كبيرة “يتعلق بنقص الموارد البشرية المؤهلة في ميدان تسيير المسارح”.

وأضاف عبقري، في تصريح لهسبريس، أن “هذه المسارح تحتاج إلى موارد بشرية مختصّة في مجالات تقنية، وليس فقط على المستوى الإداري، وحاليا يغيب التكوين في هذا المجال بالشكل الكافي بالمغرب”، موضحا أن “مهندس الصوت أو الإنارة ومحافظي الإنارة هي مجالات تجسّد هذا النقص الحاصل في التكوين”.

وبيّن المسؤول ذاته أن الشخص الذي سيمرّ من التكوين في هذه المجالات التقنية يحتاج إلى شخص آخر مختص يقوم بتكوينه، مؤكدا أن “هذا الأمر يحتاج الكثير من الوقت، وهو بنسبة كبيرة ساهم في تأخير فتح هذه المسارح”.

وزاد: ” النموذج الاقتصادي هو أيضا يلعب دورا في مصير فتح هذه المنشآت الثقافية، التي من الضروري ستكون أهدافا اقتصادية بعد تشييدها، وبالتالي تحديد هذا الأمر أمر مهم”.

وعاد عبقري لمشكل الموارد البشرية الخاصة بتسيير المسارح، موردا أن “هذه المشاريع كان لزاما، منذ بدء انطلاقتها، أن يتم البدء في تكوين الموارد البشرية الخاصة بها، وليس حتى انتهائها، وبعد ذلك لا شيء”.

وبخصوص المسارح الأخرى التي لا تزال في طور التشييد، أكد مدير مديرية الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل أن “هذه المشاريع يتم الاشتغال فيها حاليا، وهي في طور الإنشاء”.

وأضاف أن ” تشييد المسارح لا يكون سهلا، خاصة أن مساطر البناء معقدة، ويتداخل فيها العديد من الفاعلين، وإذا حدث عطب في أحدهم يتوقف المشروع لمدة طويلة”، مؤكدا أن “المساطر هي السبب الأول في هذا التأخر”.

وشدد المسؤول ذاته على أن “بناء هذه المنشآت ليس مثل البنايات الخاصة، يتطلب العديد من المسارات، ومسرح الدار البيضاء يواجه بجانب عقبات الموارد البشرية تحديات المساطر وتداخلا كثيفا للفاعلين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى