“ربما كان الأنسب لبايدن تولي الرئاسة لولاية واحدة فحسب”- صحيفة الشرق الأوسط
في عرض الصحف اليوم نتناول موضوع المناظرات المرتقبة بين المرشحين الرئيسيين للرئاسة الأمريكية جو بايدن ودونالد ترامب والتي ستبدأ يوم الخميس المقبل 27 يونيو/حزيران وستكون دون جمهور مباشر.
نبدأ بما كتبه تيموثي أوبراين في صحيفة “الشرق الأوسط” تحت عنوان “بايدن وترامب… مخاطر المناظرات”.
يشير أوبراين في بداية مقالته إلى المخاطر الكبيرة للمناظرات على الرؤساء الحاليين “وذلك لأسباب واضحة، أن لديهم كل شيء ليخسروه، بينما لن يكسبوا سوى القليل”.
ويتطرق إلى “رفض ريتشارد نيكسون، الذي طغى عليه جون كيندي في أول مناظرة رئاسية متلفزة عام 1960، الدخول في مناظرة أمام جورج ماكغفرن عندما كان رئيساً عام 1972، وساهمت زلة اللسان التي سقط فيها جيرالد فورد في خضم حديثه عن السياسة الخارجية، في أثناء مناظرة عام 1976 في فوز جيمي كارتر في انتخابات ذلك العام، وفي وقت لاحق، تفوق رونالد ريغان على كارتر في مناظرة عام 1980، ما أدى إلى فوزه الساحق في الانتخابات”.
وقال أوبراين “ربما كان الأنسب لبايدن تولي الرئاسة لولاية واحدة فحسب”، بعد أن أثبت أنه المرشح الوحيد القادر على إنقاذ البلاد من ترامب عام 2020، لكن الغطرسة والغرور لطالما كانا جزءاً من مسيرته طوال حياته السياسية، مثلما الحال مع معظم الذين يطمحون إلى الرئاسة”.
وأضاف: “والآن، يدخل بايدن، المعركة من جديد، مع دخوله في مناظرة أمام ترامب، ليلة الخميس في أتلانتا، ومثل الرؤساء الذين سبقوه، من المتوقع أن يبدو بايدن وكأنه يسير على حبل مشدود، إذن، لماذا المخاطرة؟ لأن الأمر يستحق”.
وأكّد أوبراين أن “مناظرةً واحدةً لن تؤدي إلى اختفاء المخاوف المرتبطة بالحيوية فيما يخص بايدن، فإن الطريقة الأكثر فاعلية هي أن يضع نفسه جنباً إلى جنب مع ترامب حتى يتمكن الناخبون من المقارنة بينهما”.
“مناظرات غيّرت التاريخ”
ونتحول الآن إلى صحيفة نيويورك تايمز حيث كتب فرانك لونتز مقالة تحت عنوان: “السر الصغير الذي تعلمته من 30 عاماً من مشاهدة المناظرات مع الناخبين”.
ويقول الكاتب: “لقد جلست مع مجموعات صغيرة من الناخبين جرى اختيارهم من بين مجموعات من الآلاف من الناخبين، وشاهدت أكثر من عشرين مناظرة رئاسية، وما زال يذهلني أن اللحظات الصغيرة والأخطاء اللفظية وسوء تذكر التفاصيل الصغيرة يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة للصحفيين داخل المناظرة وللنقاد الحزبيين، ومع ذلك، غالباً لا يكون لهذه التفاصيل أي أثر على آراء العديد من الأشخاص الذين يشاهدون المناظرة في المنزل”.
ويضيف: “ولكي نكون منصفين، فإن بعض المناظرات التي شاهدتها مع الناخبين، مثل مناظرة بيل كلينتون وبوب دول في عام 1996، لم تخلف تأثيراً كبيراً على مزاج الناخبين، ويمكن القول إن مناظرة أخرى- مثل المناظرة الثلاثية التي دارت في دار البلدية مع بيل كلينتون، وجورج بوش الأب، وروس بيرو في عام 1992، والمناظرة الأولى بين جورج دبليو بوش وآل غور في عام 2000، والاصطدامات الثلاثة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون- غيّرت التاريخ”.
ومع انطلاق المناظرة الأولى بين الرئيس بايدن وترامب هذا الخميس، يرى لونتز أن “اللحظات الرئيسية التي سيكون لها التأثير الأكبر على الناخبين المترددين المتبقين هي تلك التي يهاجم فيها المرشحان بعضهما البعض لتحديد أو تقويض القضية السياسية التي يريدها كل منهما لتقديمها للأمريكيين”.
وأشار الكاتب إلى مناظرة مهمة في ذلك الوقت، وهي تلك التي توصل فيها العديد من الناخبين والخبراء السياسيين إلى نفس الاستنتاجات تقريباً، “دخل ترامب المناظرة متخلفاً عن بايدن ببضع نقاط فقط ، لكن استراتيجيته المشكوك فيها المتمثلة في إهانة بايدن وإزعاجه والتنمر عليه لقيت استحساناً شديداً من قبل النساء في إحدى المجموعات”.
“كلينتون تستحق السجن”
وفي المقابل يقول الكاتب، “كانت هناك لحظة واحدة في مناظرات ترامب وكلينتون عندما صدمني رأي الناخبين حقا، لقد كان تعليق ترامب المرتجل بأن كلينتون تستحق السجن، لقد كرهه العديد من النقاد والخبراء السياسيين، فيما أحبته مجموعات أخرى فبالنسبة لهم، كان الأمر بمثابة مساءلة عملية لشخص مهم مثل هيلاري، وزيرة الخارجية السابقة. من المؤكد أن العديد من الخبراء السياسيين ركزوا على هذه اللحظة باعتبارها مثالاً صارخاً لمرشح رئاسي يهدد باستخدام نظام العدالة كسلاح ضد خصمه”.
ويقول الكاتب: “يحمل لنا هذا الأسبوع واحدة من أكثر المناظرات أهمية منذ مناظرة كينيدي وريتشارد نيكسون، إن التوقعات مرتفعة بالفعل بالنسبة لترامب، الذي تحدى بايدن على إجراء مناظرة في أي وقت أو مكان من اختياره، ومن الممكن أن يندم ترامب على إصدار مثل هذا التحدي العام، وقد يندم بايدن على قبول العرض”.
وأشار إلى أنه “ونظراً لأن المشاهدين اعتادوا على رؤية المناظرات باعتبارها مزيجاً من الترفيه التلفزيوني وحرباً من أجل مستقبل أمريكا، فسوف يرغبون في رؤية العاطفة والطاقة وحتى الغضب في خدمة مصالح البلاد”.
“على إسرائيل أن تفعل ما هو الأفضل لها”
ونختتم جولتنا بمقالة نشرتها صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية للكاتب بوعز غولاني تحت عنوان: “بينما يتعين على إسرائيل أن تحترم الولايات المتحدة، يتعين عليها أن تفعل ما هو الأفضل لنفسها”.
يستذكر الكاتب في مطلع مقاله إلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابا مؤثرا بعد أيام من بداية حرب غزة “أدان فيه الفظائع، وأعرب عن تعاطفه الصادق مع إسرائيل والشعب اليهودي، وتعهد بمواصلة دعم الشعب اليهودي والدولة اليهودية”.
ويشير غولاني إلى أن خطاب بايدن سيبقى في الذاكرة بكلمة “لا تفعل” التي وجهها إلى أي دولة أو منظمة أو شخص يفكر في الاستفادة من الوضع، وكان هذا التحذير في المقام الأول لإيران ووكلائها، ورافقه إرسال قوات بحرية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لردع أي كيان عن الانضمام إلى الحرب ضد إسرائيل.
“ومع ذلك، فإن القراءة المتأنية لرسائل واشنطن خلال الصراع الذي تلا ذلك تشير إلى أن بعض رسائل “لا تفعل” كانت موجهة أيضاً إلى إسرائيل، بدأ ذلك في خطاب بايدن في 10 أكتوبر/تشرين الأول، والذي تضمن إشارة خفية إلى قوانين الحرب، وبالتالي قال “لا تفعل” لإسرائيل في إشارة إلى استخدام قوتها العسكرية بطرق قد تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين”.
ويقول الكاتب: “منذ نوفمبر/تشرين الثاني، زادت إدارة بايدن بشكل مطرد انتقاداتها لإسرائيل بسبب عدم اهتمامها المفترض بـ “الأزمة الإنسانية” الناشئة في غزة، وواصل الرئيس بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وآخرون الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ومن خلال القيام بذلك، كانوا يرسلون إشارة إلى إسرائيل مفادها: “لا تسقطوا نظام حماس”، حيث أن وقف إطلاق النار كان من شأنه بكل تأكيد أن يُمكّن حماس من الاحتفاظ بقبضتها على غزة”.
ويجيب غولاني عن سؤال “ماذا يجب على إسرائيل أن تفعل تجاه توصيات بايدن؟ قائلاً: لقد كانت الولايات المتحدة ولا تزال صديقة لإسرائيل، كما هو الحال مع الرئيس بايدن، لكن المصالح الأميركية والإسرائيلية ليست بالضرورة متطابقة، في الواقع، هي مختلفة تماما، وبينما يتعين على الدولة اليهودية أن تستمع دائمًا بعناية واحترام لأصدقائها الأمريكيين وتبذل قصارى جهدها للتوافق مع السياسات والاستراتيجيات الأمريكية، فإنه في نهاية المطاف، يجب على إسرائيل أن تفعل ما هو الأفضل لإسرائيل”.