“كيليان مبابي يحشد الشباب للتصويت “ضد التطرف” ويؤكد أن “انتخابات فرنسا أهم من مباراة كرة القدم
ألمح كيليان مبابي، لاعب منتخب فرنسا لكرة القدم، إلى معارضته لليمين المتطرف ودعا إلى “قيم التسامح والتنوع، وليس الأفكار المثيرة للانقسام”، مشيرا إلى أن الانتخابات المرتقبة “تمثل موقفا أكثر أهمية من مباراة الاثنين”.
وأكد سعيه لإقناع الشباب بالمشاركة الفعالة في الانتخابات.
وقال مبابي، 25 عاما، في مؤتمر صحفي في دوسلدورف، حيث تلعب فرنسا ضد النمسا في مباراتها الافتتاحية في بطولة أوروبا 2024: “أعتقد أن هذه لحظة حاسمة في تاريخ بلادنا، التي تواجه وضعا غير مسبوق”.
ورغم أن مبابي لم يصرح بتوجهاته السياسية والحزب الذي سيصوت له في الانتخابات، إلا أنه دافع عن تعليقات زميله في المنتخب ماركوس تورام، يوم السبت. وقال مبابي يوم الأحد، إنه “لم يذهب بعيدا” في دعوة البلاد “للنضال كل يوم لوقف” فوز التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات.
وسوف تُجرى الجولة الأولى من الانتخابات العامة في 30 يونيو/حزيران، بينما ستجرى الجولة الثانية في 7 يوليو/تموز.
وأضاف نجم كرة القدم الفرنسية، الذي انتقل أخيرا لريال مدريد من باريس سان جيرمان: “بطولة أوروبا مهمة للغاية في حياتنا المهنية، لكننا مواطنون أولا وقبل كل شيء، ولا أعتقد أنه يمكن أن ننفصل عن العالم من حولنا”.
وشدد مبابي على أنه يسعى لإقناع الشباب بأن أصواتهم “يمكن أن تحدث فرقا”.
وقال “اليوم نرى جميعا أن المتطرفين قريبون جدا من الفوز بالسلطة ولدينا الفرصة لاختيار مستقبل بلادنا.. لهذا السبب أدعو جميع الشباب للخروج والتصويت، ليكونوا مدركين حقا لأهمية الوضع”.
وتابع مبابي: “البلاد بحاجة إلى التعرف على قيم التنوع والتسامح. وهذا أمر لا يمكن إنكاره…آمل حقا أن نتخذ القرار الصحيح”.
كرة القدم “لا تتعارض مع السياسة”
تعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مبابي علنا عن السياسة في فرنسا، منذ أن تمكنت الأحزاب اليمينية المتطرفة بما في ذلك التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان، من الحصول على ما يقرب من 40 في المئة من الأصوات في فرنسا في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.
ورد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هذه النتيجة بإعلان مفاجئ لإجراء انتخابات مبكرة وحل الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي). وربما تجعل نتائج الانتخابات التجمع الوطني أكبر حزب في البرلمان.
وكانت أمام الأحزاب مهلة حتى مساء يوم الأحد، لتقديم مرشحيها في 577 دائرة انتخابية فرنسية، لتبدأ الدعاية الانتخابية رسميا الاثنين.
وعلق الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على تصريحات ماركوس تورام، وطالب بعدم خضوع منتخب فرنسا “لأي شكل من أشكال الضغط والاستخدام السياسي”.
وقال الاتحاد الفرنسي في بيان رسمي، إنه يحترم حرية التعبير، إلا أنه “يتمنى أن يحترم الجميع حيادهم … وكذلك حياد الفريق”.
لكن مبابي قال الأحد إن مناقشة السياسة لن تضر بفرص فرنسا على أرض الملعب.
وشدد على أن الوعي السياسي “لا يؤثر على كرة القدم”.
وأوضح في المؤتمر الصحفي أن التصويت القادم “يمثل موقفا أكثر أهمية من مباراة الاثنين”، مضيفا: “لا يعيق أحدهما الآخر، على الإطلاق”.
الأولمبياد بدون مبابي
وفيما يتعلق بمستقبله مع ناديه الجديد ريال مدريد، كشف مبابي أن الفريق الإسباني لن يسمح له بالمشاركة مع منتخب فرنسا في أولمبياد باريس هذا الصيف.
وكشف اللاعب رغبته في المشاركة مع منتخب فرنسا خارج البلاد، أي المشاركة في بطولة اليورو وليس الأولمبياد، لذلك لم يتم اختياره في تشكيلة المنتخب الأولمبي المؤقتة في 3 يونيو/حزيران.
وكان ريال مدريد قد قال إن أي لاعب يشارك في يورو 2024 لا يمكنه اللعب في الأولمبياد.
واختار مبابي الانضمام إلى ريال مدريد في صفقة انتقال مجانية، عندما ينتهي عقده مع باريس سان جيرمان في 30 يونيو/حزيران.
وقال: “كان موقف ريال مدريد واضحا للغاية. لذلك من تلك اللحظة فصاعدا، أعتقد أنني لن أشارك في الألعاب الأولمبية”.
وأضاف: “هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، وأنا أفهم ذلك أيضا”.
تبدأ مسابقة كرة القدم الأولمبية للرجال في 24 يوليو/تموز، أي بعد 10 أيام من نهائي بطولة أوروبا 2024، وتنتهي في 9 أغسطس/آب، أي قبل أسبوع واحد فقط من بدء الموسم الجديد للدوري الإسباني.
تتنافس فرق تحت 23 عاما في بطولة كرة القدم الأولمبية، لكن يمكن لكل دولة أن تضم ثلاثة لاعبين فوق السن في فريقها.
وفرنسا بطلة أوروبا مرتين وهي من بين المرشحين للفوز ببطولة أوروبا 2024.