أخبار العالم

خبراء يقللون من تأثير البوليساريو على موريتانيا في قضية الصحراء المغربية



رصد مراقبون تحركات مكثّفة لجبهة البوليساريو في موريتانيا، قبل يوم واحد على إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة غدا السبت، بغرض التأثير، بحسبهم، على المسار الانتخابي لهذا البلد الذي تربطه علاقات متنامية مع المغرب.

يأتي ذلك في وقت يشهد فيه “نزاع الصحراء” تصعيداً من جانب الجبهة الانفصالية بدعم من الجزائر، وذلك رداً على التأييد المتزايد على المستوى الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها المملكة.

في هذا السياق، عدّد حسن رامو، أستاذ بحث بجامعة محمد الخامس بالرباط عضو مركز إشعاع للدراسات الجيو-سياسية والاستراتيجية، دلائل ورسائل هذه التحركات، التي وصفها بـ”محاولة للارتزاق الانتخابوي بتوظيف أو وعد بتوظيف المحتجزين المغاربة في مخيمات تندوف في التصويت لبعض الأطراف الموريتانية بغرض التأثير على الانتخابات”.

واعتبر رامو، في حديث لهسبريس، أن هذا التوظيف “يبقى هامشيا من حيث العدد، باعتبار الكتلة الناخبة الموريتانية هي 1,8 مليون ناخب”، مشيراً إلى أن “الجزائر تفكّر في السيناريو نفسه في الانتخابات الرئاسية للرفع من نسبة المشاركة، اعتباراً لعزوف الشعب الجزائري عن هذه المسرحية المفبركة”.

من جانب آخر، ذكر الخبير في العلاقات الدولية أن بعض التحركات “تبقى مجرد شائعات بغرض الإيهام بوجود دور سياسي للبوليساريو في المشهد السياسي الموريتاني”، منبّهاً إلى أن “ما عُقد فعليا من لقاءات يغلب عليها الطابع الشخصي أكثر مما هي ممأسسة، وذلك بالنظر لعلاقات الانتماء القبلي أو العلاقات الشخصية المصلحية مع بعض السياسيين”. مشدّدا على أن هذه التحركات “تعكس الإحباط العام لدى قادة البوليساريو ومن يحتضنهم نتيجة الدعم المتزايد للطرح المغربي وحالة اليأس التي تعرفها المخيمات”.

واستحضر حسن رامو، في هذا السياق، “رفض كبار الأحزاب المؤثرة في موريتانيا، سواء الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة القوية، لقاء مبعوث زعيم جبهة البوليساريو بالرغم من تواجد بعض علاقات القرابة والانتماء القبلي بينهما”، الأمر الذي يعكس، بحسبه، “نوعا من النضج السياسي والانتخابي لدى الموريتانيين”.

ومن بوادر فشل تحركات جبهة البوليساريو الانفصالية في موريتانيا، ذكّر الأستاذ الجامعي ذاته بـ”المسار الديمقراطي الذي تحاول جميع الأطراف الموريتانية إنجاحه والاستمرار عليه”، مستحضرا أن الجارة الجنوبية “ضاقت ذرعا بتسللات عناصرها في انتهاك لسيادتها واقتحام لترابها، خاصة بعد إتمام الجدار الأمني بين المحبس ونقطة الحدود الجزائرية المغربية الموريتانية، مما يعني أن كل تحرك للبوليساريو جنوبا (المنطقة الآمنة) لن يكون إلا على حساب انتهاك الأراضي الموريتانية”.

من جانبه، قال عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن هذه التحركات “تبقى مجرّد محاولة تذكيرية للإبقاء على التواصل مع بعض الأحزاب الصغرى التي تدعم الطرح الانفصالي، وتعبيراً من قيادة البوليساريو عن تخوّفها من أي تطور مستقبلي في مواقف الرأي العام الموريتاني بصفة عامة بشأن قضية الصحراء المغربية”.

وذكّر الفاتيحي، في حديث لهسبريس، بأن مجموعة من الصحراويين يتوفّرون على الجنسية الموريتانية، “غير أن هذه الكتلة الانتخابية تبقى أضعف من أن يكون لها تأثير أو تحقيق نتائج سياسية عميقة”، مؤكدا أنه “لن يتأتى للجبهة الانفصالية عبر هذه التحركات التأثير على تطور العلاقات الموريتانية المغربية وموقف موريتانيا، في إطار الحياد الإيجابي، من قضية الصحراء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى