جامعة الدول العربية: “التصريحات حول حزب الله فُسّرت في غير سياقها الصحيح” – حسام زكي
قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول، إن تصريحاته حول عدول الجامعة عن وصف حزب الله بأنه منظمة إرهابية، “فُسرت في غير سياقها الصحيح”.
وأوضح في تصريح صحفي نقله موقع صحيفة الأهرام المصرية، أن “هذا لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة علي سلوك وسياسات وأفعال ومواقف حزب الله، ليس فقط داخلياً وإنما إقليمياً ايضاً”.
وأشار السفير زكي في حديثه إلى قرار الجامعة العربية الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، فيما عدته بعض الصحف تراجعاً عن تصريحاته السابقة، الأمر الذي رفض زكي التعليق عليه، مؤكداً لبي بي سي أنه “يكتفي” بالتصريح الأخير.
وتنص الفقرة التي أشار إليها الأمين العام المساعد على “الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية، بما في ذلك إلى أي ميليشيات أو مجموعات مسلحة غير نظامية” واصفاً ذلك بأنه “قرار معتمد بإجماع الدول الأعضاء”.
جاء ذلك في تصريح صحفي سابق للسفير حسام زكي، لقناة القاهرة الإخبارية المصرية، وذلك عقب زيارته العاصمة اللبنانية بيروت، أوضح خلاله أن هناك توافقاً بين أعضاء الجامعة على عدم استخدام صيغة “إرهابي” في وصف حزب الله حالياً، بعد أن كانت مستخدمة في قرارات الجامعة لثماني سنوات.
وقال زكي في تصريحه السابق إن إلغاء تصنيف حزب الله “فتح الطريق أمامنا للتواصل باعتبار أن هذه التسمية لم تعد موجودة”، بعد قطع التواصل مع حزب الله، مؤكداً أن الجامعة العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية بالمعنى المُتعارف عليه.
“لم يكن هناك قرار أصلاً”
في مارس/أذار عام 2016، صنف وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون الخليجي حزب الله منظمة إرهابية، متهمين الجماعة اللبنانية بزعزعة الاستقرار في المنطقة، في خطوة تحفظ عليها لبنان والعراق.
وقال محمد بن مبارك سيار، وكيل وزارة الخارجية البحرينية، الذي كانت تترأس بلاده دورة الجامعة العربية في ذلك الوقت: “يوجد عندنا قرار صادر من مجلس الجامعة يتضمن تسمية حزب الله إرهابي… مع تحفظ لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر”.
ومع ذلك، أكد السفير حسام زكي أنه “لم يكن هناك قرار أصلاً” يحمل رقماً معيناً أو صيغة معينة ضمن قرارات الجامعة العربية” بشكل قانوني كما هو معتاد في القرارات الرسمية للجامعة.
وفي حديث خاص لبي بي سي، قال زكي إن الوصف جاء “في إطار قرار بشأن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية”، مضيفاً أن ذلك حدث “بدون أن يكون هناك قرار أو تصنيف أو قائمة منظمات إرهابية”.
وأضاف أنه “حينما كان يشار [في القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية] إلى حزب الله، كان يُقرن حزب الله بمسمى الإرهابي”، مضيفاً أن ذلك كان “سائداً” منذ عام 2016 وحتى عام 2023.
وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية أنه خلال القمة العربية الثانية والثلاثين التي عقدت في السعودية في عام 2023 والتي عرفت بقمة جدة، “حدثت تغييرات في قرار إيران عقب الاتفاق السعودي الإيراني، وبالتالي جرى عدد من التعديلات، من بينها عدم الإشارة إلى حزب الله بالإرهابي”.
وأشار السفير حسام زكي إلى أن “القرار الخاص بإيران لم يعد قائماً بعد حل اللجنة، نتيجة تطورات إقليمية عديدة” وذلك في قمة البحرين التي عقدت في مايو/أيار الماضي.
وأكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التكليف الصادر للأمين العام المساعد السفير حسام زكي بزيارة لبنان موفداً شخصياً من جانبه للتواصل مع القوي السياسية اللبنانية كافة “هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة بشأن التضامن مع لبنان وتكليفها للأمين العام في هذا الخصوص”.
تأتي الخطوة العربية في ضوء التطورات الإقليمية والمخاوف من توسع الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ تسعة أشهر لتشمل لبنان.