جهة مراكش آسفي تساير إيقاع العيد
احتفل المراكشيون، اليوم الاثنين، بعيد الأضحى المبارك أو كما يسمى “العيد الكبير”. وكما في كل مدن المغرب، يستقبل “بهجاوة” العيد بالتكبير والتهليل. وبعد أداء الصلاة والاستماع إلى الخطبة، ينتشرون في الأرض ويقصد كل واحد منزله لتدبر أمر الذبيحة.
وفي الشوارع المراكشية تبدأ مراسم الاحتفال بالعيد منذ “يوم عرفة” بتبادل التحية والتهنئة. ويوم العيد يشرع أهل مراكش في نحر أضاحيهم، بالاعتماد على أنفسهم من خلال تعاون الجيران والأهل والأحباب، أو الاستعانة بـ “الجزار ديالي”، الذي اعتمده المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وبعد أداء صلاة العيد توجه والي جهة مراكش آسفي وعامل عمالة مراكش إلى الجمعية الخيرية سيدي بلعباس بالمركب الاجتماعي دار الطفل بباب أغمات بالمدينة العتيقة، وجمعية دار البر والإحسان الداوديات لزيارة نزلاء المؤسستين من شيوخ وأطفال.
وبمدينة شيشاوة تناول عبد الحق الأزهري إمام المصلى التأصيل الشرعي لأضحية العيد من خلال تصديق النبي إبراهيم الرؤيا وعدم اعتراض ابنه، الذي قال: يا أبت افعل ما تومر. وانطلق الخطيب من هذه القصة ليحث المصلين على “تربية الأبناء على الصلاح”، مؤكدا أن “البيت والمدرسة والمسجد والجامعات كلها شريكة في تخريج أجيال تخاف الرقابة الإلهية قبل الإنسانية”.
وبحضور عامل إقليم شيشاوة بوعبيد الكراب، ضرب الخطيب، الذي يترأس المجلس العلمي، مثلا، بـ”بائعة اللبن التي أمرتها أمها بزيادة الماء في اللبن بقولها إن أمير المؤمنين لا يراها، فكان ردها حكمة وأصالة: إن لم يرني عمر فإن رب عمر يراني”.
وأشار في الخطبة الثانية إلى أهمية هذا اليوم العظيم وما يستلزمه من المحافظة على البيئة وترشيد الماء، معتمدا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أذى الناس في طرقاتهم فقد استحق لعنتهم. ودعا الناس إلى “حماية المدينة للحفاظ على نظافتها، والحرص على الإلقاء بالقمامات في أماكنها تجنبا لكل تسويق سيئ لشعائر الإسلام السمحة”. ثم ذكر الناس بالحفاظ على الصلاة والزكاة وبر الوالدين وصلة الأرحام ورعاية الايتام، وختم بالدعاء الصالح للملك محمد السادس ولعامة المسلمين.
أما على مستوى إقليم الرحامنة، الذي يشكل وجهة المراكشيين لشراء أضحياتهم، فقد احتفى سكان مدينة ابن جرير بهذه الشعيرة في جو تختلط فيه البهجة بالأجواء الإيمانية والعادات الموروثة.
وأدى سكان المدينة صلاة العيد بمصلى المحسنين، بحضور عامل الإقليم عزيز بوينيان، وبعدها تم الاستماع إلى خطبة الإمام، الذي نصح المصلين بـ”نبذ الخلافات والتعاون على البر والتقوى”، وحثهم على “أهمية صلة الرحم والتسامح والأخلاق النبيلة، من قبيل بر الوالدين، والامتثال لأوامر الله عز وجل، والتقرب منه بأضحية العيد”.
وكما عادة المغاربة في جميع جهات المملكة، ما إن انتهت خطبة العيد في كل المصليات حتى شرع المصلون في تبادل التهاني. كما قام عمال العمالات بنحر أضحية العيد.