أخبار العالم

شي رؤوس الأضاحي يتحدى قرارات المنع في شوارع وأحياء مدن الشمال



استبشر نشطاء وفاعلون بيئيون في الشمال خيرا بقرارات أصدرتها المجالس الجماعية لمدن مختلفة تقضي بمنع شي الرؤوس في الشوارع والأزقة، غير أن الالتزام بتنفيذ القرار والسهر على ذلك لم يظهر له أثر على المستوى الميداني.

وشملت القرارات كلا من طنجة وتطوان والعرائش، إذ أصدر منير ليموري، عمدة جماعة طنجة، قرارا جماعيا مؤقتا يقضي بـ”منع شي رؤوس الأضاحي بمختلف الشوارع والأزقة والطرقات بعاصمة البوغاز بمناسبة عيد الأضحى”.

كما نص القرار على أنه “تخصص بصفة مؤقتة، بالإضافة إلى المحلات المهنية المتخصصة، بعض الأماكن للشي بالملحقات الإدارية، وذلك بعد اختيار مواقعها من طرف لجنة محلية مختلطة”، وعهد بتنفيذه إلى “السلطة المحلية ومصالح الأمن والمصالح الجماعية المختصة، كل في دائرة اختصاصه”.

وصدرت قرارات مشابهة بمدينتي العرائش وتطوان، غير أن المدن المذكورة وأخرى بالجهة لم تعرف “أي منع في الميدان”، إذ بدت الشوارع والأحياء كالعادة “مليئة بمشاهد شي الرؤوس والقوائم”، من دون ظهور أي أثر للقرارات المذكورة.

وأقر رئيس إحدى مقاطعات مدينة طنجة بأن القرار “لم يكن له أثر كبير على المستوى العملي والميداني”، مبرزا أن “هذه المناسبة تمثل فرصة سنوية للكثير من الشباب، ينتظرونها طيلة السنة ويصعب منعها”.

وأفاد رئيس المقاطعة، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، بأن العملية جرى فيها الاكتفاء بتحسيس الشباب وحثهم على الابتعاد عن المناطق الخضراء وتنظيف الأماكن التي أوقدوا فيها النيران لإتمام عملية شي الرؤوس، التي يعتبرها نشطاء البيئة بالمدينة “مسيئة وتستوجب إيقافها”.

عدنان معز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والبحث في التنمية المحلية، المهتم بسياسات التنمية المستدامة وحماية البيئة، أكد أن “قرار منع شي رؤوس الأضاحي في العيد ليس جديدا، ويبقى بادرة طيبة في نظر مؤسسات المجتمع المدني”.

وأضاف معز، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه المسألة لها تأثيرات بيئية وليس على المستوى الحضاري فقط، لأنه في يوم واحد يتم إشعال الأطنان من الخشب والبلاستيك ومجموعة من المواد الأخرى بطريقة غير منظمة”.

وزاد المتحدث ذاته مبينا أن “النفايات التي تخلفها هذه العمليات بعضها سامة، وتبقى لمدة في شوارع المدينة”، وأشار أيضا إلى “الأدخنة التي تلوث الهواء وتطرح صعوبة في التنفس بالنسبة للكثير من الأشخاص وتنغص عليهم حياتهم”.

واعتبر الفاعل البيئي ذاته أن “البعض يرى في العملية جزءا من الذاكرة المشتركة للمغاربة، وجزءا من العادات والتقاليد، إلا أنها تبقى من العادات السلبية التي ليست في صالح البيئة والصحة العامة، وينبغي أن نوقفها”، وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى