“على إسرائيل أن تطيح بحكومتها الفاشلة قبل أن تغرق في هاوية أخلاقية” – في هآرتس
نبدأ عرض الصحف من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ومقال لإيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بعنوان “يجب على إسرائيل أن تطيح بحكومتها الفاشلة قبل أن تغرق في هاوية أخلاقية”.
ويرى باراك أن “إسرائيل تعيش أخطر أزمة في تاريخها، وبدأت تلك الأزمة في 7 أكتوبر/تشرين الأول بأسوأ فشل في تاريخ إسرائيل، واستمرت بحرب تبدو أقل الحروب نجاحاً في تاريخها، بسبب الشلل الاستراتيجي الذي تعاني منه قيادة البلاد”.
ويضيف الكاتب أن “إسرائيل تواجه قرارات صعبة بين بدائل رهيبة تتعلق بمواصلة القتال في قطاع غزة، وتوسيع العملية ضد حزب الله في الشمال، والمخاطرة بحرب متعددة الجبهات تشمل إيران ووكلائها. ويحدث كل هذا بينما يستمر الانقلاب القضائي في الخلفية، بهدف إقامة دكتاتورية دينية عنصرية وقومية متطرفة جاهلة”.
ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أن جوهر “الكارثة” التي تواجهها إسرائيل على حد قوله، هو أنه في خضم هذا الوقت العصيب “تقود إسرائيل حكومة ورئيس وزراء من الواضح أنهم غير مؤهلين لتولي مناصبهم”.
ويقول باراك إنه يتعين استبدال “تلك الحكومة الفاشلة” على الفور بتحديد موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات، أومن خلال إجراء تصويت لحجب الثقة، ويجب أن يتم ذلك خلال دورة الكنيست الحالية، أي في الأسابيع الخمسة المقبلة.
ويرى الكاتب أنه إذا استمرت “حكومة الفشل” هذه في مكانها، فخلال أشهر، أو حتى أسابيع، “قد تجد إسرائيل نفسها ما زالت بلا نصر واضح في غزة، بينما تخوض أيضا حربا شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراعات مع الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية في مرتفعات الجولان، بل في صراع مع إيران نفسها، التي أظهرت بالفعل من خلال الهجوم الصاروخي الذي وقع في أبريل/نيسان أنها مستعدة لاتخاذ إجراء بشكل مباشر”.
ويقول إن كل هذا قد يحدث بينما تكون إسرائيل معزولة وعلى خلاف مع الولايات المتحدة، “الدولة الوحيدة التي تزودها بالسلاح والدعم الدبلوماسي الفعال”. ويضيف أن إسرائيل مهددة باتخاذ إجراء من جانب المحكمتين الدوليتين في لاهاي ومواجهة مجموعة من الدول التي تسعى إلى الاعتراف بدولة فلسطينية حتى بدون التفاوض مع إسرائيل. وهذا المزيج يخلق “خطراً واضحاً وقائماً” على أمن البلاد ومستقبلها، علاوة على الخطر على مستقبلها كديمقراطية فاعلة.
ويرى الكاتب أن المطلوب الآن هو التوصل إلى اتفاق فوري لإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى على حساب الالتزام بإنهاء الحرب، وتهدئة الوضع في الجنوب، وتهدئة الشمال من خلال اتفاق دبلوماسي، ولو مؤقتاً، بوساطة واشنطن؛ وإعادة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من جنوب وشمال إسرائيل إلى منازلهم؛ وتجديد ترسانة إسرائيل والسماح للقوات بالتعافي؛ وعودة الاقتصاد إلى عمله الطبيعي.
“انزلاق صوب حرب شاملة”
ننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “انزلاق إسرائيل وحزب الله الخطير نحو حرب شاملة”.
وتقول الصحيفة إنه بعد أشهر من الاشتباكات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، تصاعدت حدة الخطاب بين الخصمين إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق. وتضيف أن إسرائيل تقول إنها وافقت على “خطط عملياتية لهجوم في لبنان”؛ ويقول حزب الله، إنه سيقاتل “بلا قواعد” و”بلا حدود”. وترى أن ذلك قد يكون من باب التهديد والوعيد، لكنه قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وتقول الصحيفة إن المناوشات والتهديدات تؤكد “اللعبة الخطيرة” التي يلعبها الجانبان منذ أشهر. وتضيف أن الاشتباكات بين الجانبين اندلعت لأول مرة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول والهجوم الإسرائيلي على غزة، حيث أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل في اليوم التالي. وتضيف أنه منذ ذلك الحين، تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشراسة متزايدة، وضرب كل منهما عمقًا أكبر في أراضي الطرف الآخر، وتجاوزا حدود الخطوط الحمراء التقليدية.
وتقول الصحيفة إنه في أي وقت آخر، كان من الممكن اعتبار هذا صراعا شاملاً، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله وعشرات المدنيين. وأدت هجمات حزب الله إلى مقتل أكثر من عشرين جنديا ومدنيا. ونزح عشرات الآلاف من الجانبين.
وتقول إنه في إسرائيل، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً لتوسيع الحملة العسكرية ضد حزب الله، وطرد مقاتليه من الحدود، وطمأنة الإسرائيليين الذين يعيشون في الشمال بأن العودة إلى ديارهم آمنة.
وترى الصحيفة أن آخر ما يحتاجه الإسرائيليون هو الانجرار إلى صراع آخر أعمق، حيث “فشلت الحروب الإسرائيلية السابقة في لبنان في ترويض حزب الله أو إضعافه”، ففي عام 2006 “عانت إسرائيل” في حرب استمرت شهرا مع الجماعة المسلحة.
وتقول الصحيفة إنه بعد ثمانية أشهر من الصراع المدمر في غزة، لم تحقق إسرائيل بعد أهداف نتنياهو الرئيسية، وهي القضاء على حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تم احتجازهم في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وترى الصحيفة أن الحرب استنزفت القدرة القتالية لحماس بشدة، ولكن حتى كبار الشخصيات العسكرية الإسرائيلية يعترفون الآن بأنه من المستحيل تدمير حماس، مستشهدين بـ”أيديولوجيتها المتشددة وجذورها في المجتمع الفلسطيني”.
كما أن حزب الله يمثل “عدواً أكثر صعوبة بكثير”؛ فهو “الطرف غير الحكومي الأكثر تسليحاً في العالم، ويمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف الموجهة نحو إسرائيل”، وفق الافتتاحية.
وترى الصحيفة أن المخرج من الأزمة يكمن في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في التوصل إلى اتفاق. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى قيام حزب الله بسحب مقاتليه من الحدود، ووقف إسرائيل لغاراتها الجوية داخل لبنان، وحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بشأن الأراضي المتنازع عليها.
هل تريد إسرائيل القضاء على نصر الله؟
وفي صحيفة الشرق الأوسط السعوديّة نطالع مقالا لمشاري الذيادي بعنوان “هل تستطيع – وتريد – إسرائيل إنهاء نصر الله”.
ويقول الكاتب إن أمين عام حزب الله اللبناني الحالي، حسن نصر الله، هو أكثر من تولّى قيادة الحزب استمرارية في قيادة حزبه.
ويقول الكاتب إن نصر الله (64 عاماً) يقود دفّة الحزب منذ 1992 إلى اليوم، فهو يطوي ثلاثة عقود ويدخل في الرابع، أي أنه أقدم في موقعه “الرئاسي” من كل رؤساء الدول العربية وربما الإسلامية، لا يسبقه في القِدَم إلا علي خامنئي مرشد إيران منذ 1989 فهو سابقٌ لنصر الله ببضع سنوات معدودات.
ويقول الكاتب إنه قبل أيام بُثّت أخبارٌ عن تحذير إيراني لنصر الله، عن “عزم إسرائيلي على اغتياله شخصياً”، مشيرا إلى تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
ويرى الكاتب أن هذا الكلام قد يقال من باب الحرب النفسية الإسرائيلية، لكن الواقع يقول إن “اليد الإسرائيلية الضاربة طالما وصلت إلى عمق إيران وقطفت رؤوساً كبيرة في لبنان وسوريا وإيران وكل مكان”. ويتساءل مختتما المقال “فلماذا ‘القرار السياسي’ لم يُتخذ بعدُ في إسرائيل حِيال هذا الأمر”.