يوم عرفة: بدء نفرة نحو مليوني حاج من عرفات إلى مزدلفة بعد أداء الركن الأعظم
بدأت جموع الحجيج في التوجه نحو مزدلفة بعد أدائهم الركن الأعظم في الحج بالوقوف على صعيد عرفات، فيما يُعرف بـ”النفرة” والتي تبدأ بعد غروب شمس يوم عرفة الموافق للتاسع من شهر ذي الحجة.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات الحجاج لأداء مناسك الحج، بعد يوم التروية والوقوف بعرفة.
ويؤدي الحجاج صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة ويبيتون هناك ليلتهم، ويجمعون حصى الجمرات قبل التوجه فجر العاشرمن ذي الحجة إلى مشعر منى لإتمام بقية مناسك يوم النحر (يوم عيد الأضحى)، حيث سيرمون جمرة العقبة وينحرون الهدي (الأضاحي)، ويطوفون حول الكعبة المشرفة طواف الإفاضة، ويسعون بين الصفا والمروة، ثم يحلقون رؤوسهم ويتحللون من الإحرام.
وتعد طرق المشاة في المشاعر المقدسة الممتدة من منطقة عرفات وحتى منى مروراً بمزدلفة بطول 25 كيلو متراً، أطول ممر مشاة في العالم، ويشهد سنوياً في موسم الحج أكبر حركة سير بشرية في العالم.
وكان الحجاج قد استمعوا لخطبة عرفات التي ألقاها الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة، من مسجد نمرة، ثاني أكبر مسجد مساحة بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، مطالباً حجاج بيت الله بأن يكثفوا من الدعاء لأنفسهم ولذويهم.
الحج ليس مكاناً للشعارات السياسية
أكد المعيقلي في خطبة عرفة على “وجوب المحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على العناية بها، وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعِرض”، والتي يُعد الاعتداء عليها جريمة تستوجب العقوبة شرعاً.
واستشهد في ذلك بحديث عن النبي محمد نبي الإسلام: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا”، وطالب المعيقلي بضرورة “عدم تمكين العابثين من محاولة التأثير في مقاصد الشرع في المحافظة على هذه الضروريات”.
وشدد إمام المسجد الحرام على أن “الحج ليس مكاناً لترديد الشعارات السياسية ولا التحزبات”، وأن الشريعة الإسلامية جاءت “بكل ما تزدهر به الحياة، وتحصل به التنمية، ومنعت من الإضرار بالآخرين، أو إلحاق الأذى بهم”، مضيفاً أنه “لا ضرر ولا ضرار” في أداء مناسك الحج.
ولم تكن الأوضاع في غزة غائبة عن خطبة عرفة، حيث قال الدكتور المعيقلي: “ادعوا لإخواننا في فلسطين الذين مسّهم الضر وتألموا من أذى عدوهم سفكاً للدماء، وإفساداً في البلاد، ومنعاً من ورود ما يحتاجون إليه من طعام ودواء وغذاء وكساء».
قرابة المليوني حاج
صرح وزير الحج السعودي الدكتور توفيق الربيعة بأن عدد الحجاج خلال الموسم الحالي بلغ نحوي مليوني حاج وحاجة، يؤدون مناسك الحج في طقس شديد الحرارة بلغ نحو 46 درجة مئوية.
ونشرت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة إحصاءات الحج لهذا العام، مبينة أن عدد حجاج الداخل تخطى 200 ألف حاج، فيما وصل عدد حجاج الخارج إلى أكثر من مليون و600 ألف حاج.
وقد أبدت قوات أمن الحج استعدادها الأمني، مستعرضة أبرز الآليات والمدرعات والمركبات الخاصة، وطيران الأمن.
ورفعت السلطات السعودية هذا العام شعار “لا حج بدون تصريح”، حيث أعلنت وزارة الداخلية السعودية الجمعة، إبعاد نحو ربع مليون شخص من مكة المكرمة، لا يحملون تصريحاً بالحج.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، العقيد طلال الشلهوب أن عقوبة مخالفي أنظمة الحج تصل للسجن 6 أشهر وغرامة مالية قدرها 50 ألف ريال والتشهير، إضافة إلى ترحيل الوافدين ومنعهم من دخول المملكة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي اليومي لموسم حج عام 1445 هـ/ 2024، للمتحدث الأمني لوزارة الداخلية، بمشاركة المتحدثين الرسميين لوزارات الحج والعمرة والصحة والنقل والخدمات اللوجستية.
وأوضح العقيد الشلهوب أن أمن وسلامة الحجاج “خط أحمر” لا يسمح بالتهاون معه، مؤكداً أن الجهات الأمنية ستتعامل بحزم مع كل من يحاول العبث بأمن الحج تحت أي ذريعة أو شعار.