أخبار العالم

عودة “الصقور” تتغذى بالصراعات السياسية الداخلية في حزب “الأصالة والمعاصرة”



لا يبدو الوضع الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة مطمئنا بالنسبة لعدد من أعضائه وقياداته، إذ بدأت تظهر بوادر أزمة وخلافات لا يعلم أحد أين ستنتهي، خصوصا مع الرغبة الجامحة لدى الكثير من الأسماء التي كان لها حضور وازن ونفوذ قوي في العودة إلى الحزب.

ووفق معطيات حصلت عليها الجريدة فإن الخلاف الذي أخذت شظاياه تتطاير وتخرج إلى العلن شيئاً فشيئاً يعكس الأزمة الصامتة التي ظل يعيشها الحزب منذ لحظة انتخاب القيادة الثلاثية، التي رأى فيها الكثير من المراقبين محاولة لمداراة الأزمة والانقسام الذي يظهر أن التنظيم “فشل” في تجاوزه حتى الآن.

الصراعات الداخلية التي يعيشها “البام” مؤشر دال على أنه مقبل على دورة جديدة من حياته، أو ما يشبه “مخاض ولادة جديدة”، تنقله إلى مستوى آخر، لن يرضي جميع من فيه، وفق ما قاله قيادي بارز في الحزب متحدثا عن الوضع الراهن والمستجدات التي يعرفها.

عودة الصقور

محمد يحيا، أستاذ العلوم السياسية في كلية الحقوق بطنجة، يرى أن ما يعيشه حزب الأصالة والمعاصرة “طبيعي ونتيجة لمخرجات مؤتمر الجديدة الذي انتخب عبد اللطيف وهبي أمينا عاما، إذ إن شخصيات كانت لها مواقع مهمة في الحزب ووجدت نفسها خارجه”.

وأضاف يحيا، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المرحلة التي انتهت بـ”البام” مكونا أساسيا للأغلبية جاءت وسط أزمات وملفات شائكة مثل قضية “إسكوبار الصحراء”، وانتخاب قيادة ثلاثية عدها “سابقة في تاريخ الأحزاب السياسية المغربية ومحاولة للتوفيق بين أقطاب متعددة ومتصارعة في أفق احتواء الانتقادات”.

وزاد الأستاذ ذاته موضحا أن “هناك تيارات مهمة داخل حزب الأصالة والمعاصرة تريد أن تعود بقوة وأن تستغل الوضعية الهشة التي يعيشها التنظيم”، مردفا: “أن تكون لدى حزب قيادة ثلاثية مؤشر في حد ذاته على غياب التوافق”.

واعتبر الأكاديمي ذاته أن العديد من التيارات القوية داخل “البام” “تريد أن تتموقع وأن تستعيد مكانها على الأقل، وهذا الأمر ستكون له نتائج وخيمة على مسار الحزب”، مؤكدا أن “السياق مع إشكاليات التدبير الحكومي عوامل لا تساعد الحزب”، وتابع: “هناك أزمة حقيقية ربما ستنفجر في أي لحظة وتؤدي إلى نتائج كارثية”.

ولم يقف يحيا في قراءته للوضع الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة عند هذا الحد، بل ذهب إلى أن “ميثاق الأخلاقيات الذي تبناه تم بهدف قطع الطريق على صقور التنظيم التي تطمح إلى العودة وعندها مكانة ورصيد وإمكانيات الاستقطاب، مع الإمكانيات المادية، مثل تيارات الشمال والصحراء والشرق”، لافتا إلى أنه “إذا لم يتم احتواء الوضع ربما يولد حزب جديد من رحمه، لأن الضبابية الموجودة تربك الوضع وتجعل الأعضاء لا يعرفون حتى من يقرر من القيادة الثلاثية”.

مستقبل غامض

من جهته أفاد عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، بأن “مفتاح تحليل وضع حزب الأصالة والمعاصرة هو العودة إلى طبيعته، باعتباره حزبا وظيفياً يؤدي وظيفة معينة من داخل النسق السياسي، وهي إما إعادة تدوير النخب، خصوصا الأعيان، أو إحداث توازنات معينة داخل النسق لسياسي”.

وأضاف اليونسي، في تصريح لهسبريس، أن “الدولة المغربية مازالت تراهن على أن أدوار ووظائف ‘البام’ لا تخرج عن هذين الأمرين”، مؤكدا أن “الصراع على المستوى الجهوي والإقليمي داخل الحزب مرتبط أساسا بالتوجه الجديد إلى البحث عن قيادات ليس لها ماضي سيئ من الناحية السياسية، وغير مرتبطة ببعض الممارسات المنافية للقانون، سواء كانت ذات طبيعة سياسية أو جنائية”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن “هذا التوجه قد يؤدي ‘البام’ ثمنه غاليا في الانتخابات المقبلة، خصوصا إذا تم استبدال هؤلاء الأعيان الذين راكموا تجارب وكتلات تصويتية معينة، وسيلتحقون بأحزاب أخرى”، مبرزا أن “هذا المخاض مرتبط بعدم حسم الحزب توجهه الجديد على المستوى الترابي”.

كما سجل اليونسي أن “القيادة الثلاثية تمثل عنوان أزمة الحزب”، موردا أن موقع “البام” المستقبلي داخل المشهد السياسي “غير واضح إلى حدود الساعة”.

وزاد المتحدث ذاته أنه “عندما تكون الرؤية واضحة لمستقبل الحزب ودوره ووظيفته داخل النسق السياسي آنذاك يمكن أن نكون أمام قيادة سياسية واحدة”، مشددا على أن “الوضع الذي يعيشه الحزب لا يخدمه بتاتا في الانتخابات المقبلة”، وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى