الجفاف يهدد عشرات الهكتارات في جهة الشرق ..وخبير يقترح دورة ري تكميلية
يعاني فلاحو جهة الشرق، لا سيما في سهلي صبرة وكارت وضيعات العروي وتيزطوطين، من موجة جفاف قاسية، حرمتهم من دورات الري اللازمة والتكميلية لزراعاتهم، مما أدى إلى ضياع عشرات الهكتارات من مختلف المحاصيل، أبرزها العنب والشمندر السكري والحمضيات والفواكه.
ويُعاني الفلاحون في هذه المنطقة من نقص حاد في المياه، حيث انخفضت مستويات مياه الآبار بشكل كبير، بينما لا تتوفر بدائل كافية مثل تحلية مياه البحر أو استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، ما يضطر العديد من الفلاحين إلى خوض أشكال احتجاجية، كان آخرها خروج مجموعة منهم في مسيرة بالجرارات وسط مدينة زايو في اتجاه منبع “سقاية سيدي عثمان”.
وفي تصريح لهسبريس، قال عبد الغني، مالك ضيعة ضواحي مدينة الدريوش: “فقدت هذا العام أكثر من نصف محصولي بسبب الجفاف. لقد حاولتُ ترشيد استهلاك المياه، لكن في غياب دورات الري الكافية لم أتمكن من الحفاظ على المحصول”.
وأَضاف: “حسب علمنا، هناك كميات كافية من المياه في السدود المجاورة لتغطية دورة ري تكميلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل، لكن المسؤولين عن التوزيع لا يستجيبون لنداءاتنا إلى الآن”.
وقال كمال أبركاني، أستاذ بالكلية متعددة التخصصات التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة خبير في مجال الزراعة، إن “أغلب المتضررين من أزمة غياب دورات الري هم منتجو العنب الصنف الطويل، الذي تبلغ مساحة زراعته ما بين 1500 و2000 هكتار في إقليمي الناظور والدريوش”.
وأضاف أبركاني، ضمن تصريح لهسبريس، أن “فلاحي المنطقة استفادوا في السابق من دورات مياه السقي، غير أنه لاستكمال الإنتاج تحتاج المحاصيل دورة ري تكميلية”، مشيراً إلى أنه “بينما يتمكّن الفلاحون الكبار من سقي محاصيلهم بمحطات تحلية المياه الجوفية (تقليل الملوحة)، فإن الفلاحين الصغار والمتوسطين لا طاقة لهم لتوفير هذه المحطات”.
هذه الآبار، وفق الأستاذ الجامعي ذاته، “تراجعت بدورها إلى مستوى مقلق، كما أن حجم الملوحة بها يصل إلى ما بين 5 و8 غرامات، ما يعني أنها مياه غير صالحة للأشجار المثمرة دون تحلية، أهمها العنب المعروف بعدم مقاومته للملوحة”.
وأفاد الخبير في الميدان الزراعي بأن “الأشجار المثمرة لا تستهلك مياها كثيرة”، مقترحاً منح دورة ري تكميلية وتوزيعها بشكل معقلن لإنقاذ محاصيل هذه السنة، على أساس التفكير في حلول استباقية للسنة المقبلة.
وذكّر أبركاني بمشروع عصرنة وتحديث شبكة توزيع مياه الري وتحويلها إلى نظام الري بالتنقيط في سهل كارت، بتكلفة تفوق 885 مليون درهم، الذي يمكن أن ينهي، إلى جانب مشروع محطة تحلية مياه البحر بالناظور وتعلية السدود، إشكال الإجهاد المائي.