المغرب يعتزم تقليص الفجوة الرقمية
جدد المغرب، خلال الدورة الاستثنائية للجنة التقنية المتخصصة التابعة للاتحاد الإفريقي للاتصال وتكنولوجيا المعلومات (CICT5)، التي انعقدت في الفترة الممتدة من 11 إلى 13 يونيو الجاري، عزمه على تقليص الفجوة الرقمية، والنهوض بمستقبل رقمي شامل ومنفتح وآمن للجميع في القارة الإفريقية.
وأكد أعضاء الوفد المغربي في تدخلاتهم، خلال هذه الدورة التي عقدت عبر تقنية الفيديو وخصصت لدراسة واعتماد مشروع الميثاق الرقمي الإفريقي ومشروع الاستراتيجية القارية في مجال الذكاء الاصطناعي، إرادة المملكة في العمل على بناء مستقبل رقمي مزدهر لكل إفريقي بما يتيح جعل القارة الإفريقية فاعلا رئيسيا في الاقتصاد العالمي.
وأشار الوفد المغربي إلى أن المشروعين اللذين تم اختيارهما لهذه الدورة يمثلان الالتزام الاستباقي والمساهمات القيمة للقارة الإفريقية في الميثاق الرقمي العالمي، وقمة المستقبل المقرر تنظيمها من قبل الأمم المتحدة في شتنبر 2024، مبرزا الجهود المبذولة من أجل صياغة هذه المشاريع الطموحة، التي تهدف إلى “توحيد جهودنا في التحول الرقمي في إفريقيا، مع الأخذ بالاعتبار تحديات وخصوصيات قارتنا”.
وتابع قائلا: “علينا أن نشيد بهذه المبادرة الجماعية، التي تهدف إلى النهوض بمجتمع رقمي شامل وعادل، وقادر على تلبية احتياجات جميع مواطنينا”.
ولفت إلى أن المغرب بصدد وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجيته الرقمية الوطنية 2030، التي لا تتوخى فقط المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، بل تروم أيضا وضع الأسس الضرورية لتحول رقمي ناجح، سواء بالنسبة للمغرب أو المنطقة .
وأوضح الوفد أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى رقمنة المرافق العمومية، والنهوض بالاقتصاد الرقمي للبلاد، مع التركيز بشكل خاص على الإدماج الرقمي، وتعزيز البنية التحتية والمهارات، فضلا عن تطوير منظومة دينامية للشركات الناشئة.
وأضاف أن المغرب اتخذ أيضا عدة مبادرات لتشجيع الابتكار والمقاولة الرقمية، لا سيما لمصاحبة المواهب الشابة، مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان توفير التدريب لهم والإطار الملائم من أجل ممارسة العمل المقاولاتي، باعتبارهم الفاعلين الرئيسيين في مستقبلنا الرقمي.
من ناحية أخرى قال الوفد إن المغرب يتميز بكونه من البلدان الأولى التي اعتمدت توصية “اليونسكو” بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وعملت على تنفيذها.
وأوضح أن المملكة المغربية تتوفر على مؤهلات كبيرة لتسريع تحولها الرقمي، وتيسير التطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي، مشيرا في هذا السياق إلى أنه كان من بين المبادرات الأخيرة تنظيم معرض “جيتكس إفريقيا المغرب”، الذي شكل فرصة هامة للتشبيك والتواصل والتعاون بين الفاعلين الرئيسيين في القطاع الرقمي في إفريقيا.
وأشار إلى أن هذا الحدث لم يسلط الضوء فقط على الحلول المبتكرة “صنع في المغرب” و”صنع في إفريقيا”، بل استقطب أيضا اهتمام المستثمرين الدوليين.
وتابع الوفد المغربي قائلا: “الأرقام البارزة لمعرض جيتكس تظهر التقدم الذي أحرزناه، وقدرتنا على لعب دور مركزي في الاقتصاد الرقمي العالمي”.
وأضاف أن “دورة هذا العام استقطبت 45 ألف زائر، من أكثر من 130 دولة حول العالم، وسجلت مشاركة 900 عارض و400 شركة ناشئة في الدورة الأولى، ونحن سعداء بتجاوز هذه الأرقام، حيث شارك هذا العام أكثر من 1400 عارض و700 شركة ناشئة”.
وأشار إلى أن هذه الأرقام توضح الاتجاه المتنامي لقطاع التكنولوجيا الإفريقي، ومكانة معرض “جيتكس إفريقيا” كمحرك للابتكار.
كما أبرز الوفد أن معرض “جيتكس إفريقيا” أتاح أيضا الفرصة لإقامة شراكات متينة، مضيفا “لقد أبرمنا مذكرة تفاهم مع مجموعة أوراكل الدولية لإنشاء مركز خدمات سحابية واسع النطاق في المغرب، وهو مشروع سيعود بالنفع على المملكة والمنطقة بأكملها”.
واستطرد قائلا: “أبرمنا أيضا شراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتدريب 70 ألف موهبة في أفق 2027. كما وقعنا اتفاقية مهمة لتعميم برنامج “JobInTech” ، الذي يهدف إلى تنمية المهارات لفائدة 15 ألفا من حملة شواهد في المجالات الرقمية في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2026″.
وأكد أن المغرب سيظل ملتزما بشكل راسخ بالنهوض بهذه المبادرات من أجل القارة، مشيرا إلى أن المملكة عازمة على سد الفجوة الرقمية والنهوض بمستقبل رقمي شامل ومفتوح وآمن للجميع.
وخلص الوفد المغربي إلى أن القدرة على الحفاظ على المرونة لمواكبة التطورات التكنولوجية الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، تظل أمرا ضروريا لإنجاح التحول الرقمي المنشود.