“الانتخابات المبكرة في فرنسا: عندما أصبح ما لا يمكن تصوره ممكنا” – الغارديان
في جولتنا للصحف اليوم نتناول نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا وصعود اليمين المتطرف، وأوجه الشبه بين ترامب ونتنياهو، وتراجع الديمقراطية في الولايات المتحدة وأوروبا.
نبدأ من صحيفة الغارديان البريطانية، حيث هيمنت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا، التي أسفرت عن تقدم اليمين المتطرف، على افتتاحيات الصحف البريطانية. ونتناول في عرضنا للصحف افتتاحية صحيفة الغارديان، التي جاءت بعنوان ” الانتخابات المبكرة في فرنسا: عندما أصبح ما لا يمكن تصوره ممكناً”.
وتقول الصحيفة إنه إذا كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لا يزال يعقد الآمال في أن قراره بإهداء مارين لوبان، زعيمة حزب “التجمع الوطني” اليميني المتشدد، انتخابات برلمانية مبكرة سيؤتي ثماره، “فمن المؤكد أن هذه الآمال تبددت الآن”.
وتقول الصحيفة إن “ماكرون راهن بتهور” على أن مستويات الدعم التاريخية لحزب التجمع الوطني سوف تتلاشى بمجرد أن يواجه الناخبون المحتجون احتمال تشكيل حكومة يمينية متطرفة لأول مرة في تاريخ ما بعد الحرب، “لكن تلك المقامرة لم تفلح”.
وتضيف أن نسبة المشاركة العالية في الجولة الأولى يوم الأحد أدت إلى فوز حزب الجبهة الوطنية بشكل مريح بالمركز الأول بنسبة 33.1 في المئة من الأصوات، وهذه هي المرة الأولى التي يخترق فيها الحزب الذي أسسه جان ماري لوبان حاجز الـ20 في المئة في الانتخابات التشريعية.
وتقول الصحيفة إنه مقارنة بذلك حصلت الجبهة الشعبية الجديدة التي تم تجميعها على عجل، والتي تضم قوى اليسار، على 28 في المئة من الأصوات. وجاء ائتلاف “معاً” الوسطي الذي يتزعمه ماكرون في المركز الثالث بنسبة 20.8 في المئة.
وتقول الصحيفة إنه في السنوات الأخيرة، “قامت لوبان بمهارة بإعادة تسمية حزب والدها وتطبيعه، وإبعاده عن جذوره المعادية للسامية والفاشية الجديدة، واستهداف استياء العمال في المناطق المحرومة اقتصادياً”.
وترى الصحيفة أنه خلال الحملة الانتخابية الحالية، بدأ بارديلا في التراجع عن التزامات الإنفاق الكبيرة التي من شأنها أن تخيف الأسواق، ولكن “روح الحزب الاستبدادية العميقة الكارهة للأجانب، وهو سبب وجوده التاريخي، لم تتغير”.
وتقول الصحيفة إن خطط حزب التجمع الوطني الرامية إلى استبعاد مزدوجي الجنسية من المهن الحساسة، في بلد يضم واحداً من أكبر تعداد الأقليات العرقية في أوروبا، تشير إلى “مشروع سياسي يسعى إلى تهميش ووصم المواطنين المولودين في فرنسا من غير البيض”.
وترى الصحيفة إن القانون المطروح لمكافحة “الإيديولوجيات الإسلامية” واقتراح حظر الحجاب في الأماكن العامة يكشفان إلى أي مدى “تتصدر كراهية الإسلام أجندة ثقافية إقصائية”.
وترى الصحيفة إنه على نطاق أوسع، فإن الحكومة التي يقودها حزب الجبهة الوطنية، “سوف تسعى إلى تقويض قيم الاتحاد الأوروبي من الداخل، باسم القومية المعادية للمهاجرين”.
“قوة من لا مبادئ لهم”
وننتقل إلى صفحة الرأي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ومقال لنيهيميا شتراسلر، بعنوان “بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب: قوة من سياسيين بلا مبادئ يعملان ضد الديمقراطية”
ويقول الكاتب إنه من المثير للدهشة أنه من بين 340 مليون مواطن أمريكي، تمكنت أعظم قوة عظمى على وجه الأرض من اختيار مرشحين “غير مؤهلين” للرئاسة: أحدهما “بلا مبادئ” والآخر “مشوش”.
ويقول الكاتب إنه يمكن لأي شخص أن يشعر بالقلق البالغ عندما يدرك أن الشخص المسؤول عن الزر الأحمر النووي سيكون إما “بلا مبادئ وغير مسؤول وكاذباً بشكل مرضي، أو رجلاً تغلب عليه الشيخوخة”.
ويشير الكاتب إلى أنه خلال مناظرتهما الأولى الأسبوع الماضي، كان الفوز لترامب. ويقول الكاتب “كذب دونالد ترامب إلى ما لا نهاية واختلق الحقائق، ولكن في هذا العالم الجديد الذي نعيش فيه، الحقيقة لا تعني شيئاً”.
ويرى أنه على النقيض من ذلك، “ظهر بايدن كشخص نزيه وحسن النية. قال الحقيقة، لكنه بدا متعباً،كان مرتبكاً، ومتلعثماً، ويتحدث ببطء وبصوت أجش، وكان أحياناً يجد صعوبة في إكمال جملة واحدة”.
ويرى الكاتب “أنه من الصعب على الشخص العادي أن يهزم من يفتقر إلى المبادئ، على حد قوله”.
ويضيف أنه “من الصعب الصمود في وجه طوفان الأكاذيب، وهذا هو بالضبط سر سلطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، الذي يصفه أيضا بأنه “بلا مبادئ”.
ويقول الكاتب إن نتنياهو “يعمل ضد الديمقراطية، ويحرض ضد وسائل الإعلام والمحاكم والأوساط الأكاديمية واليسار”.
ويبين الكاتب أن نتنياهو مثل ترامب، “لا يواجه نتنياهو مشكلة في التقلب، وقبل انتخابات عام 2009 قال: (سوف نسقط حكم حماس الإرهابي). ولكن عندما انتخب رئيسا للوزراء، فعل العكس تماما، وعزز حماس وحرص على تحويل مئات الملايين من الدولارات إليها، التي استخدمتها بعد ذلك لحفر الأنفاق والحصول على أسلحة لاستخدامها ضدنا”.
ويضيف أنه في الأسبوع الماضي، سلمت لجنة التحقيق الوطنية في شراء الغواصات رسالة تحذيرية شديدة اللهجة إلى نتنياهو، كتبت فيها أنه “يعرض الأمن القومي للخطر ويضر بعلاقات إسرائيل الخارجية ومصالحها الاقتصادية”. ويقول إن هذا “اتهام قاس وغير مسبوق، ويتطلب استقالة فورية”.
“تفكك ديمقراطية الغرب”
وننتقل إلى صحيفة القدس العربي اللندنية، ومقال لعمرو حمزاوي، بعنوان “كيف تتفكك ديمقراطية الغرب في السياسة الداخلية؟”
ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية تواجه أزمة حادة تتمثل في “العصف المنظم بالفكرة الديمقراطية وقيمها” ويأتي ذلك “في تداعيات بالغة الخطورة ترتبط بصعود القوى والتيارات المتطرفة التي تريد تجاوز النموذج الديمقراطي في إدارة شؤون المواطنين والمجتمعات والدول”.
ويضيف أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في فرنسا تظهر ذلك مجدداً.
ويرى الكاتب إن ما يصفه بأنه “انتكاسات سيادة القانون” تتواصل بسبب “نزعة الحكومات المنتخبة في الغرب الأمريكي والأوروبي للتغول أمنياً واستخباراتياً على المواطن وإخضاعه جهراً أو سراً لصنوف مختلفة من المراقبة الدائمة”.
ويضيف الكاتب أن الديمقراطية في الولايات المتحدة وأوروبا “تستبعد قطاعات شعبية واسعة، بعضها مؤطر داخل النقابات العمالية والمهنية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، من عمليات صناعة القرار العام والسياسات العامة”.
ويبين الكاتب أن الديمقراطية تمتهن “بغابات من الأسوار والحواجز المشيدة تارة بأدوات قانونية وسياسية وتارة أخرى بأدوات بيروقراطية وإجرائية للفصل بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة وبين المواطنات والمواطنين”.
ويوضح الكاتب أن “هيمنة النخب والمصالح الكبرى على المؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة، والاستعلاء الصارخ في التعاطي مع المواطن ودوره في صناعة القرارات” أمور تفت في عضد الديمقراطية الغربية.
ويضيف أن المواطنين في الغرب صاروا يواجهون “الفجوات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية بين الأغنياء وميسوري الحال وبين الفقراء ومحدودي الدخل والضعفاء من المهاجرين غير الشرعيين”. وتتزايد تلك الفجوات بسبب “انقلاب العدد الأكبر من الحكومات الغربية على سياسات الرفاه وتخليها عن الكثير من مكونات وإجراءات العدالة الاجتماعية”.
ويقول الكاتب أيضا إن “النخب الحزبية والسياسية والإدارية ومعها المصالح الاقتصادية والمالية تفرض قبضتها على المجال العام عبر حقائق الثروة والنفوذ والملكية الخاصة لوسائل الإعلام ودور النشر وغيرها”.