تصنيف 11 شاطئاً بالشمال “غير صالح للسباحة” يسائل الوضع البيئي بالجهة
مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجه الأنظار صوب المدن الساحلية التي تمثل شواطئها وجهة مفضلة لكثير من المغاربة للاستجمام وقضاء العطلة، خاصة في مدن الشمال التي تغرق بالزوار في فصل الصيف.
غير أن الوضع هذه السنة يبدو مختلفا؛ فأزيد من 10 شواطئ شمال البلاد لم تنل اللواء الأزرق، وأعلنت مياهها غير صالحة للسباحة، نظرا لأنها غير نظيفة، وذلك بسبب مياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة فيها.
أمام هذا الوضع، سيجد كثير من أبناء مدينة طنجة وزوارها أنفسهم محرومين من الاستمتاع بالشواطئ التي اعتادوا على التردد عليها طيلة أيام عطل الصيف السابقة، في الوقت الذي تتوقع فعاليات مدنية ألا يتم احترام هذه التحذيرات، وأن تعرف الشواطئ المصنفة ضمن خانة “غير الصالحة للسباحة” إقبالا.
في تعليقه على الموضوع، سجل عبد العزيز جناتي، ناشط حقوقي رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، “ارتفاع عدد الشواطئ غير الصالحة للسباحة بالمقارنة مع السنوات المنصرمة”، مبرزا أن هذا الأمر يأتي ضدا على “كل الوعود والالتزامات المعلنة سابقا بخصوص العمل على بذل مجهود لحماية شواطئ الجهة من أخطار التلوث”.
وأعرب جناتي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن أسفه لكون الشواطئ الأكثر ارتيادا هي المصنفة “غير صالحة للسباحة لسنوات متتالية، الشيء الذي يدحض كل الخطابات الاستهلاكية التي تقدم مع كل تقرير”.
وشدد الناشط الحقوقي عينه على أن مأساة الوضع تزداد مع عدم توفر شواطئ وفضاءات بديلة متاحة من حيث سهولة الولوج والتجهيز بالنسبة لفئات اجتماعية عدة، مما يجعل هاته الشواطئ غير الصالحة للسباحة “ملاذا لهذه الفئات ضدا على صحتها وسلامتها”، مذكرا بالازدحام الذي تشهده شواطئ صباديا، وكيمادو، وطوريس، وكلابونيطا، وپلايا بلانكا، وطنجة المدينة، وسيدي قاسم، وجبيلة، وأصيلا، والشاطئ الصغير وميامي.
واعتبر رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة أن هذا الواقع “لا يمكن التعامل معه بمنطق كم حاجة قضيناها بتركها، فإن كان من حق المواطنات والمواطنين الاستجمام والاستمتاع بشواطئ بلدهم، فإن من مسؤولية السلطات العمومية بمختلف مستوياتها حماية صحتهم وسلامتهم، وألا تجعلهم عرضة للخطر نتيجة الإهمال والتقصير في الصيانة والمحافظة على البيئة ونظافة الشواطئ وحمايتها من أشكال التدمير التي تتعرض لها”، وفق تعبيره.
وأكد جناتي أن معظم الشواطئ غير الصالحة للسباحة تمثل “قبلة ومصبا لقنوات التطهير والمجاري الملوثة بالمياه العادمة، سواء المنزلية أو الصناعية، وهذا يجعل المسؤولية متقاسمة بين الوزارات المعنية والسلطات الولائية والجماعات الترابية، كل في نطاق اختصاصه”.
يذكر أن التقرير الوطني حول جودة مياه الاستحمام ورمال شواطئ المملكة أدرج مجموعة من الشواطئ بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة ضمن قائمة “الشواطئ غير المطابقة للاستحمام”، وهي: كالابونيطا، كيمادو، صباديا، طوريس، الأميرالات (بلايا بلانكا)، طنجة المدينة، جبيلة 3، سيدي قاسم، أصيلة الميناء، الشاطئ الصغير وميامي.