أخبار العالم

خبير يقارن قدرات جيشي المغرب وإسبانيا



في الآونة الأخيرة، أثار قيام المملكة المغربية بعقد عدد من الصفقات لشراء أسلحة مختلفة، برية وجوية وبحرية، اهتمام الجارة إسبانيا، وباتت مجموعة من مؤسسات الدراسات في هذا البلد الأوروبي تجري مقارنة بين قوة البلدين في المجال العسكري.

جوزيب باكيس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برشلونة عضو المؤسس لمجموعة دراسات الأمن الدولي متعاون مع المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية (مركز الأبحاث التابع لوزارة الدفاع الإسبانية)، قام في السنوات الأخيرة بنشر تحليلات متعمقة حول حالة وتطور القوة العسكرية المغربية في البر والبحر والجو.

يرى هذا الخبير أن احتمال نشوب نزاع مسلح بين إسبانيا والمغرب بعيد، وشرح في حوار مع صحيفة “الكونفيدونسيال” تفاصيل المقارنة بين القوات المسلحة الإسبانية ونظيرتها المغربية، في المجالات العسكرية الرئيسية الثلاثة: البرية والبحرية والجوية.

وقال باكيس إن “الجيش الأكثر مساواة بين إسبانيا والمغرب هو الجيش البري”، مشيرا إلى أنه في حالة نشوب حرب بين البلدين، فإن إسبانيا “يمكن أن تعاني من خسارة القوات في هذا المجال”.

وأضاف جوزيب باكيس أنه فيما يهم القوات البرية، فإن الجيش المغربي يتمتع بأفضل الموارد والظروف في مختلف الفئات، متابعا بأن “الجانب الذي سبق ذكره، والذي يلفت الانتباه الأكبر، هو شراء دبابات أبرامز المدرعة”، موردا أن “المغرب يضاعفنا في السيارات المدرعة، حيث إن الجار الجنوبي لديه حوالي 400 دبابة أبرامز مقارنة بـ 219 دبابة ليوبارد التي يمتلكها الجيش الإسباني”.

وأوضح باكيس أنه “ليست دبابات أبرامز هي السيارات المدرعة الوحيدة في المغرب، التي حصلت أيضًا على الكثير من المواد الصينية، إذ تمتلك المملكة ما لا يقل عن خمسين دبابة صينية من طراز VT-1، وهي نسخة معدلة من الدبابة الروسية T90”.

وقال الخبير ذاته إن “الوضع في المدفعية مختلف جدا”، وشرح أن “في المدفعية، المغرب يضاعف إسبانيا، لأن إسبانيا نامت في السنوات الأخيرة”، وعلق بالقول: “نحن سيئون للغاية بهذا المعنى”.

وحسب المصدر ذاته، تمتلك المملكة العلوية في مدفعيتها مدافع هاوتزر ذاتية الدفع عيار 155 ملم، طراز M-109، التي تمتلكها إسبانيا أيضًا مع أنظمة المدفعية الميدانية المتكاملة، لكن بأعداد أقل.

وتابع: “في المدفعية الصاروخية ذاتية الدفع، لدينا مشكلة، نظرا لأن المغرب عزز نفسه، خاصة مع الكثير من المواد القادمة من الصين، مثل MRLS (نظام إطلاق الصواريخ المتعددة)، والمركبات المدرعة ومتعددة الدفع وذاتية الدفع، وأنظمة إطلاق الصواريخ، التي هي أيضًا تضاعف نطاق المدفعية الإسبانية بمقدار أربعة أضعاف”.

وقدم الخبير الإسباني تفسيرًا محتملاً مفاده أن إسبانيا لم تستخدم المدفعية في البعثات الدولية التي شاركت فيها في العقود الأخيرة، وربما لهذا السبب لم يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لها.

وفيما يتعلق بالقوات البرية المتنقلة، فإن وصول الأباتشي إلى الجيش المغربي سيغطي النقص الذي سيعانيه فيما يتعلق بقدرات مروحيات النمر الإسبانية.

وخلص باكيس إلى أن إسبانيا والمغرب سيكونان متساويين للغاية من حيث القوات البرية، على الرغم من أن المغرب يتمتع بمزايا في نقاط مهمة للغاية مثل السيارات المدرعة.

في المقابل، أشار الخبير الإسباني إلى أن “التوازن على الأرض سيصبح غير متوازن في الجو، وخاصة في البحر، وفي كلتا الحالتين لصالح إسبانيا”.

وأوضح الأستاذ من جامعة برشلونة أن “التفوق الجوي الذي كانت تتمتع به إسبانيا ضد المغرب كان كبيرا للغاية، لكن طائرات إف-16، المزودة برادارات وصواريخ جيدة جدا، غطت هذا الفارق جزئيا”.

وأشار باكيس إلى أن “المغرب لديه 23 طائرة من طراز F-16 مجهزة تجهيزًا جيدًا، ويخطط لدمج 25 طائرة أخرى”.

الشيء المهم هو أنه “على الرغم من أنه لم يكن من الممكن حتى مناقشة التفوق الجوي الإسباني قبل بضع سنوات، إلا أن طائرات F-16 التي اشتراها المغرب من الولايات المتحدة تجعل هذا التفوق موضع تساؤل”، يقول المتحدث ذاته.

وختم باكيس بأنه “في البحر، يكون الفرق هائلاً “، مستدركا: “صحيح أن المغرب اتخذ خطوات للحصول على قوة بحرية حقيقية في أعالي البحار تتجاوز مراقبة سواحله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى