أخبار العالم

حزب العمال يعد البريطانيين بتغييرات



يسعى حزب العمال، الذي يتصدر استطلاعات الرأي، إلى تجسيد التغيير في المملكة المتحدة بوضع حد لـ 14 عاما من حكم المحافظين، وذلك بعد الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من يوليوز الجاري.

وعلى غرار زعيمه كير ستارمر تجنب حزب العمال بعناية اللجوء إلى الإثارة خلال الحملة الانتخابية التي بدأت أواخر ماي. وباستثناء بعض الهجمات خلال المناظرة التلفزية الأخيرة ضد منافسه، رئيس الوزراء ريشي سوناك، التزم ستارمر بخطاب معتدل ووعود “قابلة للتحقيق”.

ومنذ بداية الحملة كان الحزب المعارض واضحا بأنه لا يملك “عصا سحرية” لتغيير البلاد. وقال كير ستارمر منذ البداية: “الناس بحاجة إلى الأمل، ولكن إلى أمل واقعي”.

وكانت هذه الإستراتيجية مثمرة بشكل عام، إذ تجنبت حملة حزب العمال العثرات، ما سمح له بالحفاظ على تقدم واسع في استطلاعات الرأي. ويقترح حزب العمال اليوم “الاستقرار” كحل للسنوات من “الفوضى السياسية” التي تميزت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجائحة كوفيد، والقيادة المتذبذبة لبوريس جونسون، ثم الولاية قصيرة المدى لليز تراس.

وعند التعليق على المشهد السياسي البريطاني خلال السنوات الأخيرة قال ستارمر، الذي اختار “التغيير” كشعار لحملته، على صفحات “الفايننشال تايمز”، إن شعاره كان يمكن أن يكون بسهولة “جعل بريطانيا جدية مرة أخرى”.

ويبدو أن الناخبين البريطانيين يميلون إلى إعطاء فرصة للمدعي العام السابق البالغ من العمر 61 عاما، حتى وإن كان حزبه يخطط لزيادات في الضرائب تصل إلى 8.6 مليارات جنيه إسترليني سنويا بحلول 2028-2029، لكل من المدارس الخاصة وشركات قطاع النفط وبعض فئات غير المقيمين الضريبيين.

ويقول الحزب إن الضرائب الجديدة ستستخدم لحل أزمة نظام الصحة العامة، من خلال إنشاء 40 ألف موعد إضافي أسبوعيا لتقليص قوائم الانتظار المتزايدة باستمرار. وعلى النقيض، يعد حزب العمال بعدم زيادة المساهمات الاجتماعية، وضريبة الدخل، أو ضريبة الشركات، وكذلك ضريبة القيمة المضافة، ما يوفر الحماية لكل من العمال والشركات.

وهذا الاختيار ليس عرضيا بالنسبة لكير ستارمر، الذي منذ توليه قيادة العمال في 2020 بذل جهدا لإقناع رجال الأعمال والناخبين بأن خلق الثروات كان “الأولوية الأولى” له، مع التأكيد على أنهم يمكنهم الوثوق بحزبه لإدارة المالية العامة.

وفي ما يتعلق بالهجرة، وعد ستارمر، مثل المحافظين، بخفض عدد الوافدين دون تحديد هدف رقمي. ومع ذلك لم يترك مجالا للشك في أنه يخطط للتخلي عن مشروع الترحيل المثير للجدل للمهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا.

وبخصوص البيئة يريد ستارمر أن يكون أكثر طموحا من المنافسين بوعده بحظر السيارات الجديدة ذات المحركات الاحتراقية في أفق العام 2030 بدلا من 2035؛ لكن مشروعه الأكثر طموحا يبقى بلا شك إنشاء شركة “GB Energy”، وهي شركة استثمارية “سيملكها دافعو الضرائب” وتستثمر في الطاقة النظيفة.

وستوفر الشركة، التي سيكون مقرها في أسكتلندا، وهي منطقة إستراتيجية للانتخابات المقبلة، “عدد كبير من الوظائف الجيدة والمستدامة في مجال الطاقة المتجددة”، وفقا لزعيم العمال.

وإذا اختار الناخبون كير ستارمر رئيسا جديدا للوزراء فسيكون عليه إعادة المملكة المتحدة إلى المسار الصحيح، وهي مهمة صعبة لا تبدو أنها تثير قلقه، إذ يقول إن برنامج حزب العمال الانتخابي لا يستند إلى الأمل فقط، بل “إنه عبارة عن مجموعة من المشاريع الملموسة”، وزاد: “أنا مقتنع بأننا نستطيع تعديل مسار البلاد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى