أخبار العالم

المغرب يحتضن “المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية” لتجميع الطموحات والتطلعات


قال محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة “التجار وفا بنك”، إن “التحول الاقتصادي في إفريقيا يتعين أن ينبني على سياسات مندمجة وهادفة، واستراتيجيات استثمارية تتيح استغلالا أمثل للموارد”، موضحا أن إفريقيا هي ملك لجميع الأفارقة وتحمّلهم مسؤولية كبيرة؛ بالنظر إلى تعدد هوياتها وغنى مواردها وإمكانياتها المادية والبشرية.

وأكد الكتاني، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة من المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية (FIAD)، الذي يجمع 30 دولة إفريقية وينظم تحت شعار “هنا نستثمر”، في مدينة الدار البيضاء، أن هذا المنتدى يمثل تجمعا للأهداف والطموحات والتطلعات ويرمز إلى عمل وإرادة جماعية لبحث تطور مستقبل القارة السمراء.

وأوضح الرئيس المدير العام لمجموعة “التجار وفا بنك” أن الحكومات والسلطات في الدول الإفريقية مطالبة بإعادة النظر في المفاهيم ونماذج العمل لغاية تحقيق نمو اقتصادي متوازن، في ظل حاجات متزايدة إلى إحداث مناصب الشغل وتعزيز التكوين، والاهتمام بالتعليم وتطوير البنيات التحتية.

وفي هذا الصدد، شدد الكتاني على أهمية تقليص الهوة الرقمية وتطوير القدرات الصناعية وتشجيع استخدام الموارد الطاقية بشكل أمثل، لافتا إلى إظهار إفريقيا مقاومة مهمة في ظل المتغيرات الدولية منذ تفشي الأزمة الصحية العالمية، منبها إلى أهمية القطاع الخاص في قيادة التحول الاقتصادي وتسهيل تحويل الاستثمارات بين بلدان القارة.

ضرورة تكثيف الاستثمارات

في تدخله خلال أشغال الجلسة ذاتها، قال رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، مخاطبا الحضور من ممثلي ومسؤولي حكومات الدول الإفريقية الحاضرة: “إننا لا نستثمر بما يكفي، ولا بالقوة المطلوبة، ولا بالوعي الكافي بالتحديات والفرص المطروحة أساسا”، في إشارة إلى ضرورة ثقة بلدان القارة في قدراتها وتكثيف الاستثمار والمبادلات البينية، موضحا أن “السنوات الأخيرة شهدت مجموعة من التحولات فيما يخص قدراتنا”، مستدلا بأن 85 في المائة من الصادرات المغربية عبارة عن منتوجات تم تحويلها، ردا على المشككين في قدرات التصنيع التي تتوفر عليها المملكة.

وتابع مزور، في كلمته، أن البعض شكك في تصدير المغرب موارده المنجمية على هيئتها الخام، قبل أن تحظى منتوجات الفوسفاط المصنعة بمكانة مميزة في السوق الدولية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى صناعات السيارات، حيث نجحت المملكة في تكوين 7000 شخص متخصصين في مجال تصميم المركبات ويوفرون خدمات لكبار المصنعين في العالم، موضحا أن مستقبل إفريقيا بيد الأفارقة الذين يتوفرون على الموارد البشرية والطبيعية الكفيلة بتحقيق الازدهار الاقتصادي، مشددا على أهمية المبادرة الملكية الأطلسية في تعزيز التعاون جنوب- جنوب وتحفيز المبادلات البينية، إلى جانب الدور الكبير الذي ستلعبه منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZELCAF) وبهذا الخصوص.

تفعيل بروتوكول استثمار

أكد وامكيلي موني، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZELCAF)، أن المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية يتماشى مع تطلعات القارة لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب خلال السنوات المقبلة، حيث يأتي في وقت مهم يستدعي التعجيل بالمصادقة على بروتوكول للاستثمار بين دول المنطقة يوفر أرضية مالية ولوجستية تحمي الاستثمارات وترفع من مستوى نجاعتها، مشددا على دور القطاع الخاص في الدفع بعجلة الاستثمارات، باعتبار أن هذا الأمر لا يدخل ضمن أدوار الدول التي تظل معنية بالسياسات العمومية أساسا، منبها في السياق ذاته إلى التوقعات التي تشير إلى تحول القارة السمراء إلى قوة عالمية كبرى في غضون السنوات المقبلة.

وكشف موني، في كلمته، عن محدودية القدرات التصنيعية الحالية في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن الإنتاج الحالي من السيارات مثلا لا يلبي طلبا إفريقيا يصل إلى 5 ملايين سيارة سنوي؛ في حين أن دولة مثل الهند تنتج 6 ملايين سيارة سنويا، وتوطن تصنيع 85 في المائة من أجزائها، مؤكدا أن الوضع نفسه بالنسبة إلى صناعة الأدوية، حيث تستورد دول القارة سنويا ما قيمته ملياري دولار من المنتوجات الصيدلانية، موضحا في السياق ذاته أن دول منطقة التبادل والبلدان الإفريقية الأخرى مدعوة إلى توحيد أسواقها وتعزيز تناغم أنشطتها الإنتاجية من خلال تنزيل إجراءات عملية لتفعيل المبادلات من خلال رفع الحواجز الجمركية واعتماد عملة موحدة.

“الاستثمار يشكل المستقبل”

ثمن سياندو فوفانا، وزير السياحة والترفيه بكوت ديفوار، مساندة المغرب لدولته خلال تنظيمها للنسخة الماضية من نهائيات كأس أمم إفريقيا، مؤكدا ثقته في تنظيم مثالي للنسخة الجديدة من “الكان” في المملكة، معتبرا أن النسخة السابعة من المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية تشكل فرصة لطرح تحديات النمو في القارة السمراء، موضحا أن التوقعات بشأن اتساع قاعدة الطبقة المتوسطة وارتفاع نسبة الاستهلاك تذكي الطموحات للمضي قدما في تعزيز المبادلات البينية وتسهيل حركة تنقل الرساميل بين أقطار القارة التي تتوفر على طاقات شابة وإمكانيات بشرية ومادية وطبيعية مهمة، إضافة إلى قدرات استثمارية واعدة، معتبرا أن “الاستثمار يشكل المستقبل”.

من جهتها، أكدت منى قادري، مديرة نادي “إفريقيا وللتنمية” التابع لمجموعة “التجاري وفا بنك” والجهة المنظمة للمنتدى بشراكة مع الصندوق الاستثماري “المدى”، أن القارة الإفريقية تواجه مجموعة من التحديات الصعبة؛ إلا أنها تحديات تحمل فرصا للتطور والتعاون بين بلدان القارة، التي تحتاج إلى تحرير إمكانياتها والمضي في مشاريع التبادل والاستثمار المشترك، مشيرة إلى أن النادي يضم 500 عضو ويشكل فضاء وبيئة محفزة على الاستثمار، خصوصا عبر اللقاءات التي يجريها في مجموعة من الدول، والدور المهم الذي تلعبه مجموعة “التجاري وفا بنك” في تسهيل ضخ وتنقل التمويلات الخاصة بالمشاريع الاستثمارية، بفضل شبكتها الإفريقية المهمة التي تستفيد من تطور ورقمنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى