الانتخابات الرئاسية الأمريكية: الرئيس بايدن لا يدرس الانسحاب من السباق الرئاسي
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن “لن ينسحب على الإطلاق” من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
يأتي ذلك في ظل تصاعد الضغوط على الرئيس الديموقراطي المخضرم في أعقاب أدائه الذي وصف بـ”الكارثي” في مناظرة أمام الرئيس السابق، دونالد ترامب، وهو أداء دفع بعض الديموقراطيين، بمن فيهم شخصيات بارزة في الحزب مثل نانسي بيلوسي، للسؤال عن صحة بايدن العقلية، فيما برزت مطالبات بانسحابه من السباق الرئاسي حتى لو كانت هذه الدعوات لا تزال حتى الآن مقتصرة على قلة من البرلمانيين غير معروفين.
وقالت جان بيير إن “سجل عمل بايدن هو خير مثال على قدرته على مواصلة قيادة البلاد”.
وأكملت المتحدثة باسم البيض الأبيض بالقول: “مستمرون في البناء على سجل الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية، والرئيس بايدن أكد استمرار حملته بجانب نائبته هاريس ورفض أي دعوات لتنحيه عن السباق”.
وأضافت أن الرئيس كان “واضحا” و”لا يزال في السباق”، على الرغم من الإشارة إلى أنه “لم يخضع لأي فحوصات طبية منذ فبراير/شباط الماضي.
وكان بايدن ونائبته، كامالا هاريس، قد أجريا اجتماعا بالهاتف، يوم الأربعاء، مع جميع الموظفين بشأن حملة إعادة انتخابهما، وفقا لمصدر مطلع، حسبما أفادت شبكة سي بي إس الأمريكية الشريكة لبي بي سي.
ونقل المصدر عن بايدن قوله: “أنا مستمر في هذا السباق حتى النهاية وسنفوز، لأنه عندما يتحد الديمقراطيون، نفوز دائما. وكما تغلبنا على دونالد ترامب في عام 2020، سنهزمه مرة أخرى في عام 2024”.
وقالت هاريس: “لن نتراجع، سنتبع خطى رئيسنا، سنناضل وسننتصر”.
وردا على سؤال عما إذا كان هناك أي شيء من شأنه أن يغير رأي بايدن بشأن انسحاب حملته الانتخابية، قالت المتحدثة: “لا أستطيع أن أطرح شيئا من شأنه أن يغير رأي الرئيس، لقد كان واضحا للغاية أنه مستمر في السباق الرئاسي”.
وأضافت أن بايدن يمضي قدما في حملته، وقالت إن أي شيء يُقال خلاف ذلك هو “محض كذب”.
يأتي ذلك بعد أداء بايدن الذي وُصف بـ”المهتز” خلال مناظرة مؤخرا أمام ترامب، والذي ظهر فيها بايدن متلعثما وبصوت أجش، وبعض الإجابات التي كان من الصعب متابعتها، الأمر الذي أثار مخاوف لدى بعض الديمقراطيين.
“قلق متزايد”
وتفاقم القلق بعد استطلاع رأي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” في أعقاب المناظرة الأخيرة، والتي أظهرت تقدم ترامب على بايدن، بنسبة 49 في المئة مقابل 43 في المئة من الناخبين المحتملين.
على الرغم من الشائعات، قال ديمقراطيون بارزون إنهم يدعمون بايدن كمرشح لهم في مواجهة ترامب، 78 عاما، في السباق الرئاسي الأمريكي.
وفي الكونغرس يرى مشرعون أن احتمالات سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب والتمسك بمجلس الشيوخ والعودة إلى البيت الأبيض تتلاشى، قبل أربعة أشهر من انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء.
كما أظهرت استطلاعات رأي أخرى أجرتها مؤسسة “أوبن لابس” غير الهادفة للربح، في أعقاب المناظرة، أن ولايات نيو هامبشاير وفيرجينيا ونيو مكسيكو، وجميعها ولايات آمنة من حيث التصويت لصالح بايدن، أصبحت الآن في صالح ترامب.
وإدراكا منه للقلق المتزايد في الحزب، كان بايدن قد قرر عقد اجتماع مع جميع حكام الولايات الديمقراطيين الـ 23 مساء الأربعاء.
واستشهد الرئيس بالإرهاق كتفسير جديد لأدائه السيئ في المناظرة، قائلا إنه لم يكن من الحكمة السفر “حول العالم عدة مرات” قبل المناظرة وأنه “كاد أن يغفو على المسرح”.
بيد أنه عاد إلى الولايات المتحدة منذ نحو أسبوعين وقضى يومين في الاسترخاء وستة أيام في التحضير للمناظرة.
وقالت صحيفة التايمز إن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الرئيس وجدوا أن تشوشه العقلي “يتزايد بشكل متكرر وأكثر وضوحا وأكثر إثارة للقلق”.
كما بدأ المشرعون الديمقراطيون في الكشف عن شكوكهم علنا، وقال اثنان منهم يوم الثلاثاء إنهما يتوقعان خسارة بايدن أمام ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، ودعا آخر إلى انسحابه من السباق كلياً.
وكتب المحلل السياسي والناقد البارز لترامب، بيل كريستول، يوم الأربعاء، في مجلة “ذا بولوورك” الأمريكية المحافظة: “القضية الأساسية بالطبع ليست الحملة الانتخابية، وليست عائلة بايدن، وليست حتى مناظرة الأسبوع الماضي. القضية هي إمكانية الرئيس ليكون رئيساً، ليس لبضعة أشهر أخرى، بل لأربع سنوات أخرى”.